دراساتمقالات

عائلة روتشيلد (1) إعداد : علي رهيف الربيعي-العراق-

إعداد : علي رهيف الربيعي-العراق-

عائلة روتشيلد (1)
إعداد : علي رهيف الربيعي-العراق-
عائلة من رجال المال ويهود البلاط الذين تحولوا بالتدريج إلى راسماليبن من أعضاء الجماعات اليهودية ، ويعود أصل العائلة إلى فرانكفورت في القرن السادس عشر . والاسم ” روتشيلد” منقول من عبارة ألمانية تعني الدرع الأحمر ” وتشير كلمة ” درع ” هنا إلى ذلك الدرع الذي كان على واجهة منزل مؤسس العائلة إسحاق أكان . وقد حققت عائلة روتشيلد مكانة بارزة في عالم المال والبنوك في أوربا بدءا من القرن الثامن عشر وحتى القرن العشرين. وتاريخ تطور العائلة هو أيضا تاريخ يهود البلاط واختفاؤهم و تحولهم إلى مجرد أعضاء في الرأسمالية الغربية الرشيدة ثم التشكيل الامبريالي الغربي. ودعم الأسرة للمشروع الصهيوني في فلسطين، ليس تعبيرا عن وجود مصالح يهودية مستقلة وإنما تعبير عن معدلات الاندماج في الحضارة الغربية في تشكيلها القومي الإمبريالية.
وكان ماجيراشيل روتشيلد ( ١٧١٢ – ١٨١٢) تاجر العملات القديمة هو الذي وسع نطاق العائلة في مجال المال والبنوك ، بعد أن حقق ثروة طائلة أثناء حروب الثورة الفرنسية من خلال عمله في بلاط الأمير الألماني وليام التاسع عشر . وقد تفرق أبناؤه الخمسة وتوطنوا واسسوا فروعا لبيت روتشيلد في خمسة بلاد اوربية هي : إنجلترا وفرنسا وإيطاليا بالإضافة إلى ألمانيا.
أسس الابن الأكبر نيثان ماير روتشيلد ( ١٧٧٧ – ١٨٣٦) فرع بيت روتشيلد في إنجلترا ، وتزوج اخت زوجة رجل المال الثرى، زعيم الجماعة اليهودية في إنجلترا موسى مونتفيوري. وأتاحت له هذه الزيجة دخول أوساط المجتمع اليهود السفاردي في إنجلترا سريعا. واكتسب نيثان ماير روتشيلد مكانة مرموقة في عالم المال أثناء الحروب النابليونية حيث ساهم في تمويل وإنفاق الحكومة الإنجليزية على جيشها في أوربا، واستعان في ذلك بأخية جميس روتشيلد المقيم في فرنسا.
اما ابنه الأكبر ليونيل والتر روتشيلد ( ١٨٦٨ – ١٩٣٧)، فترك عالم المال والبنوك وتخصص في علوم الأحياء والطبيعة. وتعود أهمية ليونيل والتر إلى أنه كان يمتلك حديقة حيوانات خاصة ، كما أن وعد بلفور اخذ شكل خطاب موجه إليه . وقد ايد ليونيل منذ عام ١٩١٧ الجهود الدبلوماسية لكل من حايم وايزمن ( الذي أصبح اول ر رئيس لإسرائيل ) وناحوم سوكولوف والرامية إلى إصدار تعهد بريطاني بشأن تأسيس ” وطن قومي” لليهود. وكان ليونيل روتشيلد يرى ان الوجود الصهيوني في فلسطين لابد أن يأخذ شكل دولة لا شكل وطن قومي وحسب، وان هذا يخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية ، ومن ثم مصالح عائله روتشيلد . وعند إصدار وعد بلفور ، كان روتشيلد رئيسا شرفيا للاتحاد الصهيوني لبريطانيا وأيرلندا. كما كان أثناء الحرب العالمية الأولى من مؤيدي إنشاء الفيلق اليهودي الذي دخل فلسطين مع الجيش البريطاني.
ومن الجدير بالذكر أن عائلة روتشيلد، مثلها مثل غيرها من عائلات أثرياء اليهود المندمجين في المجتمع البريطاني، كانت في البداية ترفض صهيونية هرتزل السياسية بسبب تخوفهم مما قد تثيره من ازدواج الولاء، وهو ما يشكل تهديداً لمكانتهم ووضعهم الاجتماعي . وساهمت العائلة في تأسيس ” عصبة يهود بريطانيا” المناهضة للصهيونية. لكن هذا الموقف تبدل فيما بعد حيث تبين ان وجود كيان صهيوني استيطاني في المشرق العربي يخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية ، وذلك إلى جانب ان الصهيونية كان يتم تقديمها في ذلك الوقت كحل عملي لتحويل هجرة يهود شرق أوربا إلى فلسطين بعيدا عن إنجلترا وغرب أوربا.
ومع نمو النظام المصرفي الرأسمالي الحديث القائم على العلاقات بين المؤسسات المالية المختلفة والذي حل محل نظام التجارة والربا القديمين تضاءلت أهمية عائله روتشيلد. كما أن نمو حجم التعاملات المالية في العالم قلص حجم راس المال المتوفر في يد الراسمالين اليهود ( من عائلة روتشيلد وغيرهم) قياسا إلى حجم رؤوس الأموال المتداولة داخل النظام الرأسمالي العالمي ، وذلك رغم ازدياده من الناحية المطلقة. ويعد اسم روتشيلد ، في الأدبيات اليهودية والصهيونية ، رمزا للثري اليهودي الخير الذي يجزل العطاء لإخوانه في الدين ولا ينساهم البته. أما في ادبيات العداء لليهود فهو مثل للجشع والطمع امتصاص الدماء والتآمر العالمي من جانب الصيارفة اليهود.
(1)المصدر :
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد الأول، الموسوعة الموجزة في جزأين، د عبد الوهاب المسيري، ص٢٦٨، ص٢٦٨، ص٢٧٠، ص٢٧١.
2024 حزيران 8

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب