الصحافه

إسرائيل: لماذا لا نؤجل تصفية نصر الله إلى حين تهيئتنا للحرب الشاملة؟

إسرائيل: لماذا لا نؤجل تصفية نصر الله إلى حين تهيئتنا للحرب الشاملة؟

أيال زيسر
النار في الشمال مستمرة وشديدة وفتاكة أكثر من أي وقت مضى، وقيادتنا السياسية والعسكرية تكتفي بتصريحات متبجحة وتهديدات عابثة لم يعد أحد يتعاطى معها بجدية، لا عندنا ولا في لبنان أيضاً. فبعد كل شيء، كم مرة يمكن الإعلان أن صبرنا نفد وأننا سنعيد لبنان إلى العصر الحجري.
في الوقت الذي تكتفي فيه إسرائيل بتصريحات فارغة من مضمونها، وباتت أعمالها محدودة وحذرة، وتأتي كرد على هجمات العدو، ما زال حزب الله بقوته. بعد سبعة أشهر من القتال فقد فيها القتلى والجرحى، عثر على نقطة ضعف في منظومة الدفاع العسكرية الإسرائيلية، وهي صعوبة تصدير المُسيرات. وبهذه الحلقة الضعيفة، يضرب بكل قوته ويهاجم أهدافاً في الأراضي الإسرائيلية. إلى جانب ذلك، وسعت المنظمة مدى وشدة النار التي تمطرها علينا، بل ووسعت مدى إصابة صواريخها ومسيراتها.
الضعف الذي تبثه القيادة الإسرائيلية يشجعها على مواصلة طريقها.
مع ذلك، يشرح زعماء حزب الله بأنهم غير معنيين بحرب شاملة، وكأن ما يحصل على الحدود الشمالية ليس حرباً… فبعد كل شيء، حقق حزب الله ما يريد ولا يحتاج إلى تصعيد ينزع إنجازاته. وهو يسوق نفسه كدرع غزة بنجاحه في طرد عشرات آلاف الإسرائيليين من بيوتهم، وأخيراً كمن يهاجم أهدافاً إسرائيلية على طول خط الحدود.
يتملك القيادة الإسرائيلية خوف من حزب الله، وينتقل هذا الخوف إلى الجمهور بكامله. هذا خوف يشل القدرة على التفكير بمنطق وتفكر، أو من خارج الصندوق في كل ما يتعلق بكيفية التصدي لحزب الله وإنهاء الحرب التي يخوضها ضدنا في حدود الشمال.
لشدة الحظ، لسنا الوحيدين الذين يتملكهم الخوف من حزب الله؛ هو أيضاً يخافنا. الردع الإسرائيلي يتآكل في ضوء عجز تبديه حكومة إسرائيل في حدود الشمال، مثلما في غزة أيضاً، لكن حزب الله لا يزال خائفاً من أنه في رد الصاع صاعين؛ لأنه في حالة حرب شاملة، وإن كان سيوجه ضربات أليمة في عمق إسرائيل، لكن قوته لن تصمد أمام إسرائيل مرصوصة ومجندة ومصممة، وهذه ستضرب لبنان مثلما ضربت غزة.
لقد اختارت إسرائيل في الأسابيع الأولى من الحرب أن تركز على حدود الجنوب وتدخل في دفاع تجاه حزب الله. غير أن ما كان ممكناً ومرغوباً فيه في بداية الحرب يصبح بالتدريج لا يطاق. هذا الواقع من حرب الاستنزاف في الشمال يجبي منا أثماناً متزايدة ويقضم ما تبقى من قدرة ردع لدينا.
إن مواصلة القعود مكتوفي الأيدي والالتصاق بسياسة الاحتواء والرد المقنون، استنفدت نفسها. حرب الاستنزاف التي فرضها علينا حزب الله يجب أن تتوقف، وما يجدر التشديد عليه هو أن الأمر لا يعني بالضرورة حرباً شاملة.
إسرائيل لا تستغل تفوقها العملياتي والاستخباري على حزب الله، ولا خوف المنظمة من الحرب.
ما ينبغي عمله إذن هو البدء بالرد بقوة وبحزم – ولا، لا حاجة للبدء بتصفية نصر الله أو بتسوية الضاحية بالأرض، معقل المنظمة في جنوب لبنان. قد نتخذ قبل ذلك سلسلة من الردود التي ترسم للمنظمة خطوطاً حمراء واضحة دون التدهور إلى حرب في المنطقة. مثلاً أن نهاجم عمق لبنان عندما يعترض حزب الله مُسيراتنا. لماذا لا نرد هكذا في كل مرة يضرب فيها حزب الله البلدات والمواطنين على حدود الشمال.
بعد كل شيء، من لا يتجرأ ويبادر ويخاطر سيجد نفسه يجر رغم أنفه وفي موعد غير مريح له إلى مواجهة شاملة مع حزب الله، كما الحال مع حماس.
إسرائيل اليوم 9/6/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب