مقالات
الفكر اليائس وأغراضه في الصراع العربي الصهيوني بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
الفكر اليائس وأغراضه في الصراع العربي الصهيوني
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
من يتابع حديث الشارع العربي،ويستمع إلى الموضوعات التي يناقشها الناس،في المقاهي والحدائق،وحتى في المنازل،وعلى أطراف الندوات والتجمعات،فيستدل أنّ القضية الفلسطينية،وما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم وحشية،غير مسبوقة في التاريخ،تشكل وتمثل القاسم المشترك بين أفراد وجماعات الشارع العربي،والشارع العربي،عندماًيكون مهموماًً، بالقضية الفلسطينية إلى المستوى الذي تكون فيه شغله الشاغل،فهذه دلالة تخبرك بأنّ الوعي القومي،كما يقول عنه الناس بخير،ودلالته الثانية،أن الإعلام الرسمي العربي،وإلى مايحاوره ويماثله الإعلام الصهيوني،بكل أدواته وآلياته الإعلامية لم ينجح في إبعاد الشارع العربي عن قضاياه المصيريه،ًلم يجره إلى تفاهاته الإعلامية المشحونة،بالجنس والألاعيب التي لاتغني عن جوع،ولن تكون بديلا عن قضاياه المصيرية.
وهذا معناه،في مهمة التحليل الثقافي،في وضع المعاني الصحيحة،على ظاهرة حديث الشارع العربي واهتماماته،ان القضية الفلسطينية،بوصفها قضية مصيرية،فإن هذا الشارع غير راض على الإطلاق عن موقف الأنظمة العربية تجاه العدوان الصهيوني،على غزّة والضفة الغربية،وعلى سياسات آلتطبيع ،واللعبة الامريكية-الاوربية،المنقادة صهيونياً بدُوَيْلة فلسطينيةثمنها إعتراف المملكة السعودية بالكيان الصهيوني،الذي يمثل في رأي الشارع العربي ،مؤامرة على وجود الأمة العربية،وشطبها ،على غرار الأمم الفانية.
ولكن في وسط الشارع العربي ،وخاصة بين الشطار من تجار لكلمة،والرعاع من توظفهم،الأجهزة الصهيونية،وتوابعهم ممن يعتلون ما يطلق عليها الفضائيات العربية،الممولّة من قوى التطبيع،ومن في معيتهم،يحملون الفكر العربي ظاهرة اليأس لتكون في جوانيته الفكرية،ولها حضورها في ساحاته الفكرية، ولتتحول تدريجيا إلى دئرة اهتماماته،ولتأخذ جانبا من وعي الشارع العربي ،تحت أطروحات وشعارات،مثل القول؛إن طوفان الأقصى كان مؤامرة علًى القضية الفلسطينية،وممولّةمن قوى معادية للعرب،وإنها لم تجر إلاّ الويلات عل غزّة وأهلها،. الفكر اليائس عموماًخلفه قوى وجهات تموله،وتبتكر له مفاهيمه ومصطلحاته،ليكون واحدا من أسلحهً آلياته،في مغالبةالقوى المعادية..
وهذا حال الفكر العربي،الذي أخذ عهداً على نفسه أن يكون فكراً عربيا محاربا في معارك الامة العربية المصيرية،وفي القلب للقضيةًالفلسطينية،كقضية عربية مصيرية،هذا حاله مع الطابور الخامس الذي يشكك في جدوى ومهام طوفان الأقصى.
ومن القول،في رد المقاربة على دعاة الفكر اليائس،رب ضارة نافعة،بمعنى أنّ ماجرى لغزّة من خراب ودما وقتل وتشريد وتجويع،بل قل بكل مفردات الثقافة الصهيونية التي ترى البشرية فواحعها،وأهوالها،ووحشيتها وناديتها،فإن حرب فلسطين في غزّة حقّقت انتصارات تراها المقاربة،في انتشال القضية الفلسطينية من ألاعيب الأنظمة العربية،التي نامت عل هذه القضية في إطار المساومات والتسويف،التي تخدم الكيان الصهيوني مق معاركه، وهذا الانتشال وضعها في صدارة الأحداث،وكوّن لها رأيا عالمياً،دخل في متاصره فلسطين،إلى قلب العواصم الداعمة للصهيونية العالمية.الرأي العام العالمي،إذا أحسنت المقاومة الفلسطينية،واعتبرته ثورة وثورة فإنه يبشر بقلب موازين القوى لصالح القضية الفلسطينية،كقضية عربية إنسانيةوأًصلها،إلى كل المنظمات الدولية والانسانية،ووضعها في صلب اهتمامات محكمة العدل الدولية.
الفكر اليائس ودعاته وقواه الداعمة له،يجب أن يضعها أحرار الأمة العربية،في أولوية اهتماماته وهمومه ليعرفه،ويكشف سياساته وأعراضه،وسبل نوظيفه في خدمة الكيان الصهيوني.
د-عزالدين حسن الدياب-13-6-2024