مقالات

( أوراد ) واستطلاع ” النكبه ” في غزه وفلسطين 

( أوراد ) واستطلاع ” النكبه ” في غزه وفلسطين

بكر ابوبكر

قام مركز )أوراد( للبحوث بعمل استطالع ميداني في قطاع غزة، والضفة هذا العام 0202 ومن
خالل مقابالت شخصية وج ًها لوجه مع 0022 فلسطيني بكافة المحافظات الشمالية والجنوبية
)01 محافظة(، حيث شارك بالبحث المر هق 022 باحث ميداني في غزة في ظل العدوان
الهمجي على شعبنا المكلوم هناك، كما حصل بالضفة الغربية أي ًضا من فلسطين.
تم انجاز االستطالع بمتابعة حثيثة من إدارة مركز العالم العربي للبحوث والتنمية )أوراد( لمسار
الباحثين والمستطلعين ألماكن اللجوء خاصة في غزة عبر نظام متابعة المواقع.
وفي ندوة هامة عقدت بحضور عدد من النخب الفلسطينية من كافة االتجاهات والكوادر الشابة
استعرض رئيس المركز الدكتور نادر سعيد )ماجستير في االقتصاد ودكتوراه في علم االجتماع(
نتائج البحث التي كانت بحق مثيرة للجدل. وكما جاء فإن “هذا هو االستطالع الثاني الذي يجريه
مركز)أوراد( منذ السابع من أكتوبر ،0202 حيث سبقه االستطالع األول بعد ثالثة أسابيع من
بدء العدوان على قطاع غزة. وأجري االستطالع الحالي بعد أكثر من سبعة أشهر من بدء
الحرب، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الوفيات ما يقرب من 200222 والعدد اإلجمالي لإلصابات
حوالي ،02022 وتم تهجير أكثر من ٪50 من سكان قطاع غزة وتدمير أكثر من 520222
وحدة سكنية في القطاع. جاء االستطالع عشية الهجوم على رفح وما رافقه من تحذيرات بشأن
تأثيره اإلنساني على السكان والنازحين. أجبرت المعارك في رفح أعضاء فريق البحث على
االنتقال لمناطق أخرى وإعادة توزين العينة لتتناسب مع حركة السكان”.
لمن يرغب النظر في نتائج االستطالع الهامة قراءة الموجز في البيان الصحفي، أو التفصيل
بالتقرير، أو مشاهدة النتائج الرئيسية على شكل شرائح عرض ضوئي )powerpoint )من
خالل مراجعة موقع المركز في الشابكة )انترنت( التالي:ar/org.awrad.www://https
وتحت العنوان: “استطالع الرأي العام الفلسطيني في ال ّضفة الغربيّة وقطاع غ ّزة: غزة منذ بدء
الحرب حول غزة والمستقبل، اآلفاق السياسية، الحكومة الفلسطينية، األولويات، االنتخابات
والتأييد السياسي – أيار 0202 “.

2

في اللقاء الهام/الندوة بمقر مركز أوراد في رام الله، وبعد استعراض د.نادر سعيد المكثف
والصريح والمثير لألسئلة، تح ّدث عدد من األخوات واألخوة الكرام، وكنت منهم حيث أوجزت
فه مي أنا للحالة الفلسطينية القائمة، استنا ًدا لعرض عدد من أبواب استطالع المر ّكز على شكل
نقاط كالتالي:
-0 ي حتسب للشعب الفلسطيني البطل إيمانه الثابت بوطنيته واستقالليته، وبتواصل كافة أشكال
النضال، إضافة الى تم ّسكه بتجسيد وتحرير دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي
والقانوني والمعترف بها سياسيًا عالميًا )لكنها تحت االحتالل(. حيث صّوت %55 في غزة
. وصّو للدولة الفلسطينية الى جوار دولة اإلسرائيلي، فيما كان اإلجمالي %02 ت مع المفاوضات
وعملية سالم ج ّدية بشكل إجمالي %15 وبغالبية كبرى في غزة )%20 بين أدعم بشدة ،%55
وأدعم الى حد ما %00(.

ًطا بوعيه بضرورة تحقيق الوحدة

كما ي حتسب للشعب الفلسطيني امتالكه للعقل الوحدوي مرتب
الوطنية )بين الفصائل(عامة، حيث جاء الرأي بشكل الحكومة التي تقود قطاع غزة )من الواضح
كما أفهم أن المقصود هو بعد وقف العدوان( بنسبة %25 يثقون بحكومة وحدة وطنية، مقابل
%02 لحكومة “حماس” لت ديرغزة، و%02 إلدارة السلطة الفلسطينية لغزة، و%0
للتكنوقراط…ومن

المستطلعين الفلسطينيين الغزيّين الذين يؤيدون حكومة لحماس تديرغزة
لوحدها كانت النتيجة%1 فقط. لكنه في جميع األحوال فإن فكرة االستقاللية الوطنية الفلسطينية
هي الحاكمة للعقل الفلسطيني الذي رأى أن جهة فلسطينية وليس أجنبية هي من يجب أن يقود
غزة جاءت بنسبة إجمالية .%02

عة آراؤهم بصعوبة الظرف حيث الموت يطارد األحياء في كل جانب

-0رغم إقرار المستطل
والدمار الشامل واإلبادة، عدا عن تحدي األمور المعيشية الصعبة )،%21 مقابل تحدي البطالة
وفرص األعمال …%22(، ورغم صعوبة الظرف االقتصادي واألمني عامة، الذي أشاروا له
)%00 بين أسوأ بكثير، وأسوأ الى حد ما كما قالوا بالضفة الغربية(، ورغم أن األمور في
فلسطين كما رأى الكل بالضفة وغزة تسير أكثر نحو االتجاه الخاطيء. )%10 أجمالي( فإن
نبرة التفاؤل بالمستقبل عالية نسبيًا )تقريبًا %12 باإلجمالي(. وهذا يعني أن اإلحساس العالي
للشعب الفلسطيني بمستوى الجريمة الصهيونية البشعة ضد االنسانية ونتائجها الكارثية إحساس
عا ٍل ج ًدا، لكنه لم يتوقف لييأس أو يتراجع أو ي علن سقوطه تحت براثن االنهزام النفسي سواء
الجماعي أوالذاتي فمازال يرى أن باب الفرج والتفاؤل مازال مفتو ًحا.
-2مازالت اآلمال معقودة لدى الشعب الفلسطيني )بالضفة وغزة، لم يتم استطالع الشعب
الفلسطيني بالخارج( على الشخصيّة التي تمتلك سيرة نضالية مشهودة إضافة لجاذبية وإلهام
)كريزما( الوطنية النضالية المتمثلة باألخ مروان البرغوثي حيث ح صد أعلى األرقام في كافة

3

االستطالعات سواء الثنائية حيث مروان البرغوثي مقابل اسماعيل هنية يحوز )%10 مقابل
%01 باالجمالي( أوفي االستطالع الجماعي أي ضمن مجموعة متعددة مقترحة من المرشحين..
-2رغم تفوق حركة التحرير الوطني الفلسطيني- “فتح” في غزة )،%05 مقابل حماس %02
( )ربما المقصود هنا حركة “فتح” بكل قبائلها كما يسمي د.نارد سعيد تياراتها( فإنها تمثل انتخابيًا
)%02 مقابل %22 ل”حماس” بالضفة( حيث اإلشارة الى تراجع دور تنظيم حركة التحرير
الوطني الفلسطيني-فتح عامة، وأي ًضا بهذه األحداث، وكان برأيي أن هذا ليس جدي ًدا السيما وما
حصل من تفتت فتحوي سابق حيث االنتخابات النيابية والرئاسية )عام 0200م( التي لم تجري
)تم تأجيلها(. وتوزع فيها المنتمون لحركة “فتح” بين القائمة الرسمية، وقوائم أخرى وعلى
مساحة مجمل القوائم التي فاقت 22 قائمة )21 قائمة(، وفي ظني أن عدم القدرة على االستنهاض
م ظ أو إعادة البناء حتى اآلن بما يتعلق بالكتلة البشرية للحركة خاصة بالوطن، والمفاهيم والن
الداخلية الحاكمة، إضافة للعالقات الرأسية بين القيادة والقاعدة، وضعف الكاريزما هي األساس
في ذلك.
بينما أعتقد أن الحركة فيما يتعلق بالتاريخ النضالي وفيما يتعلق بالفكرة النضالية أوالوطنية
والوسطية والحضارية والرحابة التي تتميز بها مازالت حاضرة، إضافة لألمل الفلسطيني العام
بمستقبل أفضل لهذه الحركة المؤ س سة، لذلك تجد فكر حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”
)الفكر السياسي واالجتماعي واالقتصادي حسب االستطالع( مازال يحظى باألولوية من التبني
على فكر حركة “حماس” )%20 مقابل %00 باإلجمالي(.
-0تراجع مستوى قبول حركة “حماس” كما ظهر باالستطالع )خاصة في قطاع غزة بالطبع،
نسبة %02( ألنه واضح ومفهوم نتيجة انعكاسية لمستوى المعاناة نتيجة اإلبادة الجماعية
الصهيونية والدمار لألرض التي أعيد احتاللها وأعيدت للعصر الحجري، وافتقاد األمل بالوضع
القائم في غزة خاصة في ظل عديد التقارير التي أشارت للدور السلبي لسلطة فصيل “حماس”
فيما يتعلق بسوء معاملة الناس، وفي طريقة التعامل العنيفة أو غير العادلة مع المساعدات
أي ًضا الحقً تم تفضيلهم األمم االنسانية )ظهرت ردة الفعل ا من قبل المستطلعة آراؤهم حيث
المتحدة كمسؤولة عن المساعدات بغزة بنسبة ،%02 وحصلت حماس فقط على ثقة بنسبة %0
من الغزيين بهذا الشأن، مقابل %00 بالضفة(. أما في استطراد منّي فكما أن حدث الطوفان في
02/5 قد أعطى مفاعلية كحدث مشهود لدى الجميع عدًوا أو صديقا بال شك، فإن اليوم التالي له
لم يكن إال كارثة إنسانية وكرب ونكبة عظمى لم يحصل مثلها للشعب الفلسطيني منذ نكبة العام
0220-0225م، حيث يرى الجميع اإلبادة الجماعية ومجزرة “صبرا وشاتيال” يومية أمام أعين
العالم، كما الحال من سوء اإلدارة الفلسطينية لألحداث عامة سواء في غزة أو الضفة، وعدم
قبول النقد، واالمتناع الغريب عن المراجعة وضرورة النظر في اختالل المسار.

4

-1الحظت من االستطالع عامة عدم وجود )أو باألدق تدنّي( ثقة باإلدارة أو القيادة السياسية
عامة شما ، وأي ًضا باإلدارة المالية. وفي تفسيري ًال الحالية عامة، وبالشخصيات الموجودة وجنوبًا
لذلك فال بد أن للعوامل التالية كل التأثير من دور: المحاوراإلقليمية والعالمية السلبي، وعدم
حصول المصالحة وبقاء التفرق واالنقالب واالنقسام، ولسبب تحطم الواقع االقتصادي-
االجتماعي المعيشي وانعكاساته النفسية الفظيعة، ولعدم وجود معامل التغيير في القيادة الحالية،
والتصريحات السلبية أو المنفّرة لألطراف الفلسطينية التي ب ّخست من قيمة حياة الشعب، والهجوم
التهييجي االنفعالي المقصود لبعض الفضائيات المتح ّزبة والتجييشية العاطفية )لحسن الحظ أن
الفضائيات لم تحظ باالحترام األكبر )مصدر استقاء الخبر والمعلومة حسب االستطالع( في
مقابل منصة “تلغرام”، حيث حاز تطبيق “تلغرام” الروسي على ثقة %50 في غزة و%02
بالضفة أي باجمالي %00 بينما المصادر التقليدية التي بينها الفضائيات على إجمالي %22(.
-5لربما الحظت كثير من فقدان الثقة وأحيانًا االرتباك لدى الفئات المستطل ع آراؤها خاصة فيما
يتعلق بالفصائل عامة، وقياداتها الحالية )لو أجريت االنتخابات الرئاسية سيحصل السنوار على
%2 مقابل %0 لمحمود عباس و%1 لهنيّة، و%00 لدحالن، و%2 و%0 لمصطفى
البرغوثي ثم سالم فياض، وآخرون بنسب أدنى، فيما كان %22 االجمالي مع مروان البرغوثي(
ا(، وهذه الثورة

ما يشير بتقديري على ثورة شبابية نهضوية قادمة )كنت قد كتبت عنها سابقً
ستطيح بالكثير وتكّرس الخط الصحيح بإذن الله.
-0 رغم الواقع المدّمر الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني سواء بدولة فلسطين على المتاح
من األرض بشطريها، أوبالتضامن الذي لم ينقطع مع القسم اآلخر منه خارج الوطن فإنه شعب
مؤمن بالله جل وعال، وحتمية النصر. وهو شعب مناضل مرابط مكافح بكافة أشكال النضال،
بال شك. وقضيته مقدسة وفلسطين أكبر من الجميع ويفهم أكثر من قيادته ويتقدمها كما كان يردد
الخالد ياسر عرفات رحمه الله وكل الشهداء، ال سيما أن فكرة الديمقراطية والتغييرلم تنفك
ر المستطلعون ضرورة إجراء تراوده مربوطة بالوحدة الوطنية وقضية فلسطين. وحيث ق ّر
االنتخابات التشريعية بنسبة %21 وفي هذا كما هو واضح من النسبة العالية بالشطرين
والمتوافقة بذات النسبة أي ًضا لديهما أن المخرج يراه الفلسطينيون عبر التغيير لمصلحة فلسطين.
مما سبق ل ّخصت النظرة أن فيها 0 جوانب أيجابية مقابل 2 من النقاط الثمانية أعاله، وهذا معدل
مهّم النظر له ودراسته في “شخصية الشعب الفلسطيني” المتعلمة والعاملة والنضالية.
وأضفت في إطار تعليقي على مجمل اآلراء الهامة التي طرحت بالندوة )0202/1/01م( أن
مساحة الحوار والديمقراطية وأدب االحتالف والرحابة فينا كبيرة )أو يجب أن تكون كذلك(، لذا
نحترم االختال ف بيننا، فيما يتعلق بالفصائل وأدوارها وفشلها أو انجازها وتقدمها أو تراجعها،
وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية، وبالطبع السلطة الوطنية. فقبول النقد لألداء أو القيادات
أوالتصريحات والمواقف واستعراض الفشل وتقصير األطر مقبول وضروري. وكذلك األمر في

5

ًطا بفصيل

طريقة فهم أو تبني وسيلة )وسائل( أو أداة النضال تبعًا للمرحلة واالتفاق وليس ارتبا

ه شع ب

بعينه، ألن الشعب الفلسطيني كل مجاه د ومكافح، ومهما كان الرأي بالقضية ففلسطين هي ّ
فلسطين وهي البوصلة. وعليه فإن األسس التي ال نختلف عليها ثالثة:
إنها فلسطين وروايتنا باألرض والشعب والتاريخ والمستقبل،
وثانيًا ال نختلف على التمثيل الفلسطيني المو ّحد والمستقل ضمن منظمة التحرير الفلسطينية،
ا ال نختلف على فكرة النضال والجهاد والمقاومة والكفاح بكافة األشكال وحتى النصر
وثالثً
والتحرير بإذن الله.

/https://bakerabubaker.net

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب