الصحافه

نتنياهو على “مفترق الكونغرس”… إما الصفقة أو الارتماء في حضن اليمين: ما رد غالانت؟

نتنياهو على “مفترق الكونغرس”… إما الصفقة أو الارتماء في حضن اليمين: ما رد غالانت؟

الشرخ بين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع غالانت لا يتوسع، فهو شرخ جوهري وواسع بما فيه الكفاية، وقد وصل إلى الذروة على خلفية المفاوضات حول صفقة التبادل. مع ذلك، يمكن ملاحظة ما يسمى بالمصطلح العسكري “تدهور الوسائل”، في العلاقة بينهما؛ أي التصعيد في أساليب العمل وقوة الهجمات المتبادلة. مثل كبار جهاز الأمن الآخرين، يؤمن غالنت بأن اللحظة الحاسمة حانت لتنفيذ صفقة التبادل، وأن تأجيل نتنياهو المتكرر لها، الذي يُعبر عنه الآن بتقليص وجود الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ومحور نيتساريم، ينبع من اعتبارات سياسية. جهات تشارك في خطة نتنياهو للصفقة مع حماس، التي صيغت في نهاية أيار والمعروفة باسم “خطة بايدن”، قالت إنه خلافاً لأقوال نتنياهو بأنه لم يغير أي شيء فيها، فإن السيطرة على محوري فيلادلفيا ونيتساريم لم تظهر فيها، وبالأساس موضوع فحص السكان الذين سيعودون إلى شمال القطاع. والخطة أظهرت مطالبة بإعادة المدنيين فقط (باستثناء أي مخرب لحماس) إلى شمال القطاع، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المأهولة (في نهاية الصفقة الانسحاب الكامل من القطاع).

اقترح جهاز الأمن حلولاً للصعوبات الأمنية التي ستطرح نتيجة الانسحاب من محور نيتساريم والانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا. رفض هذه الحلول وتضخيم القضايا يثير الشكوك في محاولة رئيس الحكومة إفشال الصفقة أو على الأقل تأجيلها، حسب رأي مصادر في جهاز الأمن، إلى حين يفهم نتنياهو وضع الائتلاف وكيف يمكنه الحفاظ عليه. بالمناسبة، يعتقد الجناح الأكثر يمينية في الائتلاف أن سياسة نتنياهو خدعة أخرى، خطيرة جداً حسب رأيهم، من أجل كسب الوقت والوصول إلى إفشال الصفقة.

وتقدر بعض المصادر بأنه إذا أفشل نتنياهو الصفقة فسيخرج غالنت مرة أخرى أمام الجمهور، كما كشف في أيار نية نتنياهو الزحف نحو الحكم العسكري في غزة لإرضاء شركائه في الائتلاف، وحذر من ذلك.

موقف غالانت الحازم في صالح الصفقة يقلق نتنياهو، غير الواثق بأن له شرعية جماهيرية لإقالة وزير الدفاع. على هذه الخلفية يمكن تفسير دعوات أعضاء الائتلاف لإقالة غالانت من منصبه. بكلمات أخرى، هناك جهات في المستوى السياسي تقدر بأن مصدر هذه الدعوات هو مكتب رئيس الحكومة.

سفر نتنياهو إلى الولايات المتحدة في الأسبوع القادم الذي سيشمل لقاء مع الرئيس الأمريكي والقاء خطاب في الكونغرس، يبدو نوعاً من مفترق الطرق المهم بخصوص ما سيأتي بعده. هل سيكون توجه نتنياهو نحو الصفقة والاعتدال، حتى بثمن حل الحكومة، أم الانعطاف نحو اليمين بشكل حاد، الذي قد يشمل خطوات صادمة مثل إقالة غالنت والمستشارة القانونية للحكومة أو إجازة قانون تجنيد هش لصالح الحريديم.

  تقدر المعارضة بأن نتنياهو في الحالتين سيقود لحل الكنيست في تشرين الثاني القادم، على فرض أنه لن ينجح في تمرير ميزانية هذه الحكومة. دلائل هذا الافتراض نجدها في انشغال ضئيل ببلورة الميزانية وشلل الائتلاف وخيبة أمل آريه درعي وغضبه من وزير الأمن الوطني بن غفير، الذي تم تجميده عقب وفاة شقيق درعي.

هذه تقديرات تظهر متفائلة زيادة عن اللزوم. إضافة إلى تضخيم الحديث عن قضية محور فيلادلفيا ومحور نيتساريم، الذي يعتبر موضوعاً للتهديد بانسحاب جناح ستروك ونقطة خلاف قد تفجر المفاوضات حول الصفقة، يمكننا إضافة شهادات عن نشاطات نتنياهو الوحيدة منذ بداية الحرب: التمسك بالمقاعد الـ 64 مقعداً.

       المنصب مسجل باسمهما في الطابو

إن تشكيل حزب اليمين الموحد الذي قد يكون بديلاً ساحقاً لنتنياهو وائتلاف الفشل، يبتعد شيئاً فشيئاً. يوسي كوهين الذي يمكنه أن يكون أحد اللاعبين البارزين، الذي هو عملياً العامل الوحيد في الاستطلاعات الذي ينقل الأصوات من كتلة إلى أخرى، أعلن بأنه لن يتنافس في هذه المرة (هناك جهات تقدر بأنه إلى جانب التآكل في الاستطلاعات، أيضاً تقرير لجنة التحقيق في قضية الغواصات لم يضف أي شيء لمجمل الاعتبارات). الاثنان اللذان يتنافسان على رئاسة الحزب، نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان، سيلتقيان اليوم للدفع قدماً بهذه الخطوة، لكن التوقعات ضئيلة.

كلاهما يبث تفاؤلاً في موضوع الاتحاد، لأن وضعهما كرئيسين محتملين للحزب الحاكم المتخيل، يساعدهما. ولكن حسب جهات كثيرة، فإن مسألة حسم الرئاسة ليست قريبة من الحل. فهما يعتبران أنفسهما من رؤساء الحكومة في المستقبل. فحسب رأيهما، هذا المنصب مسجل باسمهما في الطابو.

حتى قبل ولادته، بدأ حزب اليمين يستوعب مشكلات الكتلة المعارضة لنتنياهو وحكومته، ولا ينجح في ترجمة أفضليته الجماهيرية والمنطقية إلى نتائج عملية.

رفيت هيخت

 هآرتس 17/7/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب