
ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون
بقلم: د. منال حسن مختار
#الهدف_آراء_حرة
بسم الله الرحمن الرحيم (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كِبر ما هم ببالغيه فأستعذ بالله انه هو السميع البصير) سورة غافر الآية 56.
والعود أحمدًا يا سناء، ولنبدأ بحديثك عن الإقصاء، حتى يتضح الأمر لابد من تعريف الإقصاء ولأن المقصود بحديثك (الفعل) وليس الاسم فإن معناه في معجم المعاني يكون في المفعول وهو (مُقصى) بمعنى أقصى الشيء أي أبعده. أما من حيث المفهوم فأن الإقصاء السياسي هو الاعتقاد بأن المُقصى هو سرطان في الجسم السياسي يجب استئصاله إما عن طريق العزل أو الإبادة بهدف الحماية والحرص على النقاء.
وإذا كان السياسي هو الشخص الذي يؤثر على الشعب من خلال القرار السياسي والسلطة السياسية ويهتم بمصالح الشعب بواسطة العمل السياسي. فإن هذا الشخص بالتأكيد يحتاج لوسائل يستخدمها للتنفيذ. فيا ترى ما هي وسائلكم التي استخدمتموها في معتقدكم (الإسلام السياسي) الذي في حقيقة الأمر برئٌ منكم كل البراءة، وذلك لأن مفهوم الإسلام السياسي هو نظام حكم يستمد حجته من تعاليم الإسلام، وأنتم اتخذتم الإسلام حَجَّة في سعيكم الباطل لأن ما فعلتوه ليس ترسيخ للإسلام وأحكامه بل هو (تسييس للإسلام) وفقًا لمعتقدكم الباطل، وجعلتم منه وسيلة للوصول للسلطة وجمع الأموال والثروات والتمييز المجتمعي والمنافسة في التجارة بل سيستم الإسلام حتى يكون دعاية انتخابية لكم لحشد المسلمين ثم التخلي عنهم فور فوزكم بالسلطة وهو ما يعرف في الشريعة الإسلامية بالمزايدة الدينية.
إن تسييسكم للإسلام يا سناء كان وما يزال وسيظل هدفه ترسيخ استبدادكم وإلحادكم بمبدأ الاشتراكية الذي دعا له الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري بنص الآية القرآنية (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) حتى أنكم جعلتم حق الزكاة لفئة واحدة فقط من مستحقيها وهم العاملين عليها.
إن تسييسكم للإسلام يا سناء في معتقدكم قد تجسد في تأجيج الحروب الأهلية كوسيلة للانقسام والفرقة حتى يكون لكم الحكم وكذلك في ترسيخكم لمفهوم الانقسام الفكري والمجتمعي والصراع الديني بإدخالكم للفكر الديني المتطرف إفسادًا للإسلام الحق، وما حرب الجنوب التي راح ضحيتها الآلاف ثم فصله من بعد ذلك إلا دليل على تسييسكم الإسلام لترسيخ معتقدكم من وراء دعمكم للباطل، وما حرب دارفور وإبادة أهل جبال النوبة الذين اعتنقوا الإسلام منذ دخوله أرض السودان ما هو إلا ترسيخ لمعتقدكم الضال والمتخفي خلف ستار الإسلام، ولأجل ذلك أيضا أقمتم المحاكم لتكفير من قارعكم الحجة ونصبتم لهم المشانق وما قتل محمود محمد طه إلا شهادة على تسييسكم للإسلام وفق معتقدكم الضال الذي هو معتقد (الإلحاد) لأن ممارسة الاستبداد والسرقة والفساد هو إلحاد بتعاليم الإسلام وأحكامه وأنتم لكم أدلة وبراهين وشواهد في ذلك يستدركها الطفل قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم والمجنون قبل العاقل.
إن هزيمتكم السياسية يا سناء التي اعترفتِ بها ليست هزيمة للإسلام بل هي نصرًا له بحق قول الله (ألم تر الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون * الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون) صدق الله العظيم.
__
# حرية سلام وعدالة.
# لا للحرب.
# الثورة مستمرة.