ثقافة وفنون

«دولة فلسطين» وحمامات الدم!

«دولة فلسطين» وحمامات الدم!

غادة السمان

أبتهج كلما اعترفت دولة جديدة بدولة فلسطين. وبعد اعتراف أرمينيا رسمياً بدولة فلسطين وتوبيخ إسرائيل لها بشدة، توقعت ردة فعل دموية عنيفة من قبل جنود الاحتلال. وللأسف، صح ما توقعته وسواي وها هي إسرائيل تقوم بـ«حمام دم» في غزة بينهم مثلاً 17 من اسرة واحدة، فضلاً عن مئة شهيد في 24 ساعة.
سيعترف العالم كله دولة بعد أخرى بدولة فلسطين، ولن يستطيع جنون الاحتلال هدم غزة كلها فوق رؤوس أهلها في حمامات الدم، ولن تستطيع دفعهم إلى الهجرة لتحقق حلمها بإسرائيل الكبرى: من النهر إلى البحر.
وستبقى «دولة فلسطين» صامدة وسيزداد عدد الدول التي تعترف رسمياً بها.

طائر البوم ليس شؤماً

أفعال إسرائيل هي الشؤم، وليس لطائر البوم الجميل البريء.
وقرأت عن فنان تركي يحول قشور البيض إلى أعمال وتحف فنية.
ولدي من زمان بيضة لا أدري كيف استطاع الفنان تفريغها من محتواها عبر ثقب صغير ورسم عليها بومة اشتريتها من أحد أسواق باريس. وهي الآن أمامي تتوسط خزانتي الشفافة التي تضم أعمالاً فنية لمحبوبي البوم، فأنا لا أذيع سراً إذا اعترفت بأنني مغرمة بطائر البوم الجميل الذي يتشاءم البعض منه ومن صوته اللطيف (في نظري) لأنه يطير ليلاً ليصطاد طعامه، فالله تعالى خلقه عاجزاً عن التحديق في الضوء، وهو حين يصطاد طعامه ليلاً لا يقصد تخويف معشر البشر!
وأمامي الآن صورة للنجمة هيلاري بورتون وهي تحمل على ذراعها بومة جميلة بعينين واسعتين. وأعرف أن البوم لا يستطيع فتح عينيه في الضوء، وبالتالي فالصورة للنجمة مع بومة محنطة على ما أظن! عشاق البوم مثلي يعرفون الكثير عنهم، ويعرفون أن هذه (اللقطة) من أحد الأفلام غير حقيقية وعاشقة للبوم وخبيرة بها تعرف أن البومة لن تقف هكذا حتى في أحد الأفلام لأنها لا تستطيع فتح عينيها الجميلتين هكذا في النور الساطع! الصورة جميلة لكنها مزورة!
أعيش في باريس محاطة بحوالي 500 بومة (أعني بتماثيلها) بعضها من العاج والفضة والريش كدمى الأطفال والرخام المنحوت وأسواره مزركشة بالماس وكل ما يخطر بالبال. البعض يقول لي إن هذا البوم في بيتي يدعو إلى الشؤم، وأقول لهم إن جنود الاحتلال هم الذين يدعون إلى الشؤم وليس البوم!

البومة بريئة والممرضة مشؤومة

على الرغم من أنني كاتبة قصة، ولكن ثمة جرائم لا أستطيع أن أفهم الدافع لها. كتلك الممرضة البريطانية لوسي ليتبي التي قتلت 7 رضع في المستشفى كانوا تحت رعايتها! وهي الآن تمثل أمام المحكمة بتهمة قتل رضيعة أخرى في المستشفى الذي كانت تعمل فيه! وهي الآن؛ أي لوسي (34 عاماً)، تمثل أمام المحكمة بتهمة قتل طفلة حديثة الولادة.
بصفتي روائية، لا أستطيع أن أفهم سبب قتل تلك الممرضة للأطفال الرضع الذين في عهدتها، لكنني أيضاً أذكر أنني يوم أنجبت ابني (الدكتور حازم الداعوق الذي صار شاباً) كنت لسبب ما غامض، قلقة عليه واتطلع إلى اليوم الذي أحمله فيه لنعود إلى بيتنا حيث أشعر أنه في أمان.. ومن لحظات حياتي التي لا تُنسي يوم عدت بطفلي (الذي صار رجلاً وأستاذاً جامعياً)، حين عدت به إلى البيت. ولا ألوم سيدة تفضل الولادة على الطريقة القديمة بمساعدة (الداية)، فهي على الأقل ستطمئن على طفلها من ممرضة (شريرة) أو كما يقول العلم (مريضة نفسياً) تقتل الأطفال الرضع.
عالمنا فيه خير لكنه لا يخلو من الشر. وقتل ممرضة في مستشفى للأطفال في عهدتها هو الشر المطلق، وبالذات حين تتاح لها الفرصة لاغتيال 7 مواليد أبرياء لم يعرفوا من الدنيا إلا عالم الجريمة والشر!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب