مقالات
ثقافة الشتائم في حياتنا العربية المعاصرة. بقلم د-عزالدين حسن الدياب-
بقلم د-عزالدين حسن الدياب-

ثقافة الشتائم في حياتنا العربية المعاصرة.
بقلم د-عزالدين حسن الدياب-
تحليل ثقافي
ان ثقافة الشتائم في حياتنا المعاصرة ظاهرة ثقافية بدأت تتكاثرعناًينها،ومفرداتها،وأخذ الناس يتداولونها،في أحاديثه،وفي جلساتهم،ومشيهم،هي ظاهرة الشتم في حياتنا الراهنة.ولم الحديث عن الثقافة،في هذه الحالة الثقافية التي نعيشها
ويتكاثر فيها شتم الامة العربية،وراء كل تخاذل يقيمه الحكام،في وطننا العربي،ووراء كل نكبة وهزيمة،وتطبيع مع الكيان
الصهيوني؟
ان الثقافة العربية،هي نحن بعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا..هي تراثنا وشخصيتنا الاجتماعية الثقافية هي ماضينا وحاضرنا،هي كياننا الاجتماعي الثقافي،فأذا نظرنا في بنيانها،بكل مفرداته المادية والحضارية والأخلاقية..إلخ نرى فيه أنفسنا،وسلوكنا الاجتماعي والسياسي،بكل وضوح لالبس فيه،فالثقافة العربية،تْخَلِقْنا،علىةوبموجب محدداتها القيمية،واتجاهاتها الرئيسة،واختياراتها،أليس في قول معلمنا ابن خلدون:”الإنسان ابن عوائده”مصداقية القول بأن الثقافة تكوننا،وتطبعنا بطابعها.
لكن القول في الثقافة،قول له مقاصده،هو أن الثقافات ليست على سوية واحدة،فهناك الثقافات الحيوية،وهناك الثقافات الراكدة،وهنا الثقافات المتقدمة بابتكاراتها،وإضافاتها الجديدة المتجددة،وهي في حالتها،ثقافات غازية،تغزو الثقافات الراكدة،
وتملي عليها أن تغير في بنيانها الثقافي،بما تمليه من إضافات،فإذا صنعت سيارة على هواها،اشتريناها منها،وإذا ابتكروا لباسا،اشتريناه وارتديناه،وإذا أطالت النساء أظافرها،بحكم مهنة الاستبريز،أطالت النساء عندنا أظافرهم،
وإذا المارينز حلقوا رؤوسهم بتأثير مهنتم القتال،سارع شبابنا بتقليدهم،وقل ما شئت بشأن تأثير التواصل الثقافي من الثقافات المتقدمة،،على ثقافتنا،ومن بعد على سلوكناً وعاداتنا….إلخ .
لنقل انه في التواصل الثقافي،كما أسلفنا،ماهو عفوي وتلقائي،وما هو يتم التخطيط له،وخاصة في ميدان ومجال القيم والعادات والقاليد،فهل في هذا السياق، نستطيع القول بموضوعية،هل ثقافات العدوانية الغربية والأمريكية والصهيونية،تتقصدنا
بسلوكنا وأخلاقنا،وقيمنا،لتصبح شخصيتا العربية،في مواقع تلك الثقافات،لتصبح بسلوكنا ،وحتى في ذهنيتنا،وتفكيرنا،فكم
باسم الحداثة غيروا في شخصيتنا،وكم باسم الحداثة جعلونا نشتم أنفسنا،وكم باسم الحداثة والتقدم أدخلونا في صلب
موت الإلٓه،ليجعلونا بعد ذلك نتقبل الزواج المثلي،ومعاشرة الأم والأخت،وكم تحتّ العلاقة الحضارية،والتطبع بحضارتهم،حولوا منا أدباء وشعراء وساسة،إلى عملاء وجواسيس،ومطلعين،وكم تواصلوا معنا بكل وسائل وآليات التواصل ليصبح الشك في
شخصيتنا العربية،مشروعاً،ويدخل في عرف غزوهم الثقافي مشروعا ومقبولاً،وفي هذا السياق كم من شاعر وكاتب ومفكر
وعالم أهدوه الجوائز الكبرى،وأعطوه الجنسية،وأغدقوا عليه المال،وكم من لاجئ سياسي”،دندلوه”تحت شعار حقوق الإنسان والديمقراطية،ليشاركوا في إسقاط نطمهم الوطنية،”الأنموذج العراقي مثلاً.
والآن،وغداة طوفان الأقصى،وموقف الأنظمة العربية،وخاصة أنظمة التطبيع،الموقف المخجل والمأساوي تجاه ماجرى ومايجري حتى هذه اللحظة من قتل وتدمير وإبادة وعنصرية،وجنوب أفريقيا وغيرها، قد قطعوا العلاقات الدبلوماسيّة مع الكيان الصهيوني،ولم نسمع من جماعة التطبيع،كلمة حرّةتجبر عواطف أهلنا في غزّة،هؤلاءمن صبروا على شيئ أمر من الصبر..
نقول كل ماجرى ويجري بعد طوفان الأقصى،لم تحرّك ساكناً،في ألسنة حكامنا العرب،لأن في فمهم”حصى صهيونية” تحول دون نطقهم.
وتقول المداخلة في نهايتها،للشتامين للعروبة،بقولهم(العرب جرب)ياجرب لماذا لاترون في بطولات الشعب الفلسطيني في
غزة الأمة العربية،ولماذا لاترون في الشعر الصعيد،عندما خاطب لجنة المرتزقة بما معناه”كيف للقدس أن توحِدنا والفيفا تفرقنا وكيف تفاعل معه الجمهور تفاعل الشعب العربي الخلاّق. وكيف لاترون حال الشبان العرب في المهجر يقودون المظاهرات تضامناً مع بطولات وتضحيات أهلنا في غزة،ترون بؤس الأنظمة العربية،ولاترون بطولات أمتكم في فلسطين.
قال لي صديقي هل تصدق حاكما يرهق شعبه بالقروض من البنك الدولي ويشهر الفساد ليكسر ظهر شعبه،ويحرم التظاهر لنصرة غزة،هل تتوقع منه خيراً للعروبة؟
الشتامون للعروبة،إما جهلاً أو زعلاً،وإما لتوسيع شبكةثقافة اليأس،وهذه الأخيرة من صنع القوى المضادة للأمة الغرب،
والشريكة للعدوانية الغربية الأمريكية الصهيونيةومراكز بحوثها وبنوك معلوماته التي تملك جاهزية ليكون التواصل الثقافي بينهم وبين ثقافتنا من أجل تخليق متاهات للشخصية العربية على طريق ثقافة اليأس.
د-عزالدين حسن الدياب-2-8-2024 ء