مقالات

آن الأوان أن نتقدم بخطوات اكثر نوعية على الساحة الوطنية في دعم المقاومة بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

آن الأوان أن نتقدم بخطوات اكثر نوعية على الساحة الوطنية في دعم المقاومة
بقلم الدكتور غالب الفريجات

بعد اكثر من سبعة اشهر على العدوان الصهيوني مازالت القوى الوطنية والقومية والدينية على الساحة الاردنية تراوح مكانها في ممارسة ذات الفعل في الوقوف مع المقاومة في عموم فلسطين وتحديدا في قطاع غزة العز.

الفعل المساند هذا يعتبر الحد الأدنى في التضامن مع المقاومة، ولكن كان حريا بهذه القوى ان تبحث عن صيغة عملية لدعم المقاومة، فالدعم المعنوي لا يكون بديلا عن الفعل المطلوب لاسناد المقاومة، وبشكل خاص حاضنتها الشعبية التي تتعرض كل يوم للعدوان الصهيوني وكان آخرها استهداف مخيمات النازحين المدنيين في جنوب غربي رفح، وحرق اجساد النساء والشيوخ والاطفال.

إلى جانب ذلك مازالت بعض من هذه القوى تراوح مكانها في عقليتها النضالية الموسومة بالضيق، والبحث عن مكاسب على حساب وحدة العمل الوطني والقومي لتعزيز دور المقاومة، فرغم ان تاريخ البعض من هذه القوى هو تاريخ اناني ضيق بعيد كل البعد عن فهم واستيعاب المرحلة التي تمر بها الأمة، وبشكل خاص المقاومة في القطاع، إلا أن هذه القوى تسعى جاهدة لتفتيت العمل الوطني تحت ذرائع لا تخدم إلا النفس الضيق الذي تتنفس به.

الساحة الوطنية حبلى بالأحداث في ضوء استمرارية العدوان الصهيوني، فالمقاومة الفلسطينية لا تدافع عن نفسها وحدها، بل هي تدافع عن الأمة، وفيما يبدو ان البعض مازال يفكر بعقلية ما قبل عملية طوفان الأقصى، فطوفان الأقصى قد نسج تاريخ له معالمه الكبيرة على الأرض، وحفر خنادق عميقة في طريق مسار النضال الوطني والقومي، اظن ان البعض من هذه القوي او حتى كلها لم تستوعب ما حدث على المسارين النضال الوطني الفلسطيني، ومسار الكيان الصهيوني العدواني، فكلا المسارين تغيرا، الأول باتجاه تقدمي للأمام، والثاني في عملية تراجعية قريبة للسقوط والانهيار .

هذه الحالة التي اشرنا اليه وابعد منها قد أشرنا لها سابقا في مقالنا “اين الشارع العربي مما يجري على ارض فلسطين؟ ” على الساحة الوطنية تبدو حالة مكانك سر ثابتة، فهي لم تغادر ما بدأت به من فعاليات في الأيام الأولى التي اعقبت عملية طوفان الأقصى، ولكن مع اكثر من سبعة اشهر من البطولات التي تسجلها المقاومة، وحالة الصمود الشعبية رغم حجم الخسائر على الأرض، وحجم الجرائم التي يمارسها العدو، والانحياز الاعمى لرأس الافعى في البيت الأبيض، رغم كل ذلك مازالت هذه القوى جميعها ودون استثناء تراوح مكانها، وهي تؤكد على فشلها في التقدم بخطوة واحدة الى الامام.

نحن بأمس الحاجة لتطوير العمل على الأرض، فكلما زاد العدوان كلما فرض على هذه القوى من اجتراح فعاليات نوعية، فلم تعد مسيرة الجامع الحسيني الجمعية، ولا الوقفة المسائية عند الكالوتي بكافية مع مستوى حجم العدوان الصهيوني البربري، ولا حجم التنسيق الذي كان يفرض التطور بين كل هذه القوى، وجذب قوى وفعاليات مازالت بعيدة عن المشاركة، فهل هذا مؤشر على عدم جذب قوى أحزاب وطنية للفعل المساند للمقاومة صعب على هذه القوى؟ ، او دليل ضعف وفشل، والكل يعي ان المقاومة بالقدر الذي تدافع فيه عن فلسطين هي أيضا تدافع عن الأردن، فالعدو الصهيوني عدو للأمة، وفي المقدمة فلسطين والاردن، فالوقوف مع المقاومة جزء من الامن الوطني الأردني.

أتمنى على كل هذه القوى وطنية وقومية ويسارية ودينية ان تغادر نفسياتها الحزبية الضيقة، وأن تتلاقى على برنامج عمل فيه نشاطات وفعاليات نوعية، وأن تكون جادة في تنفيذ هذه الفعاليات بجدية، وبكامل قواها ونشاطات أعضائها، فالمرحلة لا تحتمل الانتظار، ولا التغني بأعمال ماعادت تنفع المقاومة في هذه الايام، وإن كانت هذه الفعاليات قد ادت دورها في بداية المواجهة، فالاكتفاء باجترارها دليل ضعف، والساحة باتت عطشى لفعل نضالي حقيقي يصلح ان يكون بداية الطريق لنهضة وطنية مقاومة، كمقدمة لتأسيس جبهة قومية شعبية مقاومة على امتداد الوطن العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب