الصحافه

مصر لا تخضع لإملاءات قوى خارجية في الشأن الحقوقي… ومتطلبات شعبها يحرك الحكومة في اتخاذ القرارات

مصر لا تخضع لإملاءات قوى خارجية في الشأن الحقوقي… ومتطلبات شعبها يحرك الحكومة في اتخاذ القرارات

القاهره /حسام عبد البصير

كثيرة هي الأسئلة التي تبحث عن إجابة، ولعل أبرزها عن ساعة الصفر التي ستقوم فيها طهران بالثأر لرمز النضال العربي إسماعيل هنية، والانتقام كذلك للهيبة الإيرانية التي استبيحت على يد الكيان، بمباركة ودعم أمريكي فاضح.
أكد المستشار محمود فوزي وزير الشؤون النيابية والقانونية، أن التوجه المصري في ملف حقوق الإنسان ينطلق من داخل البلاد، ولا يرتبط بضغوط خارجية، قائلا: توجهنا في هذا الملف توجه مصري، بغض النظر عن أي مطالبات، أو استخدام سياسي لملف حقوق الإنسان، فمصر تطبق حقوق الإنسان وفقا للدستور المصري ولصالح المواطن ورفاهيته، مضيفا أن مصر تولي ملف حقوق الإنسان أهمية كبيرة.. وأن مصر تستعد لعرض تقريرها الدوري الشامل حول حقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل واختتم: الاستخدام المزدوج للمصطلح والتسييس لبعض المواقف، الدولة لا تتعرض له لأول مرة ونتعامل معه، ودائما نخرج منه منتصرين بفضل سلامة نية الدولة المصرية في التعامل مع هذا الملف، لأن التوجه الأساسي هو صالح المواطن المصري».
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإحالة الملف المتعلق بوفاة اللاعب أحمد رفعت إلى النيابة العامة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لكشف أي تجاوزات بما يضمن تحقيق العدالة. كما وجه الرئيس بالتنسيق بين الجهات المعنية لحوكمة الإجراءات الخاصة بسفر الرياضيين للخارج، أثناء فترة التجنيد، بما يضمن تسهيل الإجراءات لتحقيق المساواة في التعامل مع ذوي الشأن. وأشاد الإعلامي نشأت الديهي، بتحرك الرئيس السيسي في قضية لاعب المنتخب المصري الراحل أحمد رفعت، وإحالتها إلى النيابة العامة. ومن نشاط المؤسسة الدينية: دشن الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء «المنصة الإلكترونية» باسم هيئة كبار العلماء، بحضور الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد معبد عبد الكريم عضو هيئة كبار العلماء، ولفيف من كبار أساتذة جامعة الأزهر، وعمداء الكليات. وتابع الدكتور عباس شومان الموقع الإلكتروني لأمانة الهيئة، كما تفقد النوافذ الإلكترونيَّة المتاحة على الموقع، واطلع فضيلته على النسخ الرقميَّة لإصدارات أمانة الهيئة على الموقع الإلكتروني، والفيديوهات المسجلة لأعضاء هيئة كبار العلماء، التي تضم أكثر من ألفي ساعة صوتية لشرح كتب التراث. كما تابع تاريخ نشأة هيئة كبار العلماء المتمثل في تراجم أعلامها على موقع الهيئة، وعددهم (102)عالم، وما يتبع كلَّ ترجمة من وثائق علميَّة وتاريخيَّة، كما اطلع على الجهد المبذول في إعداد الملفات الرقميَّة التي تتناول الأحداث الدينية والوطنية، ودور هيئة كبار العلماء فيها، وأرشفة وحفظ فعاليات أمانة الهيئة، ووجه القائمين على المركز الإعلامي بإنشاء قناة «يوتيوب» على منصة موقع هيئة كبار العلماء، ونشر كلِّ الفيديوهات الخاصة بعلماء الهيئة، وشروحهم لكتب التراث، وتوثيق تواريخ هذه الشروح.
يهرعون للشهادة

تتزايد أعداد الشهداء في غزة وفلسطين يوميا؛ وكأنهم في سباق “للارتقاء” واللحاق بمن سبقوهم منذ عام 1948 وما قبلها أيضا؛ حيث بدأ الصهاينة في “المقتلة” قبل سنوات من النكبة..دماء الشهداء كما تصفها نجلاء محفوظ في “الأهرام” تزهر كشجرة من “نور” في غزة وفلسطين؛ وتزيد صلابة الشعب، وترفع طاقات التحدي، وتجهض أي إمكانية للتفكير في القبول بالأمر الواقع، والرضوخ للغطرسة الصهيونية والأمريكية والغربية، وترفع الرأس الفلسطيني عاليا؛ وكما قال جد غزاوي من تحت أنقاض بيته، وقبل أن يخرج منها، وبعد أن علم باستشهاد جميع أولاده وأحفاده: المهم أن يرضى الله عنا؛ كلنا فداء للوطن. نرى جميعا بالصوت والصورة كيف يتمسكون بأرضهم ليس في غزة فقط؛ وأيضا في القدس والضفة الغربية؛ حيث يقاتلون – قدر استطاعتهم- الصهاينة، ويقدم بعض شبابهم على عمليات استشهادية، ويوقنون بأن الثمن هو هدم منازل أسرهم وتشريدهم؛ ولكنهم يوقنون أيضا أن الوطن غالٍ، وثمن استعادته غالٍ جدا أيضا.. في الحديث الشريف: مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ. ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ. ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ”، رواه الترمذي، وفي رواية أخرى “من قُتل دون مظلمته فهو شهيد”. وشهداء غزة وفلسطين في الماضي والحاضر “يجسدون” كل أنواع الشهادة، ولا ننسى شهداء حزب الله في لبنان، وهم كثيرون، ومنهم قادة كبار، وابن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله، وقد أطلقوا على شهداء مساندة غزة “شهداء على طريق القدس”؛ تأكيدا لهوية القدس ولحتمية تحرير كل فلسطين بمشيئة الرحمن.. قالت أم من غزة: جريت كثيرا واحتضنت طفلتي أثناء القصف الصهيوني المفاجئ والغادر أثناء إجبارهم لنا على النزوح؛ وعندما توقف القصف نظرت لطفلتي؛ فوجدتها بلا رأس.. طفلة من غزة تعرضت للنزوح مرات ومرات، وتعاني مثل جميع أهل غزة من التجويع وقلة المياه وكثرة تلقي أخبار استشهاد الأحباء والأهل؛ قالت: “أحمل معي قطتي أينما ذهبت؛ فمن “الخطية” تركها، فقد تموت جوعا أو قصفا”..

تحيا على الدماء

بهذه القلوب الرحيمة والنظيفة تحيا غزة، محبة للحياة وحريصة كما تقول نجلاء محفوظ على “ألا” تتسبب في مقتل بريء، حتى لو كان حيوانا؛ بينما ينادي قادة الصهاينة بالمزيد من قتل المدنيين في غزة وفلسطين، ومنهم من وصفهم بالحيوانات، وآخر طالب باستخدام القنبلة النووية للخلاص منهم وتدعم حكومات الغرب وأمريكا إبادتهم بكل الوسائل. كثير من الشهداء الذين تهدمت بيوتهم فوق رؤوسهم وتحولوا لأشلاء؛ قضوا أعواما كثيرة في بنائها، واستشهدوا وأسرهم قبل مضي أشهر أو سنوات على الانتهاء منها. من الشهداء العديد من الصحافيين والمراسلين في الفضائيات المختلفة “لمنع” كل توثيق لجرائم الصهاينة في غزة، وآخرهم الصحافي إسماعيل الغول، الذي سبق اعتقاله، وفور الإفراج عنه واصل عمله ليلا ونهارا في “فضح” مذابح الاحتلال، وكان يقول لمن ينصحه بالراحة قليلا: “لا وقت للراحة؛ ففي كل دقيقة هناك الكثير من الفظائع تحدث، وواجب عليّ نشرها أولا بأول”. فاغتاله الصهاينة فور انتهائه من تقديم تقرير تلفزيوني؛ وربما استشهد جائعا؛ وهو القائل: “لا أخجل أن أقف أمام الكاميرا وأقول إنني جائع، يسألني أطفال كثيرون عن شيء ليأكلوه، وهم لا يعرفون أنني مثلهم جائع، ولا أنام في الليل من الجوع”. يقاوم رجال ونساء وأطفال غزة الاحتلال بالصمود وبالتشبث “بقوة” بالإيمان؛ فرأينا مسنا من غزة شارك في صلاة الجنازة على شهداء مجزرة ارتكبها الصهاينة، وفور الانتهاء من الصلاة رفع رأسه إلى السماء باكيا وقال: “حسبنا الله ونعم الوكيل”. من المؤكد أنهم كأي بشر يحزنون لفقدان الأحباء ولرؤية المصابين يتعذبون؛ فلا دواء ولا علاج ولسماعهم بكاء أطفالهم طلبا للطعام وللشراب “وتعبا” من النزوح المتكرر، لكنهم “راضون” بأقدارهم؛ حيث اختارهم الله لتحرير الأقصى. وكما قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعاشها: “نستشعر ثقل أمانة قضية فلسطين، وهذه مسؤولية لديها أثمان، ونحن مستعدون لهذه الأثمان، الشهادة في سبيل فلسطين، وفي سبيل الله عز وجل”..

لو استجابت

تكتشف إيران منذ اغتيال إسماعيل هنية على أرضها أنها واقعة تحت عبئين ثقيلين، وفق ما يرى سليمان جودة في “المصري اليوم” عبء يدعوها إلى ترميم صورتها في الإقليم، وآخر يدعوها إلى الانتقام ليس لاغتيال هنية ولكن لاغتياله داخلها.. ومن الواضح أن ضغط العبء الأول أشد.. وهو أشد بسبب الصواريخ والمُسيّرات الإيرانية، التي استهدفت إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، ثم لم يكن لها أثر عملى يُذكر على الأرض. من يومها أصبحت حكومة المرشد في طهران محل سخرية سياسية بلا حد، وصارت موضعا للنكات السياسية التي لا تتوقف.. ولو لم تستهدف تلك الصواريخ والمُسيّرات إسرائيل وقتها لكان ذلك أنفع لإيران وأجدى. كان الاستهداف في ذلك الوقت ردا على غارة إسرائيلية قبلها بأسبوع، وكانت الغارة قد دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وقتلت قياديا في الحرس الثوري الإيراني كان يوجد داخل المبنى مع عدد من الضباط في الحرس. ومنذ اغتيال هنية في 31 يوليو/تموز، والكلام يتواصل من جانب الحكومة الإيرانية عن رد لا شك فيه، ولكن يقابله في الوقت نفسه كلام يتندر به أصحابه على الضربة الفشنك، التي قامت بها المُسيَّرات والصواريخ، ويقولون إن الرد الذي تتوعد به إيران إسرائيل هذه المرة لن يختلف في الغالب عن ضربة أبريل/نيسان التي كانت أقرب إلى الحمل الكاذب، ولابد أن صانع القرار الإيراني يتابع هذا كله، ثم يجد نفسه في حيرة بالغة، فضغوط الرأي العام، وخصوصا على مواقع التواصل وفي وسائل الإعلام عموما، لا حد لها، وهو في المقابل يريد أن يرد.. إذا رد.. في التوقيت الذي يحدده هو، لا التوقيت الذي يستدرجه إليه الخصم.. ولم تكن الضغوط من مواقع التواصل ولا من وسائل الإعلام وحدها، ولكنها كانت ولا تزال من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أيضا. إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتكلم باستمرار عن أن إيران سترد في الموعد الفلاني، وكأنها تدعوها إلى الرد في هذا الموعد الذي تحدده هي بالذات، أو كأنها تريد لإيران أن ترقص على إيقاع أمريكي.. وهذه رقصة لا بد أن ترفضها إيران أو هكذا نتصور.. فهي لو استجابت ستجد إسرائيل جاهزة بمساعدة أمريكا لصد أي هجوم والتعامل معه بما يفرغه من أي مضمون، فيصبح هو وهجوم ابريل سواء. ولا بد أن نشفق على إيران عندما نجدها في هذا الموقف الصعب، فلا هي تستطيع فيه أن تصبر على الضغوط المتصاعدة، ولا هي تستطيع في الوقت ذاته أن تخوض معركتها في التوقيت الذي يحدده لها العدو الذي يتهيأ وينتظر.

الغاز تنتظر الحل

تعددت سيناريوهات اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مبنى الضيافة في إيران.. ولم تعلن السلطات الإيرانية القصة الحقيقية للاغتيال إلا بعد مرور 4 أيام على الحادث. وبعد الحادث بأقل من 72 ساعة نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تحقيقا يعتبره محمد عبد الحافظ في “الوطن” موجها – نفت فيه استهداف حجرة هنية بصاروخ، وروت قصة زعمت فيها أن «إسماعيل هنية تم اغتياله بعبوة ناسفة تم تهريبها سرا إلى دار الضيافة في طهران، حيث كان يقيم، طبقا لرواية سبعة مسؤولين من الشرق الأوسط بينهم إيرانيان، بالإضافة إلى مسؤول أمريكي، وقد تم إخفاء القنبلة قبل شهرين تقريبا في دار الضيافة، طبقا لتصريحات خمسة من المسؤولين في الشرق الأوسط، حيث إن دار الضيافة تديرها وتحميها قوات الحرس الثوري الإسلامي، وهي جزء من مجمع كبير معروف باسم «نشأت»، في حي راقٍ في طهران».. وقد أكدت القصة نفسها محطة «سي أن إن» الأمريكية. بينما نشرت صحيفة “التلغراف” البريطانية، صباح السبت الماضي، أن المخطط نفذه جهاز الموساد، حيث استأجر عميلي أمن إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة في المبنى الذي يقيم فيه دائما «هنية». وكانت الخطة الأصلية هي اغتياله في مايو/أيار الماضي عندما حضر جنازة إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني السابق. وفي سيناريو مغاير لكل من «الرواية الأمريكية» و«الرواية البريطانية» خرج علينا سيناريو آخر جاء على لسان شهود عيان – وهو أقرب للتصديق- كانوا يقيمون في المبنى نفسه وقت الانفجار، حيث قال خالد القدومي ممثل حركة حماس في إيران، في شهادته، إن الشهيد هنية وصل إلى إيران فجر الثلاثاء – قبل 24 ساعة من الحادث – على رأس وفد، وفي مساء اليوم نفسه توجه إلى البرلمان الإيراني للمشاركة في تأدية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية في البرلمان، ثم زار الوفد معرض «أرض الحضارة»، ثم شاهد مسرحية عن فلسطين، وحضر مأدبة عشاء في مقر الرئاسة الإيرانية، ثم توجه إلى مقر إقامته في وقت متأخر من الليل، وصلى العشاء، ثم جلسنا وتحدثنا، ثم ذهب هنية إلى غرفته، وبصحبته وسيم أبوشعبان، الذي كان يحرسه خارج غرفته.

مشكوك في نواياها

بعد 4 أيام والكلام ما زال لمحمد عبد الحافظ أعلن الحرس الثوري الإيراني أن هنية تم اغتياله عن طريق إطلاق قذيفة قصيرة المدى – 5 كيلومترات على الأكثر- تحمل رأسا حربيا زنة 7.5 كيلوجرام، وأن إسرائيل هي من نفذت العملية بدعم أمريكي. وفي كل الأحوال، وأيا كان السيناريو، فإن الاغتيال تم، وكل طرف من الطرفين (إيران وحماس) و(إسرائيل وأمريكا)، يبرر أفعاله.. الطرف الأول يريد أن يُحمل إسرائيل وأمريكا المسؤولية كاملة ليتخذها مبررا للانتقام، والطرف الثانؤ يحاول كشف هشاشة الأمن الإيراني الذي لم يكتشف وجود عبوة ناسفة في مبنى يتولى حراسته الحرس الثوري، ويقيم فيه ضيوف إيران الكبار. إيران لن تقوم بأي عمل انتقامي مؤثر، فهي لا تملك أدوات الانتقام من إسرائيل أو أمريكا، وحتى إذا حاولت فلن يكون لعملها الانتقامي أي تأثير واضح على الأرض، أي دون خسائر بشرية أو مادية، ولنا في ما فعلته من قبل انتقاما للهجوم على قنصليتها في سوريا الدليل، فقد أحبطت قوات الناتو والقبة الحديدية تأثير كل صواريخها ومُسيراتها، وجعلتها تبدو وكأنها ألعاب نارية كالتى تطلق في الأفراح والأعياد.. ورغم ذلك فإن أمريكا اتخذت من تهديدات إيران وحزب الله ذريعة وحركت المزيد من قطعها البحرية للبحر المتوسط تجاه سواحل إسرائيل، تحسبا لأي عمل انتقامي. أما الكيان الصهيوني فلن يتوقف عن مخططاته – وبالمناسبة فهو ليس مخطط نتنياهو وحده كما يروج البعض- لإنشاء إسرائيل الكبرى، الذي يقوم على استمرار سلسلة الاغتيالات للقيادات السياسية والعسكرية لكل الخصوم، ودهس كل القرارات والقوانين والمواثيق والمنظمات الدولية، وإبادة الشعب الفلسطيني، وتهجير ما يتبقى منه قسريا، واحتلال جنوب لبنان، والمنطقة المتاخمة لهضبة الجولان في سوريا، واستنزاف ثروات منطقة الشرق الأوسط، وكسر شوكة إيران نهائيا عن طريق وضع نظامها في صورة ضعف وعجز دائم لتأليب الرأي العام الإيراني داخليا، وإحداث فوضى من الداخل قد تؤدي إلى انقلاب، والقضاء على أسلحة وقدرات الحوثيين بضرب كل البنية الأساسية لهم، وتجفيف منابع السلاح التي يعتمدون عليها – نجحت مؤخرا في وقف تصدير شحنة سلاح سوفييتية لهم بعد ضغط أمريكي – دون القضاء عليهم نهائيا، فوجودهم سيظل المبرر الرئيسي لوجود البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، واستمرار أحداث التوتر في المنطقة والتلاعب والتحكم في اقتصاديات العالم، وضمان أمن وأمان إسرائيل الكبرى.

قتل دون حساب

على مدار عقود، يزداد مسلسل الاغتيالات «الإسرائيلية» توحشا، وكلما جنح الآخرون إلى السِّلم، يحيك الصهاينة، على حد وصف محمود زاهر في “الوفد” مؤامراتهم ومكائدهم، متبوعة بجرائم اغتيالات، بحق العرب والمسلمين، دون رادع من دين أو ضمير أو أخلاق.. أو حتى قانون دولي أو إنساني. منذ «الولادة السِّفاح» لـ«الكيان الصهيوني» قبل 76 عاما، تتمادى «إسرائيل» في البلطجة، متجاوزة كل الخطوط الحُمر، خصوصا بعد استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في قلب طهران، عقب ساعات من استهداف القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت. ربما شكَّلت تلك الاغتيالات طوق نجاة مؤقت لنتنياهو المُحاصَر داخليا من المعارضة وأهالي الأسرى والقيادات العسكرية والأمنية، وحتى الأحزاب الدينية، حيث يرى هؤلاء جميعهم أن الحكومة فشلت في تحقيق أي انتصار، بل إنها تقامر بأرواح أسراهم. اغتيالات ممنهجة، يسعى من ورائها رئيس وزراء الاحتلال إلى تحقيق انتصارات وهمية، بعد فشله في تركيع غزة ـ رغم المجازر التي ترتكبها آلة الحرب «الإسرائيلية» ـ علَّه يظل صامدا، آملا في وصول صديقه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ورغم أن شبح الانجرار لحرب إقليمية ما زال قائما بقوة، إلا أن واشنطن وحلفاءها لا يرغبون في ذلك، رغم الدعم المالي والعسكري اللا محدود لـ«الاحتلال»، ومباركتهم كل ما يُرتكب من مجازر وحشية واغتيالات بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

مأزوم داخليا

يقينا، والكلام ما زال لمحمود زاهر، فإن تلك الجرائم الوحشية الإسرائيلية، في غزة، منذ 305 أيام، وما تخلَّلها من جرائم اغتيالات قذرة، يحاول من خلالها «قادة الصهاينة»، تحقيق «انتصار» سياسي ومعنوي، وتوحيد المجتمع الإسرائيلي، الذي يتفكك ويتآكل من الداخل. لعل إصرار ـ المطلوب دوليا ومحليا بنيامين نتنياهو ـ على تفجير المنطقة وإشعال حرب إقليمية، يكمن في أنه مأزوم داخليا ومُلاحق قضائيا، ولذلك ربما تكون تلك المحاولة الأخيرة البائسة، لكي يستعيد بريقه السياسي ورصيده الشعبي. نتصور أن ما تقوم به إسرائيل وداعموها، هو عبث متعمَّد، لزعزعة استقرار المنطقة، لكن غباء نتنياهو يجعله غير مدرك لخطورة اللعب بالنار، لأنه لم يستوعب دروس الماضي، التي كان فيها الكيان الصهيوني البادئ دائما بإشعال فتيل الحروب، لكنه أبدا لم يكن قادرا على التحكم بنهاياتها. للأسف، أمام السيناريوهات المطروحة، إثر عمليات الاغتيال الأخيرة، يترقب الشارع العربي والإسلامي الردّ الإيراني المزلزل، غير عابئ بالعجز التام للأنظمة العربية، التي ربما لم تسمع بعد، باستشهاد هنية أو شكر. أخيرا.. بات نشوب حرب إقليمية، أمرا قابلا للتحقق، شريطة وجود خطر حقيقي يستهدف وجود إسرائيل كدولة وكيان، أما غباء نتنياهو باستدراج إيران إلى «فخ» الرد السريع والانفعالي، فإن عواقبه ستكون وخيمة على «بني صهيون».. فصل الخطاب: يقول الله تعالى: «ولا تَهِنُوا في ابتغاءِ القومِ أن تكونوا تألمونَ فإنهم يألمونَ كما تألمونَ وترجونَ من الله ما لا يرجونَ وكان الله عليما حكيما».

قاب قوسين

سواء رفعت طهران «علم الثأر» الأحمر على قبة مسجد في قم، أم لم ترفعه، فإن حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة أو أوروبا، يتوقعون ضربة إيرانية موجعة هذه المرة، على خلاف ما جرى في أبريل/نيسان الماضي، عندما أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ باليستي، لم تحدث في غالبيتها أضرارا كبيرة في إسرائيل. وعلى عكس هجوم أبريل «المنضبط»، حسب محللين، اهتم بها طلعت إسماعيل في “الشروق”، بشأن الرد على مقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي، خلال هجوم نفذته طائرات «إف-35» على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، مطلع الشهر ذاته، فإن الرد المنتظرخلال الأيام المقبلة سيكون خطيرا، وسيستهدف أهدافا في إسرائيل، ويتسبب في سقوط عدد من الضحايا، والكثير من الأضرار، حسب تصريحات لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون لصحيفة “الشرق الأوسط”. إيران تجد نفسها، هذه المرة، في حرج بالغ وقد جرحت كرامتها عندما فشلت في حماية شخصية مهمة بحجم إسماعيل هنية، وبالتالي فإن التوقعات تشير إلى أنه سيكون هناك رد إيراني قوي، ما جعل الولايات المتحدة تسارع لإرسال مقاتلات إضافية إلى الشرق الأوسط وتقوم بتعزيز جاهزيتها القتالية لمواجهة الهجوم المتوقع من إيران وحلفائها داخل «محور المقاومة» في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وحتى من غزة المدمرة. ينتظر الجميع هجوما انتقاميا إيرانيا لا أحد يزعم معرفة حجمه أو شكله، لكن المؤكد أن المنطقة مقبلة على المزيد من عدم الاستقرار، وما يتبعه من تداعيات سلبية على الجوانب السياسية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان المجاورة، ومن بينها مصر، فلا أحد يمكنه الصمت الطويل، أو يظن أنه سيكون بمنأى عما سيدور عند أطراف أصابعه إذا اتسعت رقعة الصراع، وخرجت الأمور عن السيطرة وانزلقت المنطقة إلى حرب إقليمية متعددة الأطراف.

مسألة وقت

تعول إسرائيل، حسبما أخبرنا طلعت إسماعيل، على واشنطن والعواصم الأوروبية في حشد تحالف دولى وإقليمي مماثل للتحالف الذي ساعدها في صد الهجوم الإيراني السابق في أبريل/نيسان الماضي، وقد تستعين إيران بأذرعها المساندة في المنطقة، لكن إذا ما احتدم القتال لا يمكن لباقي أطراف الإقليم الاكتفاء بالمشاهدة، فنيران الحرائق المشتعلة لن تعطي أحدا رفاهية ضبط النفس، فقد يجد هذا الطرف أو ذاك نفسه مجبرا على الانخراط في صراع لم يدعُ إليه. إذن نحن إزاء أفق غائم، وسماء ضبابية، فتداعيات اغتيال هنية، ستكون أكبر مما يظن من يتعجلون قبر القضية الفلسطينية، فهي كالعنقاء دائما تخرج من تحت الرماد أكثر حضورا وتأثيرا، فالخسائر التي مني بها محور المقاومة في الواقع، لا تعني نصرا أبديا في صراع ممتد على طريق شاق وطويل قدر من يمشي عليه تقديم التضحيات انتظارا لما هو آت. دفع الجزائريون ثمن تحررهم عن فرنسا، وقدم المصريون التضحيات العظام حتى طردوا المحتل البريطاني، وتحررت فيتنام من الغزو الأمريكي بعد حرب ضروس، والتاريخ يقدم عشرات النماذج الأخرى التي تقول إن التحرر من ربقة الاستعمار ودحر المحتل لهما أثمان باهظة. يجد الفلسطينيون أنفسهم وقد تكالبت عليهم الأسلحة الأمريكية الفتاكة، والمساعدات العسكرية والمادية من غالبية العواصم الأوروبية دعما لإسرائيل، غير أن موازين القوى لن تظل أبد الدهر لصالح من انحطت أخلاقهم إلى الدرك الأسفل.

بربع الثمن

في معرض تألمه الذي لا ينتهي بسبب مآلات الحرب في غزة واستمرار النزيف البشري فيما يزيد على مليون مواطن يقيمون في قطاع غزة لم ينس كارم يحيى في “المشهد”، أن يجمع بين حال المناضلين والمعارضين، خاصة أولئك الذين عرف عنهم رفضهم للتطبيع وما يلاقونه من عقبات في سبيل صدحهم بالحق. يبدأ الكاتب مخاطبا من أطلق عليه “المواطن النصف”: هل ترى حضرتك علاقة بين اغتيال القائد إسماعيل هنية وما جرى بعدها هنا في القاهرة عند اختطاف المهندس الوطني المحترم يحيى حسين عبد الهادي، وإعادته للحبس مع قائمة من الاتهامات إياها؟ “المواطن الربع”: وهل تعتقد أعزك الله بخيط ما يمتد من تيران وصنافير إلى قطاع غزة؟ المواطن الثمن: وهل هي صدفة سيادتك إعلان رفع أسعار البنزين، ثم تذاكر مترو القاهرة هذه الأيام؟ المواطن “نصف الثمن”: حسنا قال شيخ الأزهر عن الشهيد هنية، لكن معاليك لماذا لم يذهب إلى مسجده ليؤم صلاة غائب في يوم الجمعة؟”المواطن ربع الثمن”: لم يذهب أحد من هنا لوداع هنية، وظهروا في جنازة رابين وبيريز باكين، فهل هذا يستحق فخامتك سؤالا أو علامة استفهام؟ “المواطن ثمن الثمن”: أيهم أفضل عظمتك ليمر الوقت: أفلام”جوازة توكسيك”و “أهل الكهف” و “اللعب مع العيال” و”عصابة الماكس” أم مسرحية “العيال فهمت”؟ تدخل عابر سبيل ليقول: كفاية لا يمكن تخفيض قيمتنا أكثر من هذا.

كلام يتلوه كلام

سنة محمودة طبقتها حكومة مدبولي الجديدة، بانفتاحها على الإعلام عقب كل اجتماع لمناقشة قراراتها وإتاحة الفرصة للصحافة، كي تسأل عن أي استفسار يهم الرأي العام. جاءت الصناعة حسب عبد العظيم الباسل في “الوفد” على رأس القضايا التي ناقشها مجلس الوزراء في اجتماعه الماضي، مؤكدا أن الصناعة هي قاطرة التقدم الاقتصادي والقطاع الخاص هو الشريك الأول في التنمية، ومن أجله نسعى كحكومة لحل مشاكله لتحقيق حلم التصدير الذي نتمناه. وكانت الانطلاقة الأولى لتحقيق هذا المفهوم من مجمع مرغم الصناعي في الإسكندرية السبت الماضي، للتعرف على المشكلات التي تواجه الصناعة هناك وحصر التحديات التي تقف في طريقها، للعمل على حلها. ومن اللافت للنظر أن يؤكد رئيس الوزراء من هناك، أن الصانع المصري لديه القدرة على فتح أسواق عالمية في الخارج لولا البيروقراطية التي تحد من انطلاقه، وهذا ما نسعى إلى حله بجدية لتشجيع الصناعات الوطنية ودفع القطاع الخاص لمضاعفة صادرته. في رأينا المتواضع حتى تؤتي هذه الجولات ثمارها، فإنه يجب أن تكون من خلال برنامج زمني محدد على مستوى المحافظات، للوقوف على المشاكل الخاصة بكل مدينة لأن هناك مصانع متعثرة ببعض المدن لأسباب شدد الكاتب على أنها تافهة للغاية وليس من المنطق أن تتعطل عجلة الإنتاج وتتوقف الموارد ومصالح العاملين بسببها، في حين أن بينها وبين الإنتاج مجرد خطوات، بهدف تشخيص تلك المشاكل والعمل على حلها، بعد أن أصبح للصناعة نائب رئيس حكومة بمجموعة وزارة تعمل على حل مشاكلها.
سقطت سهوا

لا يبالغ عبد العظيم الباسل ولا من سار على منهجه، حين يخبرنا أن مدينة صناعية مثل (كوم أوشيم) في الفيوم سقطت سهوا من قائمة الحوافز والتسهيلات الممنوحة للمدن الصناعية، فلا تتمتع بأي مزايا أو حوافز تغري على الاستثمار وتجذب رؤوس الأموال، كإعفاءات ضريبية أو تسهيلات بنكية أو منح الأرض بأقساط مريحة أو فوائد معقولة، حتى باتت نسبة الإشغال الصناعي فيها لا تتجاوز 25%، بينما عمرها يعود لخمسة عقود، مقارنة بمدينة (كوم أبوراضي) في بنى سويف التي أنشئت بعدها وتمتعت بكل الحوافز، فدارت مصانعها وزاد إنتاجها وأصبحت من المدن الصناعية التي يشار إليها، بعد أن سكنتها المصانع العالمية. لذلك نأمل أن تترجم الجوالات الميدانية للحكومة، وتشخص تشخيصا دقيقا للتحديات والمشاكل التي تواجه المستثمرين في تلك المدن والمصانع، والعمل على بحثها في أقصر وقت، بعيدا عن التصريحات الوردية حتى تتخلص هذه المصانع من أوجاعها، وتدخل دائرة الإنتاج بكامل طاقتها، لإنجاز الحلم التصديرى الذي لن يتحقق إلا من خلال منح الأراضي بالتسهيلات وجدولة المستحقات الضريبية، وكذلك اختصار رسوم التراخيص أو مد المرافق، ونسف الإجراءات الروتينية المفروضة على إصدار الموافقات، وتغيير مفهوم التنمية الصناعية من هيئة لإصدار الأوراق والموافقات إلى فكر متطور بعمالة حديثة تتمتع بخبرة وتوفر تداول المعلومات الصناعية، وتمد جسور الثقة بينها وبين منظمات رجال الأعمال، والغرف الصناعية والتجارية. ودون ذلك لن تنجح الحكومة في أداء هذا الدور، فهي التي تشخص الداء وتصف الدواء، لذلك لم نخطئ عندما قلنا من البداية، إن الحكومة هي المشكلة والحل.

الحقيقة غائبة

تسع مرات تغيَّر اسم ووظيفة وزارة الري منذ نشأتها قبل 160 عاما.. حتى أن اسمها ودورها تغيَّرا مرتين في عامين متتاليين 1977 و1978 حتى ظلت على اسمها ودورها الحالي ومهامها الحالية، التي لا يعرفها قطاع من شعبنا.. رغم حجم دورها الهائل في حياة المصريين.. ولتقريب الصورة من قبل سحر جعارة في “الوطن” كشفت عما يلي: تقوم وزارة الري بمهام عديدة، منها على سبيل المثال رسم وتخطيط وتنفيذ مشروعات تنمية الموارد المائية من النيل وروافد ومصادر المياه المختلفة السطحية والجوفية ومياه الصرف. وكذلك المحافظة على النيل باعتباره الشريان الرئيسي للمياه في مصر وتطوير نطاقه ليتماشى مع المتغيرات المستقبلية المتوقعة والعمل على زيادة استغلاله ملاحيا وسياحيا، ولتوليد الطاقة الكهربائية في إطار خطة متكاملة لتطوير مجرى النيل ولتقوية جسوره تحسبا للطوارئ. إنشاء وتدعيم القناطر ومرافق الري ومشروع تطوير طرق الري وحماية وتطوير السواحل والشواطئ المصرية، حماية وتدعيم السد العالي وخزان أسوان، تغطيات الترع والمصارف داخل الكتل السكنية، وأيضا اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة المنشآت المائية العامة المقامة على النيل، ورفع كفاءتها لخدمة الأغراض القومية المختلفة وتدعيمها، وإحلال ما يلزم تجديده مع دراسة توليد الطاقة الكهربائية من القناطر التي تثبت الدراسة جدواها.. والمحافظة على السد العالي وخزان أسوان لضمان قيامهما بوظيفتهما على أكمل وجه.. مع تنفيذ مشروعات الري والصرف العام والمغطى وصيانة المجاري المائية ومنشآتها وتنفيذ الأعمال المدنية والميكانيكية لمشروعات الري والصرف والتوسع الأفقي.. رسم وتخطيط وتنفيذ سياسة صرف الأراضي الزراعية لتعم شبكاتها كل الأراضي المصرية بما يحافظ على خصوبة التربة.. إجراء الدراسات والبحوث اللازمة لتقييم خزانات المياه الجوفية بالدلتا ووادي النيل والصحارى المصرية وتقدير إمكانياتها.

أخطار عديدة

إنجازات وزارة الري الفترة الماضية تصفها سحر جعارة بالعديدة، من بينها مثلا العمل في 54 مركزا من مراكز المرحلة الأولى لمبادرة «حياة كريمة» في نطاق 20 محافظة من محافظات الجمهورية، حيث بلغت أطوال الترع التي تم تأهيلها بمراكز «حياة كريمة» حوالي 3070 كيلومترا، وجارٍ العمل في ترع بأطوال تصل إلى 1396 كيلومترا ليصل بذلك إجمالي أطوال التأهيل بمراكز «حياة كريمة» لـ4469 كيلومترا، وجارٍ تنفيذ عدد 6 عمليات للحماية من أخطار السيول في محافظات المنيا وأسوان والجيزة، تشتمل على إنشاء بحيرات وحواجز وسدود إعاقة.. وغيرها، كما أن ما تقدمه الوزارة في افريقيا عظيم ورائع يستحق مقالا منفردا. لكن تبقى مطالبنا لديها، ورغم بحث الوزارة ودراسة 2370 شكوى وطلبا واستغاثة خلال شهر يوليو/تموز 2024 وصلتها من منظومة الشكاوى الحكومية، لكن يبقى الأمل في إنهاء معاناة الفلاحين في بعض الأماكن مع الري، وكذلك الأمل كله في استمرار واستكمال تطهير مجرى نهر النيل من الإشغالات، وكذلك إنهاء أعمال الوزارة في ما تملكه وتديره وما يتبعها من كباري وطرق وإعلاء المصلحة العامة وليس مبدأ الربح في استغلال ما يتم تطويره من ترع ومصارف، يتم إقامة مشروعات حولها، وهذا جيد.. لكن ينبغي مراعاة المكان نفسه ومحيطه.. ففي أماكن مزدحمة في أحياء كثيفة السكان تكون الحدائق الخضراء للأهالي أهم من المحلات والمقاهي والمطاعم، وبما ينسجم مع خطة ورؤية الدولة في الحفاظ على البيئة وزيادة المساحات الخضراء والحد من الزحام.. وهو في اعتقادنا يفوق عائد إيجار محلات ومقاهٍ هنا أو هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب