مقالات
من التنوير العربي..إلى الربيع العربي.مغالطات التاريخ بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بقلم د-عزالدين حسن الدياب

من التنوير العربي..إلى الربيع العربي.مغالطات التاريخ
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
في الوطن العربي،وبين أبنائه،هناك ذهنيات متبانية في ثقافاتها،ومرجعياتها الفكرية والعقيدية،وهذه الظاهرة لاتخص أبناء الأمة العربية،بل هي ظاهرة،يمكن القول فيها إنها عالمية.لكن هذه الظاهرة،أقصد الذهنيات،تختلف وفق مستوى الثقافة،وتنوعها،ففي الثقافات المتقدمة،تكون الخلفيات الفكرية،وما يصاحبها من عقائد،وتراث،نابعة من حقائق هذه الثقافة،ومن موروثها الثقافي،ومن فلكلورها الشعبي،الغائر في اريخها.أمّا القراءات النقدية،والتاريخية،والأدبية،وطرائق تفسيرها،ووضع المعاني لها،فهي قراءات مستندة إلى أنساق هذه الثقافة،وما فيها من فكر، ومدارس،ونظريات،ومناهج،وحتى التحديث في هذه الثقافات،فيكون وليد تطور فكر هذه الثقافة،ومافيه من تزاحمات،وصراعات،ونوازع،وتعدد التيارات الفكر ية،ومصاحباته من مناهج ،ورؤى،ومفاهيم،وتعدد،وتنوع في التحليل،والتفسير،وقول المعاني.
أما في الثقافة العربية،وهي ثقافة راكدة تحسب على الثقافات التي تسمى نامية،أو متخلّفة،فإنّ عملية التخلي عن عناصرها واكتساب عناصر جديدة،تتم ليس بموجب جدلها الداخلي،في كثير من الأحيان،وإنمامن خلال الثقافات المتقدمة،خلال تواصلها مع الثقافات العربية.وأمثلة هذا التواصل وتأثيره في الثقافة العربية،فمن يدلني على ظاهرة ثقافية مادية وفكرية،لانجد تأثير الثقافات المتقدمة واضحة البنيان والمعالم،.لاأريد في هذه المقاربة الدخول في شرح مفصل،وخاصة الظواهر المادية،بتعدادها،وإنما أشير إليها في الملبس والمأكل والمشرب،وفي البناء والشوارع. …إلخ.
أما في الفكر ،والأدب،والفلسفة،وعلم الاجتماع،والأنثروبولوجيا فانظر في ساحاتها،ونماذجها.وتياراتها،وخاصة القول في الحداثة،فترى خلفية الثقافة المتقدمة،واضحة لاتخطئها العين أبداً.وأيضا لاننوي الانفلات مع الشرح المفصل،والدخول في متاهاته،وإنما سنتوقف حول ظاهرة التنوير العربي،والربيع العربي،فهناك تيارات فكرية ترى في التوير العربي،ظاهرة ثقافية،أتت من الثقافة الأورو-أمريكية،ولكنها حسب هذه التيارات فشلت في مهمة التنوير لأن ماتيسر للثقافة الأوربيةمن تحولات في القاعدة المادية،وخاصة وسائل الإنتاج،لم يتح للثقافة العربية،فبقيت في مكانها تراوح، وربيعنا العربي،أتى حصيلة لربيع براغ، حينما تمت الدعوة لخروج حراكنا الشعبي من ثوب براغ،أدينت هذه الدعوة،وغلبت المناصرة لعشيرة براغ.
ترى لماذا نتجاهل ماقاله ابن خلدون والبيرون،وكثرة من المفكرين العرب،عن فشل الثقافة العربية في بلوغ مآربها وأهدافها وتطلعاتها،أين ماقيل عن دور عصبية القربى في حروب داعس والغبراء،وتكرار نفسها،وما حملته من تحديات،ولماذا نتجاهل ماقاله الفكر الخلدوني،عن انتقال الثقافة البدوية،إلى الحضر،ولماذا نتجاهل دور الحروب الصليبية،في التحديات التي أضافتها إلى الحياة العربية،وفشل الاستجابات المطلوبة القادرة على مغالبة التحديات التي تواجه الأمة العربية،ثم الظاهرة الاستعمارية،ومن قبل الحضور العثماني وماخلفهم من فرقة وصراعات ونهب،وقتل وتجويع وعنصرية تركية/عثمانية.أليس في هذه الظواهر التي أتى عليها الفكر الخلدوني والبيروني و….أن تطرح على الفكر العربي،رؤية فشل التنوير العربيبعين ترى الواقع العربي في تحولاته الداخلية،ودور الخارج كتحدي،له طريه ومسلكه النابع من تجربته الاجتماعيةوسيرورتها.ًهل كان الذي جرى للحراك الشعبي، وانتفاضاته في الساحات العربية،نتيجة الرؤيى بعين براعية،لو نظرنا له بعين تضع في حسابها،الواقع الاقتصادي والسياسي والثقافي،والحدود السياسية،وتعية الأنظمة العربية،وانخراطها ،في عداوة مع شعبها،ودور الثقافة الصهيونية،وأذرعها،وآلياتها،ومشروعها،من النيل إلى الفرات،هذا المشروع الذي تبنيه الثقافة الصهيونية على خراب واستعباد الوطن العربي،وهل لنا بمغالبة الصهيونبة للأمة العربية،على الدور الحضاري،في رؤية فشل مشروع النهضة العربية ،وذلك بضربها لأي خطوة إلى الأمام على طريق النهضة،على طريقة ضرب الوحدة السورية المصرية ،وضرب التجربة العراقية،وهل لنا في تفكيك التيار القومي العربي،رؤية دور هذا التفكيك في فشل مشروع”التنوير العربي”أو قل فشل مشروع النهضة العربية،وبلوغ أهدافها،وهل لنا أن نرى عدم وجود المحدد الموضوعي ،والمتمثل في الوحدة العربية،شرطاً
للنهضة وتجاوز التحديات التي تواجه الأمة العربية،وكأنه قدرهاوالذي نراه في الظروف الموضوعية والذاتية،التي يرتهن إليها المصب العربي،في معركة المستقبل.قال لي صديقي وأنت تتابع مراكز البحث في العالم،وبنوك المعلومات،والصحف،والمحطات الفضائية،ومايقال عن العراق.هل لو استجاب صدام حسبن لكل طلبات أمريكا،ومن تحت أمرتها من الحكام العرب، بمافيه التراجع عن تأميم النفط ماعدا موقفه القومي من القضية الفلسطينية،هل سيكفون عن ضربه،لقد قلت لي كلمة لاأنساها :إن ضرب العراق مطلب استراتيجي للصهيونية العالمية.
د-عزالدين حسن الدياب