مقالات

خواجات التيار القومي العربي  وومضة فلسطينية بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

خواجات التيار القومي العربي  وومضة فلسطينية
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
حينما يفتش الباحث والمهموم بالتحديات،التي توجه أمته العربية،ويعثر على ماكتبه بشأن الأمة العربيه.هذا البحث يتم
بناء على العلاقة المصيرية،بين التيار القومي العربي،وتحديات هذه الأمة المصيرية،ومن عقلية وموقف نقدي مقارن بين الأمس واليوم،تدلنا هذه المقارنة،أنّ التيار القومي في عقد الخمسينات،من الألفية الثانية،كان يمسك بهذه التحديات،
ويفرزها حسب أولوياتها،وفي وعيه القومي،أن هذه التحديات متماسكة مترابطة،بفعل خلفياتها السياسية الاقتصادية،وصراع
الأدوار الحضارية،ويناضلها ويغالبها،من موقع وحدة هذا التيار،وقوة ارتباطه بالشارع العربي،واستبصاره للتحديات،في مكانه وزمانها،وجهاتها،والمخططات التي تضعها القوى المعادية للأمة العربية،على ضوء مصالحها،وما تريده.
الأمثلة كثيرة،ومتعددة المضامين،على المستوى الوطني والعربي،نبدأها من بدايات التيار القومي العربي،في مواجهته
للتتريك العثماني،وفرنسة المغرب العربي،وقضايا الاستقلال،وبناء الدولة الوطنية،ومن ثم فلسطين،وقضية الكيان الصهيوني،ومسألة إقامة الكيان الصهيوني الممتد من النيل إلى الفرات،وطرح نفسه بديلا للأمة العربية،دوراً حضاريا و
رسالة روحية وفكرية وثقافية،حتى تاريخ العدوان الثلاثي على مصر،وثورة الجزائر،والعدوان الفرنسي،على بنزرت،مروراً بحلف
بغداد. نؤكد أن المقارنة بين نضال التيار القومي العربي،بين الأمس العربي واليوم،لاتريد المباهاة،وإنما للذكرى لنستخلص منها
الدروس المُستفادة،وفي مقدمتها،سؤال التيار القومي ماذا قدمت غير البيانات،في نضالك تجاه التحديات التي تهدد وجودياً الأمة العربية،في مستقبلها؟
حوادث فردية من خلال الشهداء في قضايا الأمة العربية،من أول شهيد،على طريق فلسطين، للشهيد ماهر ذياب،ابن معان
العربية، من يدلني ،على سبيل المثال،عن مظاهرات انطلقت في عدة عواصم عربية،يوم قام الصهيوني ألرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني،ومن يدلني على مظاهرات،خرجت،احتجاجاً وتنديدا،وتضامنا مع الشعب العراقي،إثر العدوان الصهيوني،بأدة أطلسية؟
نسأل لنقول،باحثين ومحللين عن العيوب التي تعتري التيار القومي العربي،اللهم لاشماته،من أجل وصفها ومن ثم وضع المعاني لها،حيث تجيب عنها،قصة إنعقاد مؤتمر للتيار الناصري في العقد التاسع من هذّه الألفية،وعندما حضر الأمين العام للحزب الناصري،صفق له الحضور،وعندما وصل حمدين صبّاحي،قامت الدنيا ولم تقعد،فقلنا هذا الذي يجب أن يكون الأمين العام،لكل من الصديق عبّد العظيم مناف وحسنين كروم*
إذن،لنستحضر ومضتنا الفلسطينية،لنقول لخواجات التيار القومي،اخرجوا من مكاتبكم،وانزلوا،وانزلوا إلى الشارع العربي،وحاكوه بهمومه،بالتحديات التي تواجه أمته،وكونوا قدوة له بالنضال،وليس بلقاءات للإستعراض،ولبس ربطات العنق،وثمنهايطعم عائلة في غزّة،وهل لكم في بطولة غزّة فرصة للالتحام بالشارع العربي،المكبل بقيود هذا الزمن العربي؟
إن إقامة الكيان الصهيوني في فلسطن مثل مؤامرة كبرى على معركة المستقبل العربي،المتمثلة أولا في إعادة لحمة الوطن العربي،ونلاحظ أن المؤامرة تكبر وتكبر في هرولة اقطار الخليج العربي لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني،بدفع وتخطيط من الولايات المتحدة الامريكية.وتواطوء من السعودية، التي يقودها أكبر وأسوأ رئيس امريكي يعادي الأمة العربية في معركة مصيرها،الذي يرى فلسطين بعين صهيونية المتمثلة بصهره كوشنر.
وفي لحظة المؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية،يبدو بوضوح محاولة الصهيونية العالمية من وراءإقامة علاقات مع دول الخليج العربي،والاقتراب الجغرافي والسياسي من المدينة المنورة،وهذا له شأنه في تحقيق الحلم الصهيوني في إقامة مايسمى” إسرائيل الكبرى”بعودة تموضع الصهيونية في أجزاء مهمة من الجزيرة العربية،لتعيد تأسيس هذا الكيان على أسس جديدة،تشكل نواته حكومات دول الخليج،والامتداد من هناك باتجاه بقية الأقطار العربية لتكتمل الهيمنة الصهيًنية السياسية والاقتصادية والثقافة،من اجل ذهنية عربية تتماهى مع الثقافة الصهيونية،تحت مسمى التقدم والديمقراطية،وبناء الإنسان العصري الذي يتجاوز هويته العربية، بفعل مشتركات قيمية تؤسس لها الصهيونية العالمية،والمبنية على مفاهيم وأطروحات توراتية تلمودية،الملونة بحقوق الانسان والحداثة العابرة للقوميات.
وأمام منطق المؤامراة الصهيونية،التي ترتدي عباءة التطبيع،وشرق أوسط جديد لابد أن يدفع قوى الثورة العربية،وفي المقدمة  منهافصائل الثورة الفلسطينية للخوف على مصير الامة العربية،والتداعي للوقوف بصلابة ضد المؤامرة التي تستهدف وجود الأمة العربية.ومادامت المؤامرة الكبرى ضد وجود الأمة العربيةتنطلق الآن من أطراف الجزيرة العربية،فإن تغيرا جوهريا يجب ان يطرأ على التيار العربي الوحدوي وفصائله المقاتلة،يرتقي وينهض إلى مستوى التحدي الذي تمثله هذه المؤامرة،وهذا معناه أن تبدأ قوى الثورة العربية بابداع آليات جديدة ترتقي إلى مستوى إفشال هذه المؤمرة،وردها إلى جحور أصحابها في البيت الأسود.
إن آليات الثورة العربية لابد ان تنصب في هذه اللحظة على استخدام كل أساليب الكفاح المسلح،قبل أن يفوت الأوان،وأن تسترد الثورة العربية قيادة الكفاح منحية جانبا قوى الردة التي ترتدي ألبسة ليست لها،وليست بمستوى التحديات التي تشكلها مؤامرة الصهيونية العالمية ببلوغ يثرب.
إن الجواب على تحديات معركة الوجود العربي تبدأ من قانون قومي يقول :إن نضال الوحدة، بكل مستوياتها التي تبدا بوحدة فصائل الثورة العربية،لابد أن يقود إلى وحدة النضال.
 
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب