مقالات
عروبة الجغرافيا وأوهام نتنياهو بمشرق عربي حسب مخيلته الصهيونية بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

عروبة الجغرافيا وأوهام نتنياهو بمشرق عربي حسب مخيلته الصهيونية
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
النظر إلى أوهام الصهيونية ،بجغرافيا للوطن العربي،تنزع منه عروبة هذه الجغرافيا،قديمة قدم الفكر الصهيوني،يوم طرح نفسه نقيضاً وبديلاً لدور الأمة العربية الحضاري،ولإنسانيتها التي رسمت ملامحها،رسالتها الخالدة. ان الصورة المبكرة لمغالبة الدور الحضاري العربي ،والرسالة الخالدة التي تقود وتوجه أطروحاته وفكره وقيمه،يوم ولدت بذرة العداء لهذا الدور،في أراضي وتراب الأندلس،بما تفتق عنه من طروحات معادية تجتث الإسلام وجوداً وفكراً وتأثيراً في الحضارة الغربية،يوم كانت إوروبا بحاجة ثقافية حضارية للدور العربي الحضاري،ليشكل لها عملية انتقال وإنارة من حياتهاالمظلمة. وكان الخوف من قبل الصليبية الجديدة المطعمة بفكر توراتي تلمودي،أن لاتصبح أوروبا مسلمة. وتحددت هذه الخروب مرات ومرات،وانتهت بهزيمتها على بطاح فلسطين،يوم قاد نصرها صلاح الدين الأيوبي ومن بعد ورثته في هذه المهمة.
وتجددت هذه الحروب،يوم أخذت أوروبا تبحث لها عن مخرج،في ايجاد حلول ليهود أوربا،وحمل هذه المهمةرواد الفكر الصهيوني،من الرعيل الأول للسياسيين في أوروبا،ممن غلبت على فكرهم وتثقيفهم طروحات التلمود وأساطير التورات،بما حمل من وازع ونوازع صهيونية،تجد في تاسيس كيان صهيوني في فلسطين،نقطة ارتكاز وانطلاق لبناء عالم الصهيونية الحديد،بديلاً للوجود العربي في فلسطين،وبداية متقدمة نحو بلوغ المشروع الصهيوني،المتمثل باسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات. وكان في مقدمة الهموم الفكرية الصهيونية العالمية،سؤالها الاستراتيجي،ما السبيل لتغيير عروبة الجغرافيا،وبدأت الإجابة على سؤالها هذا بالبحث عن آليات وخطط،تخدمها في هذا الاتجاه،وتوصلها،على المدى القريبً والبعيد ، أهدافها الأولية التي تشكل محددات ثقافية جغرافية،للكيان الصهيوني.وتمت محاولات كثيرة ومباشرة،بهذا الاتجاه لاسبيل لذكرها،
وإنما وجودها،رغم مساوئ الإيجاز،وتأثيره على منهجية الدراسة،وسلامة القول،وتجاوبه مع صدق عروبة الجغرافيا ومحدداتها التاريخية والثقافية ً والروحية.
نقول في مقدمة إلغاء عروبة الجغرافيا،البحث في الأسماء والتسميات،بحيث يشكل حضورا جغرافيا لهذا الكيان الصهيوني،مثل مشروع الشرق الأوسط،بديلا للشرق الأدنى،الذي يوجد فيه أسم فلسطين،كيانا عربياً ودولة وشعب وتاريخ وقدم تاريخي يمت للأصل العربي بمعناه الثقافي،وليس العرفي،إنطلاقاً من حقيقة قومية عربية تاريخيّة أن العروبة ثقافة ولسان.،والعمل على إثارة الصراعات والتناقضات العرقية والمذهبية والطائفية،وجعلت هذا المطلب من أولوياتها،وخاصة،النزعات المسكونة بدولة قومية معادية لعروبة الجغرافيا،مثل البربرية-الأمازيغية،والنزعات الأفريقية المعادية للعروبة الجغرافية،والمتمثلة في بعض الأماكن الأفريقية،والصلة الثقافية والجغرافية والسياسية،بين مشرق الوطن العربي ومغربه،وكانت السياسات الأوربية الرديف الصهيونية في هذا المضمار.وكان للتسويات السياسية للحروب العربية الصهيونية،واحدة من الأدوات والفعاليات الصهيونية التي نجحت في جر بعض الأنظمة العربية للاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه.
بدأت هذه الخطوة اولاً في إقدام السادات،ومن بعد بعض دول الخليج،ودولة المغرب،ومن قبل ومن بعد،دول أفريقية سارت على طريق الاعتراف بالكيان الصهيوني،وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية.
ولاشك أن البحث عن شخصيات صهيونية،مكونة في أسر عربية وغير عربية،تأتي بها إلى رأس الأنظمة العربية،للسير في محاربة عروبة الحغرافيا بنجاح،يتحلى بحيادية هذه الأنظمة عن هموم وتحديات الأمة العربية،في معركة مصيرها.ولاشك أن النجاحات التي حفققتها الصهيونية العالمية،في محاربة العروبة الجغرافية،هي التي زادت من أوهام النتن ياهو في دعواته للقول باجراءات تغيير معالم شرق أوسطهم
بشرق أوسط جديد على صورة مخيلة الذهنية الصهيونية.لكن هذه الأوهام الصهيونية،وإن حققت بعض النجاحات في محاربة عروبة الجغرافيا،إلى أنها انتصارات آنية،وهي إلى زوال،فعروبة الجغرافيا،أقوى من أن تغلبها،في التحليل الأخير العقيدة الصهيونية،الحمالة في ثقافتها وذهنية أتباعها لأساطير صهيونية تلمودية توراتية أكل عليها الدهر وشرب.
لكن عروبة الجغرافيا بحاجة أن تنستنهض كل قواها العربية،الحاملة للإسلام رسالة خالدة لها،وأن تزجها في معركة المصير العربي،وأن تبعث على تراب عروبة الجغرافيا،الجيل العربي الجديد،الذي يمثل كلمة السر في قيادة هذه المعركة وبلوغ النصر المستحق،لكن هذا الجيل،له شروط بلوغ نفسه وشروط استحقاقاته،في قيادة معركة المصير العربي،بأن يبلغ التيار القومي العربي الوحدة العضوية بين ثنائية الفكر العربي:
العروبة والإسلام،وتحديد بنيانه التنظيميّ بطليعة من الجيل العربي الجديد المحارب،في كل الساحات العربية الفكرية والثقافية،والتنظيمية،والقتالية،مثل ساحة غزة،وهذا برهانه الآني الإعلان عن جبهة عربية محاربة،تتسع لكل فصائل التيار القوميّ العربي.ومن في معيته من اتحاهات وطنية وإسلامية.
د-عزالدين حسن الدياب