مصر تحذر من انزلاق المنطقة لسيناريو الحرب الإقليمية

مصر تحذر من انزلاق المنطقة لسيناريو الحرب الإقليمية
القاهره /تامر هنداوي
تواصل القاهرة لعب دور الوساطة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي للحيلولة دون توسع الصراع إقليميا، في وقت يبدو التوصل لاتفاق أمرا بعيد المنال في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
وخلال زيارته إلى واشنطن، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على الأهمية القصوى لمواصلة الجهود لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان وتجنب الانزلاق لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة، مشيراً إلى جهود مصر الحثيثة للتهدئة في المنطقة بوجه عام وجنوب لبنان على الأخص. جاء ذلك خلال لقائه الجمعة مع المبعوث الأمريكي للبنان أموس هوكشتاين.
وذكر السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن عبد العاطي أكد ضرورة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في غزة، باعتباره مفتاح التهدئة في المنطقة.
وتابع: استعرض عبد العاطي مجمل الاتصالات المكثفة التي يقوم بها الجانب المصري مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بهدف وقف التصعيد، لافتا إلى أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 للحفاظ على أمن واستقرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ولضمان عدم انتهاك السيادة اللبنانية.
وجدد وزير الخارجية المصري التحذير من خطورة التطورات الخطيرة والمتسارعة التي شهدها لبنان على مدى الأيام القليلة الماضية، بما يعد مؤشراً واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية غير مسؤولة، ستؤدي إلى تبعات ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها.
وتأتي زيارة وزير الخارجية المصري إلى واشنطن، بعد أيام من زيارة نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة لبحث ملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، التي أكد خلالها أن وقف إطلاق النار في غزة سيسهل التوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل، مطالبا جميع الأطراف بالامتناع عن التصعيد، نافيا علم بلاده بتفجيرات بيجر في لبنان.
وأكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري، أنه يجب حل النقاط المتبقية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لافتا إلى أن الاتفاق يتضمن 18 فقرة، مؤكدا أن الحل لا يتعلق بالمحتوى، ولكن الإرادة السياسية وأن على الطرفين إظهار الإرادة السياسية للوصول إلى اتفاق.
وأضاف، أن واشنطن طرحت على الجانبين المصري والقطري حلولا للنقاط العالقة في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأنه تحقق تقدم كبير في سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مبينا أن رحلته إلى القاهرة تركز على الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر.
وزاد: تحقيق وقف إطلاق النار سيعيد الرهائن ويفتح المجال لتهدئة المناطق الساخنة في شمال إسرائيل والبحر الأحمر.
وتابع: دخلنا في حوار مفصل مع السيسي ونأمل بصورة مباشرة التوصل لوقف إطلاق النار. وأضاف أن مصر قدمت مساهمات فى مجال حفظ السلام ولا تزال شريكا لا يمكن الاستغناء عنه فى السعي وراء وضع هدنة في غزة.
بلينكن يزور مصر
وكان بلينكن بدأ زيارته إلى مصر بجلسة مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحضور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية، والسفيرة الأمريكية لدى القاهرة هيرو مصطفى جارج.
وأكد السيسي ووزير الخارجية الأمريكي، على ضرورة المضي قدماً في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، وتيسير إنفاذ المساعدات الإنسانية.
وحسب بيان للرئاسة المصرية، تناول اللقاء الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، حيث تبادل السيسي وبلينكن وجهات النظر بشأن كيفية تعزيز الجهود المشتركة، بين مصر والولايات المتحدة وقطر.
وأضاف البيان، أن السيسي أكد على أن أولوية للتدخل الحاسم لإزالة العراقيل أمام إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى أهالي غزة، الذين يعانون من كارثة معيشية وصحية، بالإضافة إلى ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعدم مواصلة سياسات التصعيد ضد الفلسطينيين، في وقت أكد الجانبان أن حل الدولتين يظل هو مسار تحقيق السلام والأمن المستدامين.
وحسب البيان، تطرق اللقاء إلى تطورات المشهد الإقليمي، وأكد السيسي رفض مصر لمحاولات تصعيد الصراع وتوسعة نطاقه إقليمياً، لافتا إلى ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسؤولية، وجدد تأكيد دعم مصر للبنان في مواجهة الهجوم السيبراني الذي تعرضت له، مشدداً على حرص مصر على أمن لبنان واستقراره وسيادته.
وأضاف البيان، أن اللقاء تطرق كذلك إلى جهود تطوير العلاقات الثنائية، حيث تم تأكيد الحرص المتبادل على استئناف الحوار الاستراتيجي، والترحيب بانعقاده خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجارية لمصر.
وتعد هذه هي الزيارة العاشرة لبلينكن إلى القاهرة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على القطاع. وتلعب مصر وقطر دورا في الوساطة برعاية أمريكية لوقف الحرب في غزة.
وفي كلمته في افتتاح جلسة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي، قال بلينكن إن مصر شريك أساسي للعمل من أجل السلام والأمن في المنطقة والوصول إلى وقف لإطلاق النار، لافتا إلى وجود توافق حول أهمية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ويهدف الحوار الاستراتيجي، إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التنمية الاقتصادية، فضلاً عن توطيد العلاقات بين شعبي البلدين من خلال الثقافة والتعليم.
وكان أول انعقاد للحوار المصري الأمريكي عام 1998 واستمر بشكل دوري بهدف توطيد العلاقات التي بدأت عقب اتجاه الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى بدء مرحلة جديدة مع الأمريكان في سبعينات القرن الماضي أفضت إلى توقيع مصر معاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1979 والتي عرفت إعلاميا بمعاهدة كامب ديفيد.
ومنذ توقيع الاتفاقية تتلقى مصر مبلغا ثابتا سنويا من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية.
شاحنات الهلال الأحمر
وفيما يخص ملف المساعدات إلى قطاع غزة، كشفت مصادر في الهلال الأحمر المصري، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي دأبت خلال الأيام الماضية على خفض عدد الشاحنات التي يبلغ الهلال الأحمر بالسماح لها بالتوجه إلى معبر كرم أبوسالم تمهيدا لدخولها إلى قطاع غزة.
وأكدت المصادر أنه رغم انخفاض عدد الشاحنات التي تتوجه إلى المعبر، فإن سلطات الاحتلال لا تسمح بمرورها وتعيد عددا منها تحت مزاعم واهية.
ويرسل الهلال الأحمر المصري شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم، طبقا للاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي جو بايدن أواخر شهر آيار/مايو الماضي، على إرسال مساعدات إنسانية ووقود بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم، لحين التوصل لآلية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وتتكدس شاحنات المساعدات في مخازن مدينة العريش وفي الطريق بين مدينتي العريش ورفح وأمام معبر رفح.
ـ «القدس العربي»: