الصحافه

دون تصفية السنوار وضرب الوعي لدى أفرادها “سرعان ما ترمم نفسها”.. لمحافل الجيش: لا تقولوا “حماس مهزومة”

دون تصفية السنوار وضرب الوعي لدى أفرادها “سرعان ما ترمم نفسها”.. لمحافل الجيش: لا تقولوا “حماس مهزومة”

الكثير من محافل الجيش والمحللين ممن ادعوا بأن “حماس مردوعة” يقولون الآن إن حماس مهزومة.

على حد نهجهم، فإن ألويتها وقادتها وقسماً من زعمائها صُفّوا، ومبناها “العسكري” لم يعد موجوداً. وفي الوقت نفسه، لا ينفون الواقع الذي تصطدم به قواتنا كل يوم بمخربين مسلحين، ولا تزال الصواريخ تطلق بين الحين والآخر، حتى إلى عسقلان، لكنهم يقولون بالقطع إننا إذا ما عقلنا فخلقنا بديلاً سلطوياً لحماس، فعندها سنستكمل المهمة.

هذا الأسبوع، نشر الجيش الإسرائيلي وثيقة بعث بها قائد لواء خان يونس إلى السنوار وأخيه محمد في أيار من هذه السنة، رسالة تدل على أن حماس رغم ضائقتها الشديدة فإنها تؤدي مهامها حتى اليوم.

تصف الرسالة وضع المنظمة الصعب: “فقدنا 90 – 95 في المئة من قدراتنا الصاروخية؛ فقدنا 60 في المئة من سلاحنا الشخصي؛ فقدنا ما لا يقل عن 65 – 70 في المئة من مضادات الدروع؛ والأهم، فقدنا 50 في المئة من مقاتلينا على الأقل”.

وإن كانت الوثيقة تشهد سطحياً على أن قوات المنظمة في أزمة وربما على شفا الانكسار، فالصورة مركبة في اختبار النتيجة على أرض الواقع:

1. حماس تواصل قتال حرب العصابات وتعمل من داخل نطاقات القيادة والتحكم – تحت غطاء مؤسسات مدنية مثل المآوي الإنسانية، المدارس والمستشفيات – التي أقامتها في قلب السكان المدنيين.

2. المنظمة تعمل بلا كلل على إنعاش صفوفها وتجنيد نشطاء جدد – وأساساً الشباب.

3. حماس تترمم أساساً في مناطق لا يعمل فيها الجيش الإسرائيلي الآن، بما فيها شمال القطاع، خان يونس والمواصي.

4. حماس تستغل سكان غزة، وتجبي منهم نحو 20 في المئة على المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع. حسب التقديرات، جمعت حماس حتى اليوم نحو نصف مليار دولار بهذا الشكل.

5. بالطبع، حماس تستخدم قوة وحشية على السكان لفرض الخوف، بما في ذلك إعدام السارقين أو من يشتبه به كعميل مع إسرائيل، والغزيين الذين يتجرأون على الاحتجاج ضد حكم حماس.

في أيار 2005 كتب العميد في حينه غادي آيزنكوت، في إطار تقرير نهاية منصبه كقائد فرقة الضفة، أنه “يجدر التخلص من مفهوم الحسم الاستراتيجي والشامل من قاموس المواجهة”. الأمر لم يمنع آيزنكوت من الإعلان عن “هزيمة حماس” قبل لحظة من انسحابه هو وغانتس من الكابنت، وقبل دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح ومحور فيلادلفيا.

بالمقابل، لكابنت الحرب نهج آخر، نهج بروح المفكر البروفيسور يهوشفاط هركابي الراحل، رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق، الذي وصف الحسم كـ “وضع تقضى فيه على قدرة الخصم وحمله إلى وضع من انعدام الوسيلة، وهو يستسلم”.

هركابي محق: لن تهزم حماس ما بقيت لها قدرة على المس بإسرائيل واحتجاز أبنائنا وبناتنا رهائن، رغم إنجازات الجيش الإسرائيلي المبهرة. في نقطة الزمن الحالية، لا يمكن القول من سيكون بديلاً سلطوياً لحماس.

ما ينبغي أن يكون واضحاً في أوساط من سيأتي بعدها – وفي أوساط كل جهاز سلطوي مستقبلي مهما كان وما ينبغي أن يحرق لأجيال، هو وعي الصدمة وذكرى الدمار لمن تحدى وجودنا وذبح مواطنينا، هم وكل مساعديهم.

اختبار الواقع يثبت بأنه لا بديل محلياً لحماس – أو في المساعدة الإقليمية و/ أو الدولية – قبل أن تهزم بداية.

يمكننا بلورة بديل مناسب بعد هزيمة حماس. هزيمة حماس (والجهاد الإسلامي)، الفرع الوحيد للإخوان المسلمين الذي يستولي على حكم في العالم العربي، ستعزز اتفاقات إبراهيم التي تجتاز اختبار الحرب في غزة بنجاح. ستكون هزيمة حماس أساساً مهماً لتوسيعها.

ينبغي التشديد على أن الهزيمة العسكرية وحدها لا تكفي. يجب أن يضاف إليها عنصر وعي تفقد فيه حماس القدرة والرغبة في مواصلة الصراع. إن تغيير الحكم يحتاج إلى مسيرة مركبة وواسعة تشارك فيها عناصر أمن ومجتمع واقتصاد. بعد تحقيق هذين الهدفين، سيكون ممكناً ضمان نتيجة مستقرة وذات مغزى تؤثر أيضاً على المحيط الإقليمي لسنوات طويلة.

إن استمرار القتال حتى تصفية السنوار وتحرير المخطوفين وهزيمة حماس، سيكون نصراً مطلقاً، وهذا في متناول اليد.

موشيه بوزيالوف
معاريف 23/9/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب