مقالات

ماما أمريكا والكيان الصهيوني. بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

ماما أمريكا والكيان الصهيوني.
بقلم الدكتور غالب الفريجات

واهم من يظن أن الكيان الصهيوني يتمتع بقوة عسكرية او بإرادة عزيمة قتال، فهو كيان هش، جاءت مرتزقته لفلسطين لتنعم بالامن الذي تفتقده بحكم كره العالم لمسلكياتهم اللااخلاقية التي دأبوا عليها في عدائهم الشرس ضد كل ما هو إنساني على سطح الكرة الأرضية، ولينعموا بما توفر لهم الصهيونية من دخل عال وخدمات تعليمية وصحية وغيرها افتقدوها في بلاد عاثوا فيها فساداً.

الصهيونية بحكم هيمنتها وسيطرتها على أصحاب القرار بشكل خاص في الولايات المتحدة وأوروبا تستطيع الحصول على المال والسلاح والتكنولوجيا، وتستطيع بناء كيان متقدم علمياً بحكم انتقال كل المنجزات العلمية من الشركات الغربية الي الكيان ، ففي الكيان الآلاف من فروع هذه الشركات تعمل داخل فلسطين المحتلة الى جانب ما تقدمه من خبرات وفرص عمل وارباح، فيظهر الكيان كأنه قلعة علمية تكنولوجيا مدججة بالسلاح الذي يحصل عليه بالمجان.

المشكلة في تشكيلة هذا الكيان انها تشكيلة هجينة ليس لها اية جذور عرقية وتاريخية لتتمكن من بناء مجتمع، وكل ما يجمع هؤلاء المرتزقة هو المصلحة اكبر بكثير من العقيدة الصهيونية الى جانب انه على غير استعداد لتقديم اية خدمة للدفاع عن الكيان إن تعرض لأي خطر، فتجد ان حروبه تعتمد على التكنولوجية الحربية، وخارج حدود الكيان، والعمل على تطهير ساحة المعركة ليتقدم بعدها مرتزقته دون اية مواجهة، لاحظنا ذلك في حرب تشرين ٧٣، وفي الكرامة ٦٨، فقد شاهدنا حجم مقاومة جنود الكيان، ولولا ان مخططي حرب تشرين أرادوا منها تحريك لا تحرير لاختلفت النتائج، ففي معركة الكرامة كانت النتائج واضحة عندما هزمت قوات الاحتلال، وشاهد الجميع كيف يقوم الاحتلال بربط جنوده في الأليات العسكرية.

طوفان الأقصى كشفت عري هذا الكيان وهشاشته أمام بطولات المقاومة في غزة العز، ولولا نجدة ماما أمريكا لكانت صورة هذا الجيش أسوأ صورة في تاريخ الحروب العالمية، ماما أمريكا هي من تتعهد برعاية ربيبتها في كل شيء، وهذا النوع من الكيانات لن تكتب له الحياة، فهو كيان مصطنع لا تربطه رابطه، وبيته واهن ضعيف هش، وأن اوهن البيوت لبيت العنكبوت، فبيته كبيت العنكبوت، وهو غير قادر على المواجهة وحماية نفسه، لذا فإن اعدادا كبيرة من جيشه تعتمد على المرتزقة الذين تراهم متواجدين في كل دول العالم لايهمهم غير المال، ان كيان لا يعتمد على ناسه فلن تكتب له الحياة ايأَ كان مستوى الدعم من الخارج، ناهيك على أن من يهاجر لارض فلسطين المحتلة لا ينتمي لهذه الأرض، وليس مستعدأ ان يدافع عنها، فالجندي المربوط بمنجزرته العسكرية، والجندي المرتزقة أضف الي ان جنود هذا الكيان لديهم استعداد لبيع اسلحتهم، وهي ظاهرة منتشرة في صفوف مرتزقته، فلن يكون لهم مستقبل على الأرض إلى جانب كل ذلك فهناك الملايين من المهاجرين لارض فلسطين المحتلة من يحتفظ بجوازات سفرهم التي لديهم من الدول هاجروا منها لاستخدامها وقت الحاجة، وهاهي بطولة طوفان الأقصى قد دفعت بالآلاف من المهاجرين للعودة إلى البلاد التي جاءوا منها،
فانتهى الحلم الصهيوني في الهجرة إلى فلسطين، وسقط الكيان في الهجرة العكسية من فلسطين إلى الخارج مع ازدياد حجم الشعب الفلسطيني، وستكون الأرض الفلسطينية بكتلتين بشريتين الغلبة فيها لأهلها، وما على المهاجرين الا ان يخضعوا للصندوق ولقوانين الأكثرية، فمن لا يقبل ذلك فليرحل الي البلد التي جاء منها،عندها لا تنفع ماما أمريكا في اجبارهم على الصمود، فالكيان ساقط لا محالة في الحالتين السلم والحرب، فانظروا لحجم الهجرة العكسية بعد أن تقف أصوات مدافع العدوان.

الكيان الصهيوني مقتلة ان يعيش بدوامة حروب تشغله عن أي تنمية، والزمن كفيل بنهضة هذه الأمة، وكما استطاعت الأمة بحواضرها وبشكل خاص بغداد، ودمشق، والقاهرة في تحرير الأراضي المحتلة من مغتصب، فقد كان لها ذلك في زمن هولاكو التتار، وزمن الصليبيين، ولاننا على قناعة بهذه الأمة فإن النصر آت لا محالة، وكما جاء النصر في السابق من العراق زمن نبوخذنصر، وصلاح الدين وصدام حسين اول من أسقط نظرية الامن الصهيوني، فإننا على يقين ان هذه الحواضر ستنفض عنها الغبار، وتقف على قدميها، وتحقق لامتها ما تصبو اليه من وحدة وحرية وتحرير، ويا محلا النصر بعون الله وليخسئ الخاسئون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب