ياسين حكان

رحلت مؤخرا الباحثة والمؤرخة المصرية المغربية عصمت دندش، أرملة عميد الأدب الأندلسي الأكاديمي الراحل محمد بنشريفة، التي درّست التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة محمد الخامس في الرباط؛ وهي من رواد الكتابة في تاريخ الغرب الإسلامي، كانت متخصصة في تاريخ الإسلام وتاريخ الغرب الإسلامي خاصة، وخلّفت مؤلفات بارزة حول تاريخ دولة المرابطين وتاريخ دولة الموحدين، والأندلس في عهدهما، وكان من بين اهتماماتها، وضع المرأة بين التراث والحداثة.
وفي السنوات الأخيرة، استمر عطاء أستاذة التاريخ الوسيط في جامعة محمد الخامس تأطيرا وتحقيقا، إذ صدر لها تحقيق في ستّة أجزاء، استغرق ستّ سنوات من العمل، هو «سراج المريدين في سبيل الدين» للقاضي أبي بكر بن العربي المعافري، الذي قالت إنه يقدّم «التصوف الحقيقي»، و»يبين أمورا كثيرة، نجتاز اليوم ما هو مثلها، طبق الأصل، في مراحل سقوط المرابطين والفتن التي حدثت، وهي بالضبط ما يحدث بيننا الآن: انفراط الدول الإسلامية»، وهو كتاب كُتب في «فترة بداية فتنة المهدي بن تومرت في أحداث تشبه ما يحدث الآن؛ فرق اتخذت من الدين سلعة».
هذه الفرق سبق أن تطرقت إليها الأكاديمية في تحقيقها لكتاب آخر هو «مفتاح السعادة» لابن العباس بن العريف.
وقد قامت مكتبة «دار الأمان» في الرباط، قبل أربع سنوات بنشر مجموعة من كتب الأكاديمية عصمت دندش بعدما نفدت من المكتبات، هي: «دور المرابطين في نشر الإسلام في غرب فريقيا 1038م- 1121م»، ودراسة وتحقيق مؤلّف أبي العباس بن العريف «مفتاح السّعادة وتحقيق طريق الإرادة»، و»الأندلس في نهاية المرابطين ومستهلّ الموحِّدين، عصر الطّوائف الثّاني 1116م- 1151م. تاريخ سياسي وحضارة».
جدير بالذكر، أنه في لقاء الفقيدة عصمت دندش السنة الماضية بشيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي كان حريصا على أن يَخرُج تحقيقها لـ»سراج المريدين»، قدّمت له الأجزاء التي خطَّ تقديمها حسن الشافعي لمّا كان رئيسا لمجمع اللغة العربية في القاهرة، مع استحضار عدد من «علماء المغرب الذين استفاد منهم الشرق والغرب»، وأعلام من قبيل: محمد بنشريفة، والمختار السوسي، وعلال الفاسي، وعبد الله كنون، وغيرهم.

كاتب مغربي