دراساتمقالات

الفكر السياسي عند المعتزلة  بقلم علي رهيف الربيعي -العراق-

بقلم علي رهيف الربيعي -العراق-

الفكر السياسي عند المعتزلة
 بقلم علي رهيف الربيعي -العراق-
المعتزلة مدرسة فكرية شغلت موقع الريادة في الفكر العربي الإسلامي منذ أوائل القرن الهجري الأول . ” أدخلوا التفكير العقلي ٱلى ” اللاهوت ” . . الإسلامي ودعوا إلى فكرة حرية الإرادة ، واعتبروا العقل المعيار الرئيسي لصدق المعرفة والإخلاق ” (١) . أقاموا وحدة صارمة بين النظر والعمل . هم أهل البسالة والالتزام والثبات . أنشأوا علم الكلام وطورا مباحثه . برعوا في الديالكتيك فيما يقارعون خصومهم .
من الخطأ الاعتقاد بأن المعتزلة كانت فرقة دينية وفلسفية أكثر منها سياسية . فنظرية الإمامة وفلسفة الحكم وأصوله عند المعتزلة تثبت دور العامل السياسي الرئيس في نشأة هذا الفكر (٢) .
فقد شاركت المعتزلة في عدد كبير من الثورات ضد حكم الأمويين والعباسيين : شاركوا في ثورة زيد بن علي ( ابن الحسين بن علي بن أبي طالب / 80- 122 هج / 699- 740 م .) ضد هشام بن عبد الملك ) . ، سنة 122 هجرية ، وفي سنة 126 هجرية نجحت ثورتهم ضد الوليد بن يزيد ( 88- 126 هجرية / 707- 744 م ) . ونصبوا بدلا منه خليفة معتزليا أمويا هو يزيد بن الوليد ( 86- 126 هجرية/ 705- 744 م . ) فقد ذكر المسعودي عن اشتراك المعتزلة في هذه الثورة : ” المعتزلة تفضل في الديانة يزيد بن الوليد . وكان يزيد يذهب إلى قول المعتزلة وما يذهبون إليه في الأصول الخمسة : من التوحيد ، والعدل ، والوعيد ، والأسماء ، والأحكام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ” (٣) .
وقد وقف المعتزلة ضد فكرة الخلافة بالوراثة عند العباسيين إذ كانوا يدعون الى الشورى والاختيار ، وقد قامت ثورة المعتزلة ضد ، أبي جعفر المنصور ، الخليفة العباسي ، واستمرت خمسة أشهر ما بين البصرة والمدينة المنورة (٤) .
هذه الأمثلة وسواها الكثير توضح لنا أن المعتزلة لم يكونوا مجرد مفكرين نظريين ، بل كانوا كذلك ساسة وثوار ، وأقاموا تنظيما فكريا – سياسيا متسلحا بالعقل مناضلا في سبيل تحقيق دولة تسود فيها أصول المعتزلة الخمسة ويعم فيها العدل .
(١) الموسوعة الفلسفية ، وضع لجنة من العلماء والاكاديميين السوفياتيين باشراف م . روزنتال ، ب يودين ، ترجمة سمير كرم ، الطبعة الخامسة ، دار الطليعة ، بيروت ،1985 , ص 451 .
(٢) محمد عمارة : الاسلام وفلسفة الحكم ، ص 615, 616 .
(٣) المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد ، الجزء الثاني طبعة القاهرة ، 1966 ، ص 177, 173 .
(٤) محمد عمارة ، مرجع سبق ذكره ، ص 710 ينظر القسم الثالث ص 611- 732 : المعتزلة والثورة. 2020/10/05.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب