مقالات

التحديات المستجدة في حياةً الأمة العربية بقلم أ.د .عزالدين حسن الدياب استاذ جامعي -سوريا-

بقلم أ.د .عزالدين حسن الدياب استاذ جامعي -سوريا-

التحديات المستجدة في حياةً الأمة العربية
بقلم أ.د .عزالدين حسن الدياب استاذجامعي -سوريا-
شاءت أقدارنا،نحن الجيل الذي استفاق على تحدي وجودي،يهدد الأمةً العربية بمستقبلها، والمتمثل بإقامة الكيان الصهيوني في فلسطين،وهو حدث النكبة لأمة تبحث عن مستقبلها،في ظل مواجهة مع الصهيونية العالمية،تديره من أوروبا،التي كانت وكرها الأول في معزكة المستقبل العربي.
في أعقاب هذا الحدث النكبة،وجنباً إلى جنب مع الإستعمار الأوربي الغربي للوطن العربي،وإن اختلفت آلياته ووجهته في الجزيرة العربية،وخليجها،والمتمثل في وضع أسرٍ يثير وجودها ،على رأس مشيخاتها،في إصولها،وتكوينها العشائري،إشكالات تتعلق بعلاقاتها السياسية،مع الوكر الصهيوني المتمثل في البيت الأبيض،ومجلس شيوخه ونوابه.أخذت التحديات التي تواجه هذه الأجيال تتراكم وتتعاظم في مخاطرها وتحدياتها،بدءاً من التجزئة والتقسيم،وصراع الأنظمة إلى تعميق الجهل،وتوليد نزعات معادية للعروبة. كالقومية السورية ،والفرعونيّة،،والبربرية والأحلاف السياسية،وماتجلى عنها من محاور متصارعة متنازعة. وفشل أول تجربة وحدوية بين مصر وسوريا،مثلت النكبة الثانيةلتلك الأجيال،وما رافقها من انقسامات في بنية التيار القومي ،وكان تحدي الانفصال بمثابة رسالة لكل أعداء التيار القومي للنهوض،وطرح إفكارهم وحججهم التي كرّست نفسها لمحاربة الاتجاه القومي،في أهدافه الرئيسة؛في الوحدة والحرية والاشتراكية،وتمويل الحركات والنزعات الانفصالية بسخاء.وننتقل مع هذّه الأجيال إلى تحد،سيشكل ثقافة التطبيع مع الكيان الصهيوني،المتمثل بزيارة السادات الفاجعة للكيان الصهيوني،هذا التحدي الذي يشكل تربة لإضافة تحديات جديدة، ستواجه ماتبقى من هذّه الأجيال،جنباً إلى جنب مع الخيارات القومية الجديدة عمراً وثقافة.
قلنا إنّ زيارة السادات المشؤومة استحدثت ثقافة التطبيع،التي مهدت لإحرءات وخطوات،ترى تربتها في أنظمة الخليج العربي،المفتوحة على كل ما من شأنه يشكل تحديات للأجيال العربية المؤمنة بالوحدة قدرا حاضرا ومستقبلا ً لها،في معركة المصير العربي،مثل القًواعد العسكرية،وضرب تنظيمات التيار القومي،وأن تجعل هذه الأنظمة من نفسها رأس حربة للاعتداء على الأنظمة العربية الوحدوية،العراق القومي البعثي إنموذجاً.
ًثمة تحد جديد وخطير ،وموغل في خطورته، والمتمثل في البنيةالسكانية في الجزيرة العربية وخليجها،هذه البنية،التي خططت ًوتخطط لها الصهيونية العالمية،مستفيدةًمنً ثرًاتها،في استجلاب العمالة،،التي أصبحت تمثل أكثرية سكانية،وفي هذه الأكثرية سيكون الباب مفتوحا ومشروعا لطمس الهوية العربية،وستكون الإبراهيمية،ثقافة وديناً وسياسة،هي التي تدير هذا المجتمع المتنوع المتعدد الأعراق والثقافات
والولاءات والانتماءات ,مع التشديد على هذه الاخيرة بقوة نفاذ الإبراهيمية .
في هذا المجتمع الأنموذج سيتشكل تحد للتيار القومي،وجنباً إلى جنب مع التيار الوطني والإسلامي،تحديا في وجوده ومصيره،وستكون معركة التيار مع هذا التحدي صعبة وخطرة،لأنه سيجابه قوى عربية الولاء للابراهيمية،ومدعومة صهيونيا بكل الأسلحة التي تمكنها من مغالبة أحرار الأمة العربية.
فهل يا ترى يستفيق التيار القومي من غفلته،ويعد العدة لمعركة المصير العربي،القائمة الاًن في الخليج العربي ؟
قلت لصديقي،وقد كلفت،في أعقاب اجتماع للأسر المنتجة في المنامة،عام1996 باستطلاع بحثي عن بنية السكان في الإمارات وقد توصلت بمساعدته،وماسخّر لي من إمكانيات،إلى أوقات مخيفة تهدد عروبة الإمارات،قلت له :ألا تخافون على عروبتكم لأنّ فيها دينكم،فأجابني بكل طيبة:نتدبر أمورنا.
وأحسست أنه لايريد أن يقول أكثر من هذه الكلمة.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب