مقالات

حق معركة المصير العربي على التيار العربي الوحدوي بقلم  الأستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -سوريا –

بقلم  الأستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -سوريا -

حق معركة المصير العربي على التيار العربي الوحدوي
بقلم  الأستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -سوريا –
هنا ك في الفكر القومي العربي مسلمة بدهية،تقول إن معركة المصير العربي تمثل حالة قومية نضالية،لها سيرورتها،فهي معركة دائمة ومستمرة،لأنها حاملة لعدة مهام،تسفر عن حقيقتها الحضارية،بحكم الدور الحضاري الذي كلفت به من رسالتها الخالدة،وهذا يترجم حقيقة عروبتها الإنسانية.وتمثل حالة مُغالبة للنزعات العنصرية التقسيمية،التي ترى نفسها فوق الشعوب،بحكم أساطيرها الدينية،التي تغالط التاريخ
ووجهته الإنسانية،التي تقول بالأخوة والمساواة بين ألأمم،مثل الحركة الصهيونية،وفكرها التلمودي،وهي معركة ندرت نفسها لمغالبة المغالطات التاريخية،التي تقر بوجد أمة عبرية لها ميزات فوق الشعوب ،مثل نظرية الشعوب البيضاء التي ترى أن العروق غير البضا،شعوب وحدت لخدمة العرق الأبيض،وهي معركة مصيرية،لأنّ الأمة العربية ابتليت بعدد من التحديات،بفعل صراع الإرادات بين الحاكم و ًالمحكوم،وصراع الأسر الحاكمة،التي انأسرت لوازع الحكم العا ئلي المستند إلى وازع عشائري قبلي،فكان صراع عصبيات القربى القبلية،مدخلها إلى الفرقة والانقسام،والحروب ،ومن ثم سقوط الأنظمة القبلية، والانحراف نحو تبعية للقوى المعاديةبدءا من الأندلس،ومروراً بسقوط الدولة الأموية فالعباسية،وانتهاء بحكم السلاطين والإمارات،والمشيخات،وصولاً إلى مرحلة الاستعمار التي دفعت الآمة العربية ثمنا غاليا من أبنائها ومالها وثرواتها،ومن حالة التقسيم،وبنا ء الحدود السياسية بين الأقطار العربية،وصولاً إلى استعمار الصهيونية لفلسطين،بمساعدة من العدوانيةالغربية-الأمريكية*إذا، معركة المصير العربي متعددة الأوجه،وهذا ماجعل لها صيرورة خاصة بها،الأمر الذي حمل أحرار العروبة مهام نضالية قدرهم أن تخوض أحيالهم ،من الأمس إلى اليوم معارك متنوعة ومتعددة المهام والغايات،ومهيأة في الوقت نفسه،لمستجدات التحديات التي تواجهها وستواجهها الاجيال العربية المناضلة.
ولكن مستجدات التحديات التي تواجهها الأمة العربية،تختلف وتفترق عن الأمم التي خلصت من الاستعمار،إنّها مستجدات التحديات التي يفرضها الكيان الصهيوني،باعتباره نقطة تلاقي كل مراكز ومواقع الصهيونية العالمية،في كل من أوربا والولايات المتحدة الأميركية،ومالها من مصالح مشتركة،على رأها أن تبقى هذه الآمة ضعيفةومتخلّفة ومجزأة،لتكون ثرواتها وفي مقدمتها الثروة البشرية تحت طوع تلك الجهات التي تتلاقى مصالحها مع الكيان الصهيوني.والقول بالتحديات ومستجداتها في حال الأمةً العربية،تجعل لها حقها على التيار العربي الوحدوي،باعتباره التيار الذي نذرنفسه أن تكون معركة المصير العربي معركته المستمرة دون
توقف.والحق في وعي التيار القومي العربي،له دائما أولوياته المستندة إلى قرائة جادة يقودها الفكر الاستراتيجي الذي يرى الحقائق على الارض،وفي الفكر الصهيوني،وماله من خطط وبرامج،ولعب بالثقافات لتغيير جوهرها،وإخراج قيمها الأصيلة التي تشكل سنداً ومرجعاً للشخصية العربية.
وما يأتي به تغيير القيم من تحديات تطول الفكر والمواقف والانتماءات،وقد تكون في أغلبها حاملة للتحديات المستجدة. إذاً؛معركة المصير العربي مستمرة بين الشعب العربي،والحركة الصهيونية العالميةلا تتوقف،تفرضها بما تعده من لعبها بالفكر وما تعده في صراع الأفكار من أطروحات ومفاهيم وأفكار تستهدف هويتنا العربية بمحدداتها الثقافية،وماتختزنه هذه الثقافة من قيم عربية عليا،تشكل المعالم الرئيسة للشخصية
العربية،وهويتها القومية العربية،أليست اللعبة الإبراهيمية واحدة من لعب الأفكار التي تدخلها الصهيونية،في معركة المصير العربي،ولعبة الطا ئفية التي نجد حصيدها في العراق،ولعبةالامازيغية،الممولة من اليمين الفرنسي ويساره،ولعبة الهجمة المدروسة والمخطط لها بعناية،على اللغة العربية،والتي تقول إن كلمة العربية لاتعني العرب وثقافتهم،وإنما هي كلمة إلهية،وهذه اللعبة الفكرية اللغوية،تقاد من بريطانيا،تمهيداً للقول بأنّ القرآن،لاتمت للعرب بصلة،وما ورد من آيات تخص عروبة اللسان واللغة العربية،التي يتكلم بها الإنسان العربي،هي لغة إلهية سماوية.هي طاولة شطرنج لعبة أفكار،اللاعب فيها الصهيونية العالمية في حربها المستمرة على الأمة العربيه،وهذا ما يؤكد أنً معركة المصير العربي مستمرّة.*
أمام سيرورة هذه المعركة الملحمة،فإن من حقها على التيار القومي القومي العربي أن ينهض إلى مستوى التحديات التي تفرضها،خوفاً من غلبة الصهيونية في هذه المعارك،على العرب ،وبلوغ دولتها الممتدة،من النيل إلى الفرات.
* لم نتوقف عند الفترات الزمنية وأسبقيتها.
*المقاربة،في ما أتت به من أفكار وموضوعات فرضت الاختصار وعدم الإتيان بالأمثلة المستحقة.
د-عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب