مقالات

من يُهدِّد أمن و استقرار دول الشرق الأوسط، إيران أم إسرائيل؟؟..

من يُهدِّد أمن و استقرار دول الشرق الأوسط، إيران أم إسرائيل؟؟..

بقلم علي او عمو.

هناك
الكثيرون
مِمّن
يعتقدون أنّ
الجمهورية
الإيرانيّة
هي التي
تشكّل
تهديداً
حقيقيّاً
لِدول
المنطقة،
انطلاقاً مما
يسمعون
من
تصريحات
المسؤولين
الأمريكيّين
و
الغربيّين، التي تعتبر تضليلاً و لا تمتّ بحقيقة الأمر بأية صلة، ذلك أنّ التصريحات تنكبّ أساساً على
البرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره خطراً على منطقة الشرق الأوسط، ذلك أنّ إيران تسعى إلى

امتلاك قنبلة نووية، حسب ما يزعمه هؤلاء المسؤولين، علماً أنّ لجاناً عديدة من الوكالة الدوليّة
للطاقة النووية قد سبق لها أن زارت مواقع إيران النووية عدة مرات، و لم تعثر على ما يُثبِت أن
الجمهورية الإيرانية تعتزم في برنامجها النوويّ على السير في اتجاه الحصول على القنبلة النووية..
في حين أنّ إسرائيل قامت بتطوير برنامجها النووي و تمتلك أسلحة نوويّة، و لا أحد من المسؤولين
في أمريكا و الغرب يتحدث عن ذلك، و كأنّ إسرائيل مُسالمة و لا تُهدّد بلدان المنطقة رغم توفرها على
اسلحة نووية، للعلم فالكيان الإسرائيل هو من يُهدّد الأمن و الاستقرار في المنطقة، و يتضح ذلك من
خلال الحروب التي شنّها و لا يزال منذ احتلاله للأراضي الفلسطينيّة عام ١٩٤٨..

لقد عمدت إسرائيل، و منذُ إقامة "دولتِها" على الأراضي الفلسطينيّة عام ١٩٤٨ بقوّة السلاح و هي
تعتى في الأرض فساداً، تلقّت دعماً ماليّاً و مُساندة لا محدودة من بريطانيا الاستعماريّة، قامت بإمدادِها
بالأسلحة و العتاد الحربيّ لمحاربة الفلسطينيّين و تهجيرِهم من أرضهم من أجل إيجاد وَطنٍ لليهود
المُشتَّتين في ربوع العالم، و قد نجَحت في ذلك. و منذ ذلك العهد و إسرائيل تتلقّى دَعماً مالياً و
عسكريّاً من الدول الغربيّة و الولايات المُتحدة الأمريكيّة و ذلك قَصدَ تثبيت أركان "دولتِها" في منطقة
الشرق الأوسط. لم يقتصر دور إسرائيل على إنشاء دولة على الأراضي الفلسطينيّة و إنّما يتعدّى
هدفها إلى التّوسُّع في المنطقة و الاستيلاء على مزيد من الأراضي و كذا بسْط نفوذها على دول
المنطقة من خلال تطوير قدراتها الاقتصاديّة و العسكريّة لِتُصبح أعظم دولة في الشرق الأوسط . و ها
هي اليوم تشنّ حرباً على الشعب الفلسطينيّ من أجل إبادة أكبر عدد منه و تهجير ما تبَقّى منه خارج
أرضه لتستوليَ بعد ذلك على جميع ربوع فلسطين، بالإضافة إلى تدخُّلها العسكري في لبنان و تدمير
جنوب البلد بهدف إجلاء سكان المنطقة و ضمّها إلى (دولة إسرائيل الكبرى)، علاوة على محاوَلة
استيلائها على جزء من سوريا، من أجل تحقيق الفكر الصهيوني القاضي بتوسيع (الدولة اليهودية)
وفق الشعار الذي يحمله هذا الفكر (من البحر إلى النهر). إسرائيل هي التي تُهدّد أمن المنطقة العربيّة
و استقرارها و ليست إيران، فإسرائيل هي التي تشُن حرباً تلو الأخرى على دول المنطقة، أما
الجمهرية الإيرانيّة فهي دولة تسعى جاهدةً إلى تطوير بلدها في جميع الميادين، و بالخصوص في
الميدان العسكريّ قصد مواجَهة إسرائيل التي تُهدّد أمنها و أمن حُلفائها في المنطقة. تعمل أمريكا على
إضعاف إيران من خلال فرض عقوبات جائرة عليها حتّى لا تُنافس الكيان الإسرائيليّ الذي تريد أمريكا
أن يكون هو الأقوى و الأعظم في الشرق الأوسط..

كاتب من المغرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب