امام التحديات الكثيرة والخطيرة المرحلة تتطلب العمل على رفع معنويات ، وتعزيز الصمود المواطنين في الوطن . بقلم مروان سلطان
بقلم مروان سلطان
امام التحديات الكثيرة والخطيرة المرحلة تتطلب العمل على رفع معنويات ، وتعزيز الصمود المواطنين في الوطن .
بقلم مروان سلطان
4.11.2024
——————————
الاخطار التي تحدق بالشعب الفلسطيني واهمها رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط ، والتي بدت ملامحها بعد الحرب التي شنته اسرائيل على قطاع غزة ، وسبقت ذلك بحرب مخفية في الضفة الغربية ، وبسبب الاهداف المعلنة وغير المعلنة لدولة الاحتلال اتجاه الشعب الفلسطيني فلا بد للشعب الفلسطيني ان يدرك هذه المخاطر ، ويعمل على تعزيز امنه وسلامة ابناءه ووجوده في وطنه.
ما بين تدمير غزة والمقتلة التي ارتكبت بحق الفلسطينين ضحية هذا العدوان ، ومحاولة التهجير للمواطنين في شتى بقاع الارض، والتجويع والتعطيش ومنع الدواء ، واجبار المواطنين على النزوح من منطقة الى اخرى بسبب العمليات العسكرية، في مختلف المناطق في قطاع غزة، الى التدابير الامنية في الضفة الغربية وتدمير للبنية التحتية في مناطق عمليات الجيش الاسرائيلي فيها باستخدام البلدوزرات الضخمة ، وتشديد الوضع الامني فيها ، تم خلالها استخدام الطائرات والمسيرات العسكرية في تلك الحملات التي جرت في مراكز العمليات للجيش الاسرائيلي بين المناطق المدنية والامنة في الضفة الغربية.
لقد استخدمت اسرائيل القوة العسكرية المفرطة في عملياتها التي شنتها على الفلسطينين وذلك باستخدام القنابل الفسفورية والعنقودية المحرمة دوليا، الى تلك التي زودتها بها الترسانة العسكرية الاميركية من القنابل الذكية ذات الاوزان العالية التي احدثت دمارا هائلا ، واصابة وقتل اعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينين.
من الواضح من حجم العمليات العسكرية، والاجراءات التي تحدث على الارض من التدمير والقتل في قطاع غزة والضفة الغربية ، وحجم القوانين والانظمة التي تقر في الكنيست لمواجهة الشعب الفلسطيني، مثل وقف عمل الانروا او القرصنة للاموال الفلسطينية ، وتوسيع المستوطنات وتشيد مستوطنات اخرى، او مضايقات المستوطنين والجيش الاسرائيلي وهجماتهم على المدن والقرى الفلسطينية، او تلك التي تشن ضد المزارعين وقاطفي ثمار الزيتون، ومحاولة مضايقة المواطنين القاطنين في مناطق ج. لقد بات واضحا ان هذه حالة حرب تفرض على الشعب الفلسطيني لتحقيق اهداف بعيدة المدى اهمها رسم الخارطة جديدة للمنطقة احد اوجهها واهمها توسيع حدود دولة الكيان من خلال التوجه لضم الضفة الغربية وقطاع غزة، واحداث تهجير كبير للسكان.
في ظل هذا التوجه ، والتصعيد الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية ومع التهديدات والاستعدادات لحرب اقليمية تبدو ملامحها في الافق فان الاحتلال الاسرائيلي سوف يقوم على تقويض معظم الخدمات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، بل عملت في غزة على تدمير الجهاز الخدماتي والانساني بشكل كامل واستهدفت كثير من العاملين في تلك المؤسسات. وفي الضفة الغربية لن يكون الوضع بافضل منه في اماكن اخرى اذا ما اتخذت اسرائيل قرارها بتوسيع عملياتها لتشمل جميع انحاء الضفة الغربية. وفي هذا السياق سيكون العبئ الاكبر والجهد يقع على عاتق الكل الفلسطيني.
كل هذا سيترك اثره على الحياة العامة للفلسطينين ، وفي حالة تعرض المدن القرى والمدن والتجمعات الفلسطنية لاي استهداف ، وستتاثر جل مناحي الحياة في الغذاء، والماء والدواء والتنقل وغيره من نواحي الحياة المختلفة كل ذلك ايضا فانه لا يوجد لدينا تنبيهات من الجبهة الداخلية كما هو الحال في دول العالم، كما ان اعمال الدفاع المدني او ما يمكن ان نسميه قيادة الجبهة الداخلية ، هي ذات تاثير يكاد ان يكون معدوما، فلا صافرات انذار ولا تعليمات للطوارئ ، ولا يوجد ملاجئ امنة للمواطنين، كل هذا وسنجد ان المستوطنين والجيش الاسرائيلي امامك وفي المداخل والمخارج والطرقات ، مما سيعيق كثير من العمل الانساني في المناطق الفلسطينية. هجوم المستوطنين فجر اليوم على منطقة البيرة والقيام باعمال حرق السيارات والهجوم على المنازل يعتبر عملية جريئة خاصة انها تحدث في العاصمة الفلسطينية المؤقتة وفي عمق وجود المؤسسات المدنية والامنية والدبلوماسية فيها دون اي امكانية لردع هذا الحدث.
وماذا عن الامن الغذائي ، في حالة الطوارئ هل سيكون هناك ما يكفي من المؤن والتغذية في حالة الطوارئ التي من الممكن ان تكون في القريب العاجل. وماذا ايضا عن الامن الصحي وسرعة وصول الاسعاف ، وهل ستواجه هذه الاليات معيقات الاحتلال وتحديات صعبة ، هي اسئلة لا يملك احد على اجابتها لان الاحتلال قادر على تعطيل او على الاقل اعاقة تقدم وعمل المؤسسات صاحبة الشان في ظل ما يممن ان يكون في حالات التوتر المرجح ان يحدث.
المخططات التي تحدثت عنها مختلف دوائر الاحتلال سواء بالنسبة للفلسطينين او على مسوى الشرق الاوسط ، توحي بكثير من التحديات في الشارع الفلسطيني والعربي. من جهة فان هناك ما يفرضه الاحتلال وتحت النار ، تحت مسمع وعيون كل العالم ، والصمت الدولي لهذا العدوان، هذا العالم يمنح الاحتلال حق ما يسمى الدفاع عن النفس ، شن العدوان بلا هوادة واحداث القتل والتدمير . وفي مقابل يمنع على الاخرين الرد على عدوان الاحتلال كما هو الحال بعد الاعتداء على ايران الذي شنته اسرائيل مؤخرا، وتقوم الدنيا ولا تقعد اذا
ما تحاول الدول الرد على عدوان اسرائيل. اذن هذه الاعباء المختلفة التي تفرض نفسها على القوى الفلسطينية ، وعلى الناشطين والمؤسسات المدنية تتطلب الاعداد لتلك الحالة التي قد تكون قريبة جدا وتخضع فيها مناطق السلطة الفلسطينية لاجراءات الاحتلال القاسية، والا تفاجئ حال حدوثها حتى لا يحدث الارباك في الشارع الفلسطيني.
قانون وقف عمليات وكالة الغوث الدولية ، سيحدث نوع من الفوضى الكبير في منطقة الضفة الغربية وله اثار سلبية على مختلف المستويات المدنية والامنية ، بل سيترك فراغا من الصعب جسره في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة. وسيحدث نوعا من الفوضى والاحتجاج الكبير في اماكن تواجد المخيمات والمناطق الفلسطينية سيواجهه الاحتلال زيادة ورفع وتيرة الاجراءات القاسية، وستبقى اثار وقف عمليات الوكالة لها ما لها وعليها ما عليها ، ليبقى السؤال الكبير من سيجسر الهوة في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية بعد ذلك؟
ومن جهة اخرى فان ما يمكن ان يدمر النسيج الاجتماعي الفلسطيني هو التعاملات المدنية و المالية والحقوق والاستحقاقات وبسبب حالة الطارئ فان كثير من تلك المعاملات والاستحقاقات قد تتوقف، مما يمكن ان يعرض النسيج الاجتماعي الى اخطار ، وبالرغم من الصبر الذي يبديه المواطنيين مع بعضهم البعض وحجم الاعمال المصرفية الكبير الذي يتوقف مما يسبب ارباك في المجتمع ، يتوجب على المدينين المقتدرين تسديد التزاماتهم كما يجب على الدائنين ابداء سعة الصدر للمتعثرين. وستكون الاولويات لنا جميعا دون استثناء هو ان نحمل بعضنا بعضا ، ورفع المعنويات ، وتعزيز الصمود للمواطنين لنكمل المسيرة ونحقق الحلم الفلسطيني. .