مقالات

 المشروع السعودي بشان الدولة الفلسطينية خطوة متقدمة الى الامام امام الرئيس الامريكي المنتخب ترامب بقلم مروان سلطان-فلسطين

بقلم مروان سلطان-فلسطين

 المشروع السعودي بشان الدولة الفلسطينية خطوة متقدمة الى الامام امام الرئيس الامريكي المنتخب ترامب

بقلم مروان سلطان-فلسطين

9.11.2024

—————————

قدمت المملكة العربية السعودية نموذجا متقدما  امام مسؤولياتها المحلية والاقليمية والدولية من خلال دورها ومكانتها السياسية والدبلوماسية التي تتبوءها في العالم . وانها صاحبة رؤيا امام الامواج المتلاطمة في الاقليم وعلى المستوى العالمي  في الدور الذي تضطلع فيه لقيادة العالم العربي والاسلامي. 

 المملكة العربية السعودية تتمتع بعلاقات دبلوماسية واسعة ومؤثرة مع  معظم دول العالم . وخاضت انفتاحا في علاقتها مع  دول تتمتع بقوة اقتصادية وسياسية مثل الصين 🇨🇳 وروسيا  والهند . وعقدت تفاهمات مهمة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية انهت عقودا من التشنج السياسي والدبلوماسي بين البلدين ، لطالما تعرضت بسببه المملكة الى الابتزاز السياسي والمالي من خلال المقايضة على الحماية . 

وشاركت المملكة العربية السعودية في تشكيل  مجموعة البريكس الدولية التي تعد نموذجا جديدا وبديلا عن النظام المصرفي العالمي السويفت ، الذي يقوده النظام الدولي الحالي ذو القطب الواحد، مع روسيا والصين والهند وعددا اخر من دول العالم التي تشكل ثقلا سكانيا واقتصاديا في العالم ، وهي تقيم علاقات مميزة مع دول العالم الثالث وخاصة مجموعة الدول النامية اضافة الى المجموعة العربية والاسلامية اما تقوم به من دور تنموي في هذه البلدان  ،مما جعلها تتبوء دورها الريادي في العالم وقيادة اقليمية للمنطقة العربية والاسلامية، كما انها تمارس دورا مهما في دول منظمة الاوبك من اجل استقرار اسعار النفط. 

المملكة العربية السعودية 🇸🇦 صاحبة ارث طويل الامد في دعم القضية الفلسطينية ، وهنا لا بد ان نستذكر كلمات صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز وهو يخاطب وزير خارجية الولايات المتحدة 🇺🇸 قائلا : ” وأنا رجل طاعن في السن , وامنيتي أن اصلي ركعتين في المسجد الاقصى قبل أن أموت , فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنيه “. كما ان التاريخ  سيسجل بحروف من ذهب دور المملكة العربية السعودية في استعمال سلاح النفط دعما للمجهود الحربي العربي في حرب اكتوبر المجيدة سنة 1973.

والمملكة العربية السعودية هي صاحبة المبادرة العربية للسلام التي عقدت في مؤتمر بيروت في لبنان 🇱🇧 سنة 2002, ووقفت على الدوام الى جانب فلسطين 🇵🇸 سياسيا واقتصاديا ، وتجئ اليوم المبادرة السعودية في وجه الضغط الامريكي خطوة الى الامام بعقد صفقة التطبيع بين المملكة العربية السعودية 🇸🇦 واسرائيل.

المشروع السعودي “الدولة الفلسطينية” مقابل التطبيع مع اسرائيل جاء كخطوة متقدمة الى الامام ، مقابل الطروحات التي تحاول القفز على القضية الفلسطينية وتسبق تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب ترامب للرئاسة الامريكية في الاربع سنوات القادمة والتربع على عرش البيت الابيض. الرئيس ترامب في ولايته السابقة صاحب مبادرة ما سمي ” صفقة القرن” كمشروع لحل القضية الفلسطينية وفق الرؤيا الامريكية الاسرائيلية، والتي لاقت رفضا من الجانب العربي والفلسطيني.

قطار التطبيع مع الدول العربية الذي تقوده الولايات المتحدة 🇺🇸 بقوة ، ضمن المشروع الامريكي للتطبيع في اطار ما يسمى الميثاق الابراهيمي او اتفاقيات ابراهام في سنة 2020 ، لاعادة انتاج اسرائيل مع الدول العربية في ما يسمى الديانة الابراهيمية، قد توقف امام المشروع السعودي الذي اكد ان لا تطبيع مع اسرائيل دون اقامة الدولة الفلسطينية. 

قلما كان العرب اصحاب ريادة ومشاريع متقدمة تسبق الطروحات الاخرى الدولية لتسجل موقفا عربيا في مطالبها  تضع الرؤيا العربية في الحلول المعقدة مثل القضية الفلسطينية والتي مضى عليها قرن استمرت فيها المعاناة والالام منذ حدوثها. كما ان هذه المبادرة تاتي في ظل ظروف دقيقة وصعبة تمر بها القضية الفلسطينية بسبب العدوان على غزة ولبنان. العرب كانوا على الدوام يتعاملون بالفعل وردة الفعل في مختلف القضايا، لعل الموقف السعودي اليوم يسجل مسارا نحو التغيير في العالم العربي والاسلامي ، ليحقق اماني الشعوب المغلوبة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب