هآرتس.. المستوطن لايتر سفيراً لدى واشنطن: هل يعتلي نتنياهو ظهر ترامب لتحقيق أهدافه؟

هآرتس.. المستوطن لايتر سفيراً لدى واشنطن: هل يعتلي نتنياهو ظهر ترامب لتحقيق أهدافه؟
تكمن في فوز ترامب كما إمكانية أساسية لالتهام الأوراق في الشرق الأوسط، وربما لإنقاذ إسرائيل من حرب الاستنزاف الطويلة التي وجدت نفسها في عدد كبير من الساحات. رئيس الحكومة، نتنياهو، على قناعة بأنه يستطيع توظيف ترامب لتحقيق أهدافه كما حدث في السابق.
لكن الرئيس الأمريكي المنتخب يبث كالعادة رسائل صعبة على الحل منذ فوزه في 5 تشرين الثاني الحالي. ربما تتضح الصورة عندما يدخل البيت الأبيض في 20 كانون الثاني. في هذه الأثناء، تفحص إدارة بايدن الآن خطوات شديدة ضد إسرائيل في الفترة المتبقية، ومنها تشديد القيود في مجال تصدير السلاح، وعدم استخدام الفيتو على قرارات مناوئة لإسرائيل في مجلس الأمن.
غالانت، وزير الدفاع الذي أقاله نتنياهو، قال الحقيقة لعائلات المخطوفين في لقاء وداعه لهم في الأسبوع الماضي. وحسب أقواله، فقد نضجت الظروف لعقد الصفقة، ولم يعد للبقاء في محور فيلادلفيا -حسب رأيه- أي مبرر أمني أو سياسي. “لن نبقى في غزة، ما العمل. تم تحقيق الإنجازات الكبيرة… أخشى من أن يكون ذلك (تصميم نتنياهو على عدم سحب قوات الجيش الإسرائيلي) بسبب رغبته في البقاء هناك. هذا هدف لا يستحق تعريض حياة الجنود للخطر من أجله”، قال غالانت.
عملياً، الصورة محزنة أكثر: ليس للحكومة مصلحة في صفقة التبادل. الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف يعارض إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، ونتنياهو يعتمد عليه بالكامل لبقائه السياسي، في حين أنه يعمل على تأجيل تقديم شهادته في محاكمته الجنائية. في المقابل، تبذل جهود كبيرة لسيطرة طويلة على شمال القطاع، التي يطمع اليمين بترجمتها إلى احتلال حقيقي وإقامة المستوطنات.
في الأسبوع الماضي، نشر الصحيفة عن خطوات لدفع كل السكان الفلسطينيين في الربع الشمالي للقطاع إلى منطقة جباليا. في نهاية الأسبوع، وصف مراسل “يديعوت أحرونوت”، يوآف زيتون، انطباعه من زيارته لممر نتساريم، إلى الجنوب من هناك. ازداد عرض القطاع الذي احتله الجيش الإسرائيلي في الممر إلى 7 كم. يقيم الجيش هناك مواقع تناسب وجوداً دائماً، وأقام بنى تحتية لمياه وألواح للطاقة الشمسية. قدر زيتون أنه “بعد موت 20 – 30 مخطوفاً آخرين في الأسر، فلن تقدم أي قيادة في إسرائيل هدية لحماس على ذلك – ممر للتقطيع استهدف من البداية أن يكون ورقة مساومة في الصفقة”.
وأعلن نتنياهو عن تعيين رئيس مقره السابق، يحيئيل لايتر، في منصب سفير إسرائيل القادم في الولايات المتحدة. الدكتور لايتر الذي نجله موشيه، قائد فصيل في الاحتياط في لواء المظليين والذي قتل السنة الماضية في شمال القطاع، هو ممثل الجناح الأيديولوجي للمستوطنين. هذا تعيين يشير إلى التوجه الذي يسعى إليه رئيس الحكومة: اعتراف أمريكي بضم المستوطنات في الضفة الغربية (الأمر الذي طلبه ولم ينجح في تحقيقه في “صفقة القرن” في 2020). ويبدو أنه يسعى أيضاً لاحتلال زاحف شمالي القطاع. البنية التحتية لذلك تقام في الوقت الحالي.
أما في لبنان، فقد انتهى الجيش الإسرائيلي بالفعل من مهمته الأساسية، وهي تمشيط وتدمير البنى التحتية في صف القرى الأول، 5 كم شمال الحدود مع إسرائيل. ويستعد الجيش الآن لاحتمالية تقدم إلى صف القرى الثاني. هذه العملية التي بدا رئيس الأركان غير متحمس لها ستكون مقرونة بمشكلتين: الأولى، سيشتد الطقس بسبب الشتاء القريب، والأخرى بسبب الحاجة إلى تجنيد قوات إضافية للاحتياط، رغم الشكاوى المتزايدة من العبء الملقى على عدد قليل من السكان.
مكتب نتنياهو يبث تفاؤلاً بخصوص إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية ووقف لإطلاق النار في لبنان في القريب. من غير الواضح إذا كان لهذه التنبؤات ما تستند إليه. في كل الحالات، يبدو أن الحل الذي يسعون إليه هو تحسين قرار 1701 لمجلس الأمن الذي أنهى الحرب السابقة في لبنان في 2006. هذا بعيد عن الحسم العسكري، لكن إسرائيل قد تستند إلى الإنجازات الكبيرة ضد حزب الله في الأشهر الأخيرة وأملها من معرفة كيفية التصميم على نظام تطبيق أكثر تشدداً ضد خرق حزب الله للاتفاق.
في غزة المفتاح يمر بالتدريج إلى يد ترامب نفسه. من المرجح أن فكرة الصفقة التي ستحاول إنهاء مأساة عائلات المخطوفين وتضع نهاية للقتال، مغرية بالنسبة له. هو يذكر السابقة التاريخية من العام 1981 عندما دخل رونالد ريغان إلى البيت الأبيض، أطلق النظام الإيراني سراح الرهائن الأمريكيين من السفارة في طهران، في مشهد طارد الرئيس الأسبق جيمي كارتر. لترامب ورجاله خطط أكبر للمستقبل في المنطقة، على رأسها توسيع اتفاقات إبراهيم بشكل يشمل تطبيعاً بين إسرائيل والسعودية، وصفقات ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية.
بصورة تدل على صعوبة التنبؤ بخطواته، فقد أعلن ترامب أمس بأن مايك بومبيو ونيك هيلي، من الشخصيات البارزة في الإدارة السابقة التي أقامت شبكة علاقات ودية مع نتنياهو، لن يشغلا أي منصب في الإدارة القادمة. في حاشية ترامب عدد غير قليل من ذوي الرؤى الانفصالية، الذين يؤمنون بالحاجة إلى تقليص التدخل العسكري الأمريكي في أرجاء العالم. يبدو أن أحدهم سيتسلم منصباً رفيعاً في الإدارة الجديدة في كانون الثاني.
عاموس هرئيل
هآرتس 11/11/2024