مقالات

تعزيز سلطة العشائر مشروع اسرائيل المفضل في الضفة الغربية وقطاع غزة بقلم مروان سلطان -فلسطين

بقلم مروان سلطان -فلسطين

تعزيز سلطة العشائر مشروع اسرائيل المفضل في الضفة الغربية وقطاع غزة

بقلم مروان سلطان -فلسطين

12.11.2024

————————————-

ما يجري اليوم في شمال غزة في الاستيلاء على شاحنات المساعدات من قبل عصابات مسلحة تحت عين وبصر الجيش الاسرائيلي يقع ضمن الخطة الاسرائيلية في تعزيز قوى محلية تابعة لها وتدور في فلكها، على غرار قوات لحد في جنوب لبنان 🇱🇧 ، وغيره من القوى المسلحة التي ذهبت الى غير رجعة. هذه المليشيات المسلحة تاتمر بامرها وتنصاع لارادتها كيفما شاءت. لذا على الدوام فان اسرائيل تقوم بتعزيز مكانة شخصيات وتمنحها الدعم اللوجستي الذي يمكن هؤلاء من السيطرة على المجتمع المحلي. هذه القوى المسلحة والتي ستسيطر على شمال غزة يراد له ان يكون نموذجا للعلاقات الاسرائيلية الفلسطينية ومع المستوطنين الذين يسكنون مستوطنات غلاف غزة او تلك المزمع اقامتها بعد احتلال غزة. بحيث تزدهر المنطقة وتنتعش الحالة الاقتصادية فيها، ويمنح سكانها تسهيلات وتصاريح دخول وخروج تحت المظلة الامنية الاسرائيلية، وتخف فيها حدة التوتر الجارية في قطاع غزة ، بحيث تكون منطقة استقطاب لباقي مناطق القطاع الاخرى.

هذه الحالة المتجددة قديما وحديثا منذ بدء الاحتلال وخبت انفاسها بعد الفشل الكبير واغلاق ملف روابط القرى في السبعينات من القرن الماضي. وتحاول اسرائيل على الدوام ان تبقي هذه الحالة احد المفاتيح المهمة في علاقاتها مع الشخصيات او رجالات العشائر الفلسطينية .

لذا هي تعمل على ابقاء الاتصالات والزيارات والولائم المشتركة لاسباب سياسية.

النموذج العشائري او في افضل الحالات تسليم المناطق الى هيئات محلية تعتمد النظام العشائري ، هو نظام لا ليس لديه اي طموحات سياسية بقدر تقديم خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي … الخ من الشؤون البلدية. وبالتالي لا يمكن لتلك الهيئات ان تعمل على تطوير مكانتها الى  دولة ذات سيادة، واستقلال ، وحرية امة. وهذا نظام مريح جدا لدولة الاحتلال التي تقضم الارض وتقيم المستوطنات وتضمها الى دولة الكيان. وبالتالي فان الاحتلال يكون قد نجح في حصر السكان الفلسطينيين في اطار تجمعات سكانية متقطعة وغير متصلة جغرافيا سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة.

وهذا الوضع ايضا يمكنها من سهولة السيطرة على تلك التجمعات من خلال اغلاق مداخل هذه التجمعات ومنع السكان من الدخول والخروج منها واليها.

“ما يتردّد اليوم على لسان القادة الإسرائيليين -من خطط إدارة قطاع غزة بعد الحرب وتقسيم القطاع لمناطق تسيطر عليها العشائر والعائلات التي ستتولى الاتصال مع الإسرائيليين في توزيع المساعدات وتدبير حياة السكان وَفق خططهم- هي اللغة ذاتها التي ردّدتها المنظومة الإسرائيلية في التخطيط المسبق لإدارة ما يسمّونه: “السكان الفلسطينيين” بعد احتلال عام 1967.”

في كل الاحوال حتى يومنا هذا العشائرية ما زالت  تتبوء المشهد الاجتماعي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وللاسف فان السلطة الوطنية الفلسطينية حافظت على هذا الارث القائم منذ عهد السلطنة العثمانية، ولم تعمل على تعزيز الحركة الوطنية او القيام بدمج العائلات مع الحركة الوطنية.  فابقت على العشائر التي حافظت على سطوتها. وبقيت الحركة الوطنية تترنح مكانها. بمعنى ان الغلبة كانت للعشائر التي استطاعت ان تجذب السلطة اليها وليس العكس. وهذا من اخطر ما تواجهه السلطة الوطنية الفلسطينية في ظل قدرة الاحتلال على التاثير في المجتمع الفلسطيني. وهذا لا ينفي وطنية وانتماء العشائر الفلسطينية الوطني، بل هم في كثير من المفاصل هم الذين تصدرا الى مشاريع التصفية في مسيرة النضال الفلسطيني.

هناك فرق كبير بين تعزيز مكانة الحركة الوطنية، وتعزيز مكانة اشخاص  بصفتهم ابناء عشائر متنفذة، وليس بصفتهم قادة الحركة الوطنية الفلسطينية ، ورواد التغيير في المجتمع المدني الفلسطيني. اسرائيل ما زالت لديها اليد العليا في كل المفاصل الحياة الفلسطينية وهذه من المخاطر التي تحرك المياه الراكدة ، والنفخ في الكير لتشتعل النار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب