مقالات

طوفانُ الأقصى ذَريعةُ إسرائيل لِتحقيقِ طُموحاتِها.

 

طوفانُ الأقصى ذَريعةُ إسرائيل لِتحقيقِ طُموحاتِها.

علي او عمو.
كاتب من المغرب.

لم يبدأ طوفان الأقصى من فراغ كما يعتقد البعض و إنّما جاء في وقت اشتدّ فيه العدوان الإسرائيلي
و احتدّ على الشعب الفلسطينيّ و وصل إلى قمّته.
لم تَقُم حركة حماس بالتسلُّل إلى المراكز و القواعد العسكريّة الإسرائيليّة إلّا بعد اعتداء المستوطنين على حرمة المسجد الأقصى
المبارك، من خلال اقتحاماتهم المستمرّة و المتكررة لباحتِه و قيامهم بجولات استفزازية، وأدائهم
لطقوسهم التلمودية و بحماية من قوات الاحتلال. و في الضفّة الغربية تقوم القوات الإسرائيليّة

بمُداهمات متوالية للمدن و القرى و البلدات و المخيمات، بذريعة البحث عن الشباب المقاومين، فتقوم
هذه القوات بهدم للمنازل و للبنية التحتية، كما تعمد إلى اعتقال العديد من الشباب و الأطفال و التنكيل
بهم قبل الزّجّ بهم في السجون.
عندما أقدمت حركة حماس بالانتقام للشعب الفلسطينيّ المقهور في الضفّة و القدس الشريف من خلال
طوفان الأقصى المجيد، اتخذت إسرائيل هذه العمليّة الفدائيّة مَطيَّة لتوغُّلها البرّي في قطاع غزة
بمباركة أمريكيّة و بعض الدول الأروبيّة التي قدّمت كل الدعم للكيان من مال و أسلحة و عتاد حربيّ و
لوجيستي، مِمّا شجّع الكيان من ارتكاب مجازره في حقّ الشعب الأعزل في غزة..
لقد كان هدف إسرائيل المُعلَن من هذه الحرب الشعواء هو القضاء حلى حركة حماس و تدمير قدراتها
العسكريّة، إلّا أنّ ما تطمح إليه، في حقيقة الأمر، بإبادتها الجماعيّة للمواطنين و القصف العشوائيّ
لمنازل الفلسطينيّين فوق رؤوسهم و قتلهم للنساء و الأطفال و تخريبٍ لكل البنية التحتيّة للقطاع و
استهدافٍ للمدارس و المشافي هو القضاء على أكبر عدد من أهالي غزة و تهجير ما بقيَ منهم على
قيد الحياة خارج غزة..
و من الناس من يعتقِد أنّ حماس هي التي تُعرقِل مساعي الوُسطاء في التوصّل إلى وقف إطلاق النار
و تبادل الأسرى، فهذا الطّرح غير صحيح و لا يمت بالحقيقة بأيّة صِلَة.
إسرائيل هي مَن تَقِف حجر عثرة في الوصول إلى أيّ اتفاق حول إبرام صفقة لتبادُل الأسرى و
المعتقلين، فشروطها في شأن هذه المسألة تعجيزيّة و لا يمكن قَبولها من قبل حماس، بحيث أن
إسرائيل تشترط هُدنة مؤقتة تجرى خلالها مفاوضات حول صفقة الأسرى و بعدها تستمرّ في حربها
البربريّة و الهمَجيّة في حقّ الأبرياء، في حين أنّ المُقاومة تطالب بوقْف شامل للحرب و انسحاب كامل
للجيش الإسرائيليّ من غزة، و بعد ذلك يُشرع في التّفاوُض حول صفقة لتبادُل الأسرى..
لقد خططت إسرائيل لتوغلها العسكري في غزة و وضعت له أهدافاً تسعى إلى تحقيقِها و هي ماضية
إلى اليوم في التدمير الشامل للقطاع و إبادتها الجماعيّة للسكان الآمنين و ترهيب للمواطنين من أجل
تهجيرهم من وطنهم قصد الاستيلاء على غزة و ضمّها إلى الضفّة من أجل توسيع رقعة "الدولة
العبريّة" من جهة و ضمان أمنها و استقرارها من جهة ثانية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب