مقالات

وحدها المقاومة التي كشفت عري الجميع وفقأت عيون الشامتين والمتخاذلين. بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

وحدها المقاومة التي كشفت عري الجميع وفقأت عيون الشامتين والمتخاذلين.
بقلم الدكتور غالب الفريجات

النظام العربي الرسمي بات فاقد الوزن السياسي والعسكري حد الانبطاح أمام العدو الصهيوني، فالبعض صامت صمت اهل القبور، والبعض منخرط في العدوان مع الكيان، وكلاهما تم تدجينه منذ زمن، ورسمت حدود وظائفه فقط لخدمة الكيان فباتوا جميعاً في دائرة الذل وألهوان أمام العدو، ولكنهم أمام شعوبهم أبطال في تدمير شخصية المواطن، والعمل على تدمير الوطن بالجوع والفقر والبطالة والفساد.

اما الدول الإسلامية في الإقليم، فبات البعض صاحب عنتريات دنكوشوتية تتجلجل تهديداته، وعندما يشعر بالمواجه مع العدو كالنعامة يغط رأسه في الرمال، والآخر يبيع المقاومة كلام كخطباء مساجد السلاطين، كلاهما يبيعون بطولات في لحم ودم المقاومة وأطفالها، ويتاجرون بالعرب وحرمة أراضيهم، فالاسلام لديهم كثرة كلام دون فعل، وكلاهما يخشى على نفسه، لانه عندما يشعر بالخطر فهو جربوع اجرب لا حول له ولا قوة.

غزة ولبنان وحدهما من يقف بصلابة الرجال، فالمقاومة وحدها هي ما يفهم العدو الصهيوني، وهو بالقدر الذي يستهدف المدنيين والبنية التحية بالقدر الذي تصيب منه المقاومة الوجع الذي يستحق على غطرسته، وتنال منه في عقر مخابئ مرتزقته وقطعانه في المواجهة، فكل العنتريات التي يصدرها ماهي إلا لتعمية جمهورة على حجم خسائره وفشله في تحقيق الأهداف التي أعلنها.

صعود العدو لأعلى الشجرة مع بداية المواجهة جعلت منه حبيس هذا الصعود ، الذي رافقه أهداف عجز عن تحقيقها، وهو اليوم يخشى النزول من أعلى الشجرة، فلا أهداف حقق ولا صمود أبدى ولا عزيمة لجنوده قد باتت موجودة، فبات يدور حول نفسه، وبات جنوده يصرخون في وجهه نحن قد انتهينا ، ولا بديل إلا القبول بشروط المقاومة.

بطولات المقاومة وحدها من هتك عرض العدو، وهزت كيانه وافقدته صوابه، وكشفت هزالة طروحاته، وداست كل مفردات سرديته، وفتحت عبون جماهير العالم على جوهر هذا العدو وغطرسته وكل اكاذيبه، فباتت جماهيرالعالم تجوب شوارع الدنيا ضد همجيته العدوانية، وكشف خطورة وجوده على البشرية، حد المطالبة في انهاء وجوده، وحده نظامنا الرسمي يفط في سبات عميق.

المقاومة وحدها من أعاد للقضية رونقها، وكشف الحجم المأساوي الذي صنعته الصهيونية في حق شعب لا ذنب له إلا أنه يتشبث بارضه، ويعض على جراحه النواجذ، وقد قدم على مدار ست وسبعين سنة من التضحيات ما عجزت عنه الكثير الكثير من شعوب العالم، وشُرد في كل بقاع الأرض، وحُرم من أبسط حقوق الإنسان في مجتمع عالمي صدع رؤوسنا بالحقوق الإنسانية، والديمقراطية، وحقوق الطفل والمرأة.
وحدها المقاومة من وضع قضية فلسطين على طاولة كل مسؤول يهتم بالقضايا الدولية فما باتت فلسطين رقماً منسياً، ولا باتت يتلاعب بها لصوص السياسة الإقليمية والدولية، وفات كل الذين يتآمرون عليها في الغرف المظلمة أن أوراقهم الصفراء باتت لا قيمة لها أمام الحق العربي الفلسطيني في عموم فلسطين، ففلسطين ليست قابلة لا للبيع ولا للتقسيم، بل هي فلسطين للوحدة والنضال.

طوفان الأقصى الذي يبخسه البعض، ويرفضه البعض قد فقأ اعين الجميع بالبطولات التي يسطرها، والصمود الاسطوري الذي تصنعه الجماهير الحضن الدافئ للمقاومة، فاهل غزة في أحلك ظروفهم ثابتون على مواقفهم مع المقاومة، وأهل لبنان وما يقدموه من صمود ودعم لابنائهم في الجنوب والبقاع َوالضاحية، وما يكابدوه من استهداف العدو لكل ما هو على الأرض نموذج التضحية.

حيا الله المقاومة في فلسطين ولبنان وحمى الله الشعب وجماهيره في القرين الشقيقين المناضلين، وليخسء العدو، ويا محلى النصر بعون الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب