جحيم خان يونس قتل بلا حدود ولا معنى له الا التهجير او الموت بقلم مروان سلطان -فلسطين
بقلم مروان سلطان -فلسطين

جحيم خان يونس قتل بلا حدود ولا معنى له الا التهجير او الموت
بقلم مروان سلطان -فلسطين
5.12.2024
———————————
الموت ثم الموت ولا شئ غير الموت ، لقد اصبح من ينال الموت في غزة فهو محظوظا لهول المشهد من القتل والتدمير وحرق الخيام والناس نيام، او والناس واقفون في طوابير امام افران الخبز. المشهد في غزة هو المرحلة الجديدة من تطور الحرب في غزة. من شاهد قصف خان يونس ليلة امس حسب ان بركانا انفجر فيها ، او ان جهنم سقطت على المواصي بين الناس وفي مخيم النازحين فكان كل شئ يشتعل الناس والحجر والخيمة والرمل كلها كان جزءا من حجم النار على المواصي.
اين هو ترامب الذي ادلى بصرخاته منذ يومين بوجوب الافراج عما سمي بالرهائن قبل تنصيبه في البيت الابيض في الشهر القادم، عندما اشتكت له سارة ويائير نتنياهو في منتجعه في فلوريدا . اين هم الذين نادوا بالقانون الانساني وتشدقوا به عبر كل السنوات . لماذا خرست الالسن وهم يشاهدون المذابح تحت بصر ومرأى الجميع. غاب المنطق امام المشهد وتوقف الكل عن الكلام المباح.
القصف الاسرائيلي المجنون والمرسوم وفق اجندة اسرائيلية ، هو الذي قتل العديد من الرهائن الاسرائيلين في غزة. هم يعلمون الجيش، الاستخبارات، السياسين الاسرائيلين وعلى راسهم نتنياهو يعلمون ان هذا القصف المجنون من الممكن ان يصيب الرهائن الاسرائيليين. اعتقد اليوم جازما ان الساسة الاسرائيليين يبقون على الرهائن في غزة حتى وان قتلهم الجيش الاسرائيلي لاهداف اصبحت يعلمها القاصي والداني اولها قتل اكبر عدد من الفلسطينين للتخلص من التضخم الديمغرافي الفلسطيني في غزة ويتحقق ذلك اما بالقتل او التهجير القسري . قتل الرهائن الاسرائيليين يتحمل اسبابه فقط الحكومة الاسرائيلية وهم وحدهم الملامون على ذلك ، لقد كانت الفرصة تلو الفرصة متاحة للحكومة الاسرائيلية لانقاذ اكبر عدد من الرهائن ولكنها المساومة، ورفض رئيس وزراء اسرائيل، الذي يتذرع ويتمسك بالمفاوضات تحت النار وقد اثبتت هذه النظرية فشلها.
الهدف الاستراتيجي للحرب في غزة والذي تقوده اسرائيل ليس التخلص من حركة حماس بقد ما هو انهاء الوجود الفلسطيني في غزة، وهو هدف معد قبل السابع من اكتوبر من اهداف احزاب اليمين الاسرائيلي في فرض الهيمنة والسيطرة والضم للاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولهذا استخدام القوة المفرطة في حرب غير متكافئة ، الطرف الاسرائيلي يمتلك كل وسائل تلك القوة المفرطة من عتاد وتكنولوجيا ، في حين المقابل هم الفلسطينيون المدنيون غير المسلحين الا من ايمانهم في صمودهم على ارض فلسطين. ولا شك با هناك اهداف اخرى تريد ان تحققها اسرائيل من حربها واحتلالها لقطاع غزة اقتصادية ، واستيطانية …. الخ من الاهداف.
المشهد الدامي في قطاع غزة هو قتل بلا حدود ، يدمي القلوب، جحيم يختلط بصرخات النساء والاطفال. والمشهد يتحدث عن استخدام قنابل الفسفور المحرمة دوليا، ويقول المشهد ان العدوان يتم باسلحة ومعدات ما زالت في المختبرات ، لم يتم معرفة تاثيرها فقد تم استخدامها في قطاع غزة. ولا ادل على ذلك من تبخر جثث الاموات التي تحدث عنها الاطباء والمراقبون في غزة.
سيكون لهذا الليل اخر ، وان بدى من غير اخر، والفلسطيني يرفض هذا المشهد مع كل المؤمنين بالعدالة ، والرافضين للاحتلال والاستعمار . غزة ضاربة جذورها عبر التاريخ ، وغدا ستشرق نور الحرية على ارضها.