رسالة “المخطوفين” للإسرائيليين: لا تتركونا ندفع ثمن أخطاء “الكذاب” وزمرته

رسالة “المخطوفين” للإسرائيليين: لا تتركونا ندفع ثمن أخطاء “الكذاب” وزمرته
أسرة التحرير
لأول مرة منذ 7 أكتوبر يعترف رئيس الوزراء نتنياهو أمس، بأنه يفهم أيضاً بأن المخطوفين لن يعودوا إلا بصفقة. هكذا روى أبناء عائلات المخطوفين الذين التقوه. على حد أقوالهم، قال لهم نتنياهو إنه مستعد لوقف نار للدفع قدماً بإعادة مخطوفين، وأضاف أن “ما نجح في الشمال سينجح في الجنوب”.
لو لم يكن الحديث يدور عن كذاب مريض، لأملنا شيئاً من أقوال نتنياهو. غير أن التجربة تفيد بأنك لكي تعرف ما سيفعله نتنياهو – يجدر بك ألا تنصت لأقواله، بل وتتابع الضغوط التي تمارس عليه.
حتى الآن، أملى اليمين وضغوطه الائتلافية مصير المخطوفين؛ والمقصود، تركهم لمصيرهم. وبالفعل، في كل مرة تحقق فيه تقدم نحو مفاوضات، وفي ضوء المعارضة من جانب اليمين المتطرف لوقف الحرب في قطاع غزة، “امتشقت” حاجة أمنية ما تفترض زعماً استمرار الحرب (كمحور فيلادلفيا مثلاً).
لا يخفي جهاز الأمن موقفه إلى جانب صفقة مخطوفين. فبعد تصفية قيادة حماس بما في ذلك تصفية السنوار، وتدمير قطاع غزة، بعد تصفية قيادة حزب الله بما في ذلك حسن نصر الله، وبعد وقف النار في الشمال وتفكيك “وحدة الساحات”- لم يعد ممكناً طمس الحقيقة بأن استمرار الحرب في قطاع غزة لا يستند إلى قضايا الأمن، بل إلى دوافع سياسية. نتنياهو يخاف أن يفقد ائتلافه، الذي يتشكل ضمن أحزاب أخرى من أحزاب معنية بتثبيت حكم إسرائيلي في قطاع غزة وتوطين اليهود فيه.
بدلاً من ملء ساعات كثيرة في محادثات ومباحثات مع مسيحانيين أمثال بن غفير وسموتريتش، يجمل بنتنياهو مشاهدة التوثيق الذي نشرته حماس ويظهر فيه المخطوف متان تسنغاوكر. “نموت في كل يوم ألف مرة. لا أحد يشعر بنا. يا شعب إسرائيل، لا تتركنا لمصيرنا. ما نزال أحياء ونريد العودة بسلام قبل أن نجن. العزلة قاتلة والظلام مخيف. ليس عدلاً أن ندفع ثمن أخطاء ارتكبتها حكومتنا. حان الوقت لوضع حد لعذاباتنا”. قال متان في شريطه القاسي.
مئة مخطوف يذوون اليوم في أنفاق حماس، نصفهم أحياء. وحسب جهاز الأمن، يزداد الخطر على حياتهم من يوم إلى يوم. وبالتوازي، فإن استمرار المس بحكم حماس المركزي ربما يفقدنا عنواناً يمكن الوصول معه إلى اتفاق والاستناد إليه للعثور على المخطوفين. نتنياهو ملزم بوضع حد لعذاب متان، وعذاب أمه، ولعذاب كل المخطوفين وأبناء عائلاتهم.
على الحكومة الدفع قدماً بصفقة مخطوفين الآن، بدون معاذير، بدون تأخيرات وبدون تضليل.
هآرتس 9/12/2024