مقالات

رسالة شخصية الى المناضل الشاب أحمد الشرع -الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب

الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي-دمشق -سوريا

رسالة شخصية الى المناضل الشاب أحمد الشرع 
الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي-دمشق -سوريا
رسالة إلى كل من يريد لسوريا العربية أن تستعيد دورها قلباً للعروبة،ينبض بأولويات معركة المصير العربي.
وأنا أكتب عن فك الاشتباك بين العروبة والإسلام،الذي نشرته على صفحات مجلة صوت العروبة،أقول كنت حينها أصوِب عيني إلى سوريا العربية،وما يدور فيها من حوارات ونقاشات وتصريحات،على لسان هذا المسؤول،أو ذاك المواطن.ولاحظت في تلك الأقوال،نغمة شعوبية جاهلة،تريد العودة، إلى إعادة الاشتباك بين العروبة والإسلام،بعد أن أثبتت الأحداث والمعطيات،وما تدور حولها من تجارب،ومؤشرات فكرية،أن العروبة حقبة تاريخيّة،شكلت هوية العرب،طوال تاريخهم،ودخلت الأمة العربية خلال هذا التاريخ في علاقات،وحروب رافعة الإسلام رسالة خالدة،هذه الرسالة التي وضعت الأمة العربية،أمام مهمة تمثلت في دورها الحضاري،داعية من خلاله إلى حضارة العدل والمساواة،والنهوض بإنسانية الإنسان إلى القيم،التي تمثل القاسم المشترك،بين هذه الأمم،وهي مبادىء العدالة الاجتماعية،وحقها في تقرير مصيرها،وفي تنوعها في الهويات،والفكر.
ومنذ أن بعث الرسول العربي محمد نبيا،يبشر بالإسلام دينا للبشرية،يوم حمل هذه الرسالة،وكون الجيل العربي المسلم،للقيام بنشر هذه الرسالة الإسلامية،بدأ هذه المهمة من اعتزازه بنسبة،واحتساب نفسه على قريش، إنطلاقا ً من الحقيقة التاريخيّة الثقافيّة،ومن المكانة والمكان،الذي تمثله قريش من أنها عربية الثقافة والتاريخ والأرض. منذ ذاك التاريخ تلاقت العروبة مع الإسلام.رسالة،وتحوّل التلاقي،إلى علاقات وروابط عضوية مصيرية،لاتقبل الانفصال ،فهل التجربة التاريخية لهذه العلاقة تقبل العودة إلى المحاولات المبكرة التي عملت على الفصل بين العروبة والإسلام،ًانبثقت من جديد من مدارس فكرية تترصد،هذا التلازم والتجاذب بين العروبة والإسلام،آخرها ماجاء في القرآن الكريم عن عروبته،” كتاب فصّلت آياته قرءاناً عربياً لقوم يعلمون-سورة فصِلت”.
كان الإسلام ومازال سنداً للعروبة في معركتها الحضارية،وتجديداً في جهادها ونضالها،حتى تظل وفية وقادرة،
على بلوغ هذه الرسالة غاياتها،التي جاءت من أجلها،وبالإسلام نهضت العروبة إلى مستوى إنسانيتها،لأنّ الإسلام دين إنساني. وفي هذه الحالة العربية الإسلامية،تصبح الرسالة الخالدة،مدخلاً للإمة العربية أن تنهض بعروبتها إلى مستوى هذه الرسالة،وهذا النهوض يحمل العروبة إلى مستوى الإنسانية.
فهل للأمة العربية أن تتراجع خطوات إلى الوراء،وتحد في بنيتها النضالية الجهادية،من يريد أن يُغَيِب العروبة عن حاضنتها بلاد الشام،ويقفز من فوق تاريخها وثقافتها وأرضها،بحجة أنها إسلامية فقط منزوعة من هويتها العربية،وكأن الإسلام لم يولد في أرض عربية،ولم يكن نبيه عربياً، وكأن قرآن الله لم ينطق بلسان عربي.
 ان الدعوة لفصل الإسلام عن العروبة،دعوة شعوبية جهّزها أصحابها لانتزاع الدور القيادي الجهادي الرسالي من الأمة العربية،التي هي أمة محمد(ص) أمة الإسلام،وكأنهم بهذه الدعوة،يريدون الغلبة،على كثرة من المفكرين العرب الذين ناصروا العروبة،على ضوء شرعية العلاقة التاريخية الثقافية العضوية الرسالية بين العروبة والإسلام،من أمثال الثعالبي ومالك بن نبي،وأحمد أمين،والداعية محمد عمارة،وميشيل عفلق، …ألخ
وعن سؤال عن هوية الجامع الأموي،الذي مثل شامة حسن على جبهة دمشق ،هل هو عربي أم إسلامي؟
إنّه،ولاشك بذلك، عربي إسلامي،وإسلامي عربي،إنه الحامل التاريخي للعلامة والهوية العربية الإسلامية، وشاهد التاريخ العربي الإسلامي والعالمي إنه عربي إسلامي.
هذه الرسالة أوجهها شخصياً لكل من آمن بالصلة التاريخية الثقافية الحضارية العضوية بين العروبة والإسلام.وأوجهها شخصياً أيضاً لمن سميته قائد الفتح العربي،في يوم الثامن من كانون الأول سنة 2024 المجاهد المناضل الشاب أحمد الشرع.
الهاتف:0966872314
 الارضي6117971
 
د عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب