مقالات

*انتفاضة ديسمبر الثورية : شوكة في خاصرة الطغاة ومشروع وطني لا يموت بقلم محمد ضياء الدين*

بقلم محمد ضياء الدين

*انتفاضة ديسمبر الثورية : شوكة في خاصرة الطغاة ومشروع وطني لا يموت*
*محمد ضياء الدين* الهدف السودانية
🔸 في مثل هذا اليوم ، تطل علينا ذكرى انطلاق انتفاضة ديسمبر الثورية المجيدة، ذلك الحدث التاريخي الذي جسد إرادة الشعب السوداني في مواجهة الطغيان والاستبداد، معبرة عن لحظة فارقة في تأريخ حركة النضال الوطني في بلادنا، حيث أعلن الشعب السوداني رفضه الصارخ لسلطة القهر والتسلط، مقدما نموذجا ملهما للشجاعة والالتزام بقيم الحرية والعدالة.
🔸 منذ لحظات ميلادها الأولى، كشفت الثورة عن مشروع وطني متكامل لإعادة تشكيل مستقبل البلاد، رغم محاولات القمع العنيفة والعراقيل التي واجهتها، ظل مشروع الثورة نابضا بالحياة، مؤكدا أن إرادة الشعب لا تُقهر، وأن الردة مستحيلة.
🔸 لعله من المفيد أن نؤكد أن الانتفاضة الثورية شهدت حالات مد وجزر، تقدم وتراجع، لكنها أثبتت مرونة وحذراً في مواجهة التحديات، مثلها مثل الانتفاضات الثورية الكبرى، دون أن تفقد أهدافها السامية أو بوصلتها الثورية.
🔸 اليوم، ونحن نعيش تداعيات ح-رب مأساوية، يتجلى بوضوح لا لبس فيه، أن هذه الح-رب ما هي إلا امتداد لصراع طويل مع نظام المتأسلمين البائد.
رأى الفلول في انتفاضة ديسمبر الثورية تهديدا وجودياً لمصالحهم الضيقة. كما اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن عدائهم الحقيقي لم يكن أبداً موجهاً لقوات الدع-م الس-ريع فحسب، بل موجها بالأساس للثورة وأحلام الشعب السوداني بوطن جديد خالٍ من الفساد والاستبداد، لذلك فإن الح-رب بالنسبة لهم هي آخر الوسائل المتاحة والفرصة الأخيرة لإجهاض الثورة، وإرهاب الثوار، وإعادة البلاد إلى عهود الظلام، تماماً كما أرادوا من انقلابهم الفاشل في 25 أكتوبر 2021. لكن كما فشلوا في السابق، فإنهم على موعد آخر مع الفشل الذريع هذه المرة .
🔸 التاريخ يعلمنا أن الثورات لا تموت، حيث أن الثابت أنها تزداد قوة وزخماً مع كل تحدٍ.
ستظل إنتفاضة ديسمبر الثورية شوكة في خاصرة الطغاة، رمزاً للصمود والثبات، ومصدر إلهام للأجيال القادمة. ومع نهاية هذه الح-رب الظالمة، سيكون على الشعب السوداني وقواه الحية استعادة روح الوحدة والتكاتف، تلك الروح التي كانت الأساس الصلب لانطلاق الثورة ونجاحها.
🔸 من نافلة القول، حريُّ بنا أن نؤكد، أنه ومهما بلغت قسوة الح-رب، فإنها لن تكون سوى فصل جديد في الصراع بين إرادة شعب ينشد الحرية والعدالة، ونظام بائد يحاول استعادة هيمنته بالقوة، وكما أذلت إرادة الشعب الطغاة في الماضي، فإنها قادرة اليوم على رسم مستقبل مشرق لوطن يستحق الأفضل.
🔸 فلتتوحد قوى الثورة جميعا من أجل قيام جبهة شعبية واسعة تسعى إلى إنهاء الح-رب ومعالجة تداعياتها ، وإحياء زخم الثورة، وتحقيق سلطة مدنية ديمقراطية.
تلك السلطة التي تعبر عن تطلعات الشعب السوداني وأهدافه كما جسدتها انتفاضة ديسمبر المجيدة.
*الثورة لن تموت، الثورة مشروع وطني حي ينبض بإرادة شعب يستحق الحياة.*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب