ثقافة وفنون

رابيات الوعد شعر مصطفى معروفي

رابيات الوعد
شعر مصطفى معروفي
ــــــــ 
عــلى رابــيات الــوعد تشمخُ خيبتي
إذا أبــصرتْ حــظي تــودُّ احــتلالَهُ
جــوادي  يــثير النقع في كبد الوغى
و يــكــتم عــنــي أن ألاحــظَ حــالَهُ
حــسبت  إيــابي من عواصف رحلةٍ
لــه هامش في الطين يطوي احتمالَهُ
أنــا خــفقة لا تــعرف الــطير كنهها
و  لــم يُــلْقِ عنها الطين يوما سؤالَهُ
تــحنُّ نــياقي تــحت غــائلة الــنوى
و  يــحرمها سَــمْتُ الــطريق ظلالَه
أجــازف  بــالأشجان تنهش أضلعي
كــأن دمــي شــاء اللهيــبُ اغــتيالَهُ
ألا  لــيت شعري ما تكون هواجسي
لــقد أضــمرتْ للسهْد ضدي افتعالَهُ
ســأفــتح  لــلــغيم الــجميل نــوافذي
و أســكب فــي غــي الــنهار ضلالَهُ
عــساه  إذا مــا طــاف حول روضة
يــظن بــأن الــعشب يــهوى غــزالَهُ
إلــى  أن يــفيض العشق طيَّ شغافه
و يــغرس فــي الــحلم السعيد خيالَهُ
و يــتــخــذ الآلام أحــــلــى رفــيــقة
و مــن صــبرِ أيــوب الــمتينِ مثالَهُ
ســئمت مــن الأشــجار حين يطالها
ســحاب ســخيفٌ لــيس تأبى انهِمالَهُ
يــســوم نــواحيها جــنونا و تــنتشي
كــجرح رأى الــعدوى تقوِّي اندمالَهُ
فــلست أداري الــصخر مات كلامه
و لــــســت بــنــاسٍ لــلَّــئيمِ مــقــالَهُ
لتحْيَ حروف الورد في وجه صفحةٍ
تــــؤثــث فــيــه لــلــوجود جــمــالَهُ
و تــذبحُ فــي أحــشائه الــقبحَ عندما
تــرى الــقبْحَ يُــذْكي للوجودِ اختلالَهُ
ــــــــ
مسك الختام:
وحدك كنت قريبا من
دردشة الإعصار الحجريِّ
تخثَّر في كفك مزلاج الباب
رأيت الغرفة تلقي في الدولاب شواطئَ
من قمصان بداهتها
ثم التحفتْ سنبلةً آبدةً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب