منوعات

رحيل السيناريست المصري بشير الديك عن عمر يناهز الـ80 عاما

رحيل السيناريست المصري بشير الديك عن عمر يناهز الـ80 عاما

فايزة هنداوي

القاهرة –

رحل عن عالمنا صباح الثلاثاء السيناريست والمخرج المصري الكبير بشير الديك، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا أثرى السينما المصرية والعربية، وأصبح جزءًا أصيلًا من وجدان المشاهد. يُعد بشير الديك أحد أبرز أعمدة الكتابة السينمائية الواقعية، حيث قدّم أعمالًا تناولت هموم الإنسان البسيط وقضايا المجتمع المصري بأسلوب إنساني عميق وبلمسة إبداعية لا تُنسى.

في مسيرته الطويلة، تعاون الديك مع كبار مخرجي السينما المصرية، على رأسهم المخرج الراحل عاطف الطيب، وقدم معه أفلامًا أيقونية مثل “سواق الأتوبيس” الذي اعتُبر صرخة مدوية ضد الظلم الاجتماعي والاقتصادي، و”ضد الحكومة” الذي واجه الفساد بشجاعة. كما تعاون مع المخرج محمد خان في أفلام مميزة مثل “الحريف” و”موعد على العشاء”، حيث أبدع في رسم شخصيات معقدة وصادقة، ناقلًا تفاصيل الحياة اليومية بحرفية وبصيرة نافذة.

ولم يقتصر إبداع بشير الديك على كتابة السيناريو فقط، بل امتد إلى الإخراج أيضًا، حيث أخرج فيلم “الطوفان”. كذلك، ساهم بفيلم “النمر الأسود” مع المخرج عاطف سالم، وهو العمل الذي جسّد رحلة كفاح شاب مصري في الغربة، ليصبح قصة نجاح استثنائية.

 

قبل رحيله بفترة، مرّ بشير الديك بأزمة صحية حرجة، حيث دخل العناية المركزة. وفي أحد تصريحاته الأخيرة بعد تعافيه النسبي، قال: “مش عارف إيه اللي حصلي، ناسي كل حاجة، أنا تعبت ولما فوقت لقيت نفسي في المستشفى، مش حاسس بحاجة ولا فاكر اللي حصل، لكن الحمد لله دلوقتي حالتي أفضل واتحسنت كتير.. شكرًا لكل من سأل عني”.

برحيله، فقدت السينما المصرية والعربية كاتبًا مبدعًا ومخرجًا موهوبًا، استطاع أن يحوّل قضايا المجتمع إلى قصص حية ومؤثرة، تتحدث بلسان الناس وتعكس واقعهم. لقد كان بشير الديك صوتًا صادقًا ومعبرًا عن هموم المواطن البسيط، وستظل أعماله السينمائية شاهدًا على موهبته وعمق رؤيته الفنية. وداعًا بشير الديك، سيبقى اسمك خالدًا في سجل الإبداع السينمائي.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب