بدعم أوروبي.. جامعات إسرائيل متورطة بصناعة الموت
بدعم أوروبي.. جامعات إسرائيل متورطة بصناعة الموت
أنقرة: تواجه الجامعات الإسرائيلية اتهامات متزايدة بالتواطؤ في دعم الصناعات العسكرية الإسرائيلية والحروب التي تخوضها تل أبيب في المنطقة، مستفيدة من تمويل أوروبي كبير عبر برامج بحثية.
وقال إيفار إيكلاند، المحاضر بجامعة باريس دوفين الفرنسية، إن هناك “علاقة وثيقة بين الجامعات والجيش في إسرائيل، والصناعات العسكرية الإسرائيلية تستفيد من الدعم الدولي الذي تتلقاه الجامعات”.
هناك علاقة وثيقة بين الجامعات والجيش في إسرائيل، والصناعات العسكرية الإسرائيلية تستفيد من الدعم الدولي الذي تتلقاه الجامعات
وذكر أن “الاتحاد الأوروبي هو المؤسسة الثانية التي تقدم أكبر قدر من التمويل للجامعات الإسرائيلية، بعد الحكومة”.
وأضاف إيكلاند: “هذا الدعم الكبير غير مسبوق في المنطقة وحتى في العالم”، مبينا أن الصناعة العسكرية بإسرائيل تأسست تحت مظلة أقسام البحث في الجامعات.
ولفت إلى أن الأبحاث في الجامعات الإسرائيلية تشمل “تطوير تقنيات متقدمة مثل المسيرات والصواريخ، وتُنفذ برامج بحث وتطوير طويلة المدى”.
وأردف: “أنشأت جميع الجامعات الحكومية السبع الكبرى في إسرائيل شركات تجارية تشكل شراكات طويلة الأمد مع الصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية والأجنبية”.
وأضاف: “من الواضح جدا أن صناديق أبحاث الاتحاد الأوروبي تدعم في نهاية المطاف الصناعة العسكرية الإسرائيلية”.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل “دولة شريكة” في برنامج الاتحاد الأوروبي البحثي منذ عام 1996.
وحصلت إسرائيل على منحة بقيمة 1.28 مليار يورو في الفترة من 2014 إلى 2020 ضمن برنامج “هورايزون 2020″، وأكثر من 747 مليون يورو في إطار برنامج “هورايزون يوروب” الذي بدأ عام 2021.
وبرنامج “هورايزون 2020” هو برنامج تمويل الأبحاث والابتكار التابع للاتحاد الأوروبي بميزانية تقارب 80 مليار يورو للفترة من 2014 إلى 2020.
وأما “هورايزون يوروب” فهو البرنامج الرئيسي للاتحاد الأوروبي لتمويل الأبحاث والابتكار للفترة من 2021 إلى 2027 بميزانية تقارب 93.5 مليار يورو.
دعم أوروبي
وفي سؤالها المكتوب إلى مفوضية الاتحاد في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أشارت العضوة السابقة بالبرلمان الأوروبي إيدويا فيلانويفا رويز، إلى أنه تم تقديم 1.28 مليار يورو للشركات والجامعات الإسرائيلية في نطاق مشروع “هورايزون 2020”.
ولفتت رويز إلى أن الأنشطة التي تنفذها “جامعة تل أبيب” والجامعة العبرية في القدس ومعهد إسرائيل للتكنولوجيا، والتي تعد من بين المستفيدين من صناديق التمويل الأوروبية، “تمول مؤسسات تسهم في استراتيجية الحرب الإسرائيلية”.
الأنشطة التي تنفذها “جامعة تل أبيب” والجامعة العبرية في القدس ومعهد إسرائيل للتكنولوجيا، والتي تعد من بين المستفيدين من صناديق التمويل الأوروبية، تمول مؤسسات تسهم في استراتيجية الحرب الإسرائيلية
وأوضحت أن شركات الأسلحة الإسرائيلية الرائدة تحصل أيضا على تمويل من الاتحاد الأوروبي.
وقالت رويز: “يقدم الاتحاد الأوروبي دعما للصناعة الحربية في إسرائيل، فهو يمول البحث والتطوير ويشتري الأسلحة التي تطورها بعد اختبارها في فلسطين”.
جامعات إسرائيلية تقمع الفلسطينيين
وفي كتابها “أبراج العاج والفولاذ”، وصفت الأكاديمية الإسرائيلية مايا ويند، جامعتها بأنها “العمود الفقري لنظام القمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين”.
وأكدت ويند في كتابها أن “الجامعات ومختبرات الأبحاث تخدم الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري”.
ولفتت إلى انتهاك الجامعات الإسرائيلية حقوق الفلسطينيين التعليمية، حيث تمنع عنهم الدراسات الأكاديمية الممولة نقديا، وتقمع المعارضة الطلابية “قمعا شديدا”.
دعوات لمقاطعة إسرائيل
أكثر من ألفي أكاديمي أوروبي و45 مؤسسة أعربوا في يوليو/ تموز الماضي عن قلقهم من أن الأنشطة ذات الأهداف العسكرية التي تنفذها المؤسسات الإسرائيلية المستفيدة من تمويل البرامج الأوروبية تسهم في الهجمات المستمرة على قطاع غزة.
ودعا الأكاديميون في رسالة إلى الاتحاد الأوروبي إلى “تعليق التمويل المقدم إلى المؤسسات الإسرائيلية”.
وأوضحوا أن تمويل برنامج “هورايزون يوروب” يلعب “دورا حاسما” بتطوير التكنولوجيا العسكرية لإسرائيل “ويدعم صناعتها الدفاعية بشكل غير مباشر”.
وجاء في الرسالة: “هذا التمويل يسهم بشكل مباشر في تعزيز القدرات العسكرية لإسرائيل”.
كما أكدوا على “ضرورة استبعاد المؤسسات الإسرائيلية من برامج الأبحاث التابعة للاتحاد الأوروبي بسبب الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل” في غزة.
(الأناضول)