أطباء غزةَ
بقلم الشاعر أحمد بشير العيلة
أطباءَ غزةَ، يا سادتي العظماء
أيا أيها الأولياء الذين يضيئون وسْط الشقاء
وينتزعون من الحرب سرَّ البقاء
سلامٌ عليكم إذا ما ارتقيتم نسوراً تقاتل هذا الفناء
سلامٌ عليكم إذا ما انتشلتم عذاباتنا من مخالب هذا الهلاك العظيم
سلامٌ عليكم وأنتم تضمون أرواحنا كي يسير النخيل إلى تربة لا تموت
لقد هزمتنا المواجع يا سادتي العظماء
ولا أحدٌ يستطيع التحاور معها سواكم
فأنتم لهذا العذاب رجاء.
.
أطباءَ غزةَ، يا سادتي العظماء
هنا في القطاع نموت جميعاً
نعيش ظلام القبور جميعاً
وتحت الركام نذوب جميعاً
فتأتون ضوءً إلينا
إذا لامس الجرحَ صار فضاء
وإن عانق القلبَ صار سماء.
.
أطباء غزةَ
يا أنبياء الشفاء المقدس
صُلبتم وأنتم تقودون أنبل معركة في الحياة
فكانت معاطفكم فجرنا حين يشتد فينا الظلام
بَعثتمْ إلى الله منكم أفاضل مَن في مشافي القطاع
إذا اشتد نزفٌ
تضج السماء بآلامنا
وإن غار جرحٌ يعود الطبيبُ الشهيد إليه سريعاً
وقد طهّر الآن كفيه في جنةٍ لا نراها
وإِذْ تَسْتَغِيثُ الحياة
وقد دمّر المارقون المشافيَ
يمددكم اللهُ ألفاً
ملائكةً بارعين بإعمارها
فتنزل في الفجر معكم
وتبني المشافي بأجنحة من ضياء.
.
أطباءَ غزةَ، يا سادتي العظماء
أراكم كثيراً
تضحون عشقاً بأرواحكم كي يقول شهيدٌ “وداعاً” لأصحابه العاجزين
تطيلون أنفاسه كي يُسمي أحبته واحداً واحداً
ويذكر اسم فلسطين مكتملاً للنهاية
تطيلون أنفاسه كي يحاول أن يتلوَ الآية المشتهاة إليه قبيل الشهادة.
.
أطباء غزة
إذا قام فيكم شهيدٌ سموْتم جميعاً إليه
وإن قدّ منكم أسيرٌ لكنتم جميعاً سماه
وإن صار فيكم جريجٌ لكنتم جميعاً دواه.
.
أطباء غزة
بأجسادكم تقفون أمام الردى
فنعلو ويعلو المدى
بإصراركم تحرجون البلاغة وهي تحاول تضميد بعض القصائد فينا
حملتم جبالاً من الألم المتكدس في الطرقات
تدوس الجنازير أرواحكم
ولكنكم تصمدون أمام الهلاك فرادى
ملاحمكم سدرة الابتداء
معاطفكم فوقكم سُتْرات السماء إذا ازدحمت بالدعاء
أياديكمُ بلسم الأنبياء.
.
أطباءُ غزة
أساطيرُها الخالدات
وأنهرُها الجاريات
ونخلاتُها الباسقات
سلامٌ عليكم وأنتم
تعيدون للموت سرَّ الحياة.
.
أحمد بشير العيلة
2 يناير 2025
بقلم الشاعر أحمد بشير العيلة
أطباءَ غزةَ، يا سادتي العظماء
أيا أيها الأولياء الذين يضيئون وسْط الشقاء
وينتزعون من الحرب سرَّ البقاء
سلامٌ عليكم إذا ما ارتقيتم نسوراً تقاتل هذا الفناء
سلامٌ عليكم إذا ما انتشلتم عذاباتنا من مخالب هذا الهلاك العظيم
سلامٌ عليكم وأنتم تضمون أرواحنا كي يسير النخيل إلى تربة لا تموت
لقد هزمتنا المواجع يا سادتي العظماء
ولا أحدٌ يستطيع التحاور معها سواكم
فأنتم لهذا العذاب رجاء.
.
أطباءَ غزةَ، يا سادتي العظماء
هنا في القطاع نموت جميعاً
نعيش ظلام القبور جميعاً
وتحت الركام نذوب جميعاً
فتأتون ضوءً إلينا
إذا لامس الجرحَ صار فضاء
وإن عانق القلبَ صار سماء.
.
أطباء غزةَ
يا أنبياء الشفاء المقدس
صُلبتم وأنتم تقودون أنبل معركة في الحياة
فكانت معاطفكم فجرنا حين يشتد فينا الظلام
بَعثتمْ إلى الله منكم أفاضل مَن في مشافي القطاع
إذا اشتد نزفٌ
تضج السماء بآلامنا
وإن غار جرحٌ يعود الطبيبُ الشهيد إليه سريعاً
وقد طهّر الآن كفيه في جنةٍ لا نراها
وإِذْ تَسْتَغِيثُ الحياة
وقد دمّر المارقون المشافيَ
يمددكم اللهُ ألفاً
ملائكةً بارعين بإعمارها
فتنزل في الفجر معكم
وتبني المشافي بأجنحة من ضياء.
.
أطباءَ غزةَ، يا سادتي العظماء
أراكم كثيراً
تضحون عشقاً بأرواحكم كي يقول شهيدٌ “وداعاً” لأصحابه العاجزين
تطيلون أنفاسه كي يُسمي أحبته واحداً واحداً
ويذكر اسم فلسطين مكتملاً للنهاية
تطيلون أنفاسه كي يحاول أن يتلوَ الآية المشتهاة إليه قبيل الشهادة.
.
أطباء غزة
إذا قام فيكم شهيدٌ سموْتم جميعاً إليه
وإن قدّ منكم أسيرٌ لكنتم جميعاً سماه
وإن صار فيكم جريجٌ لكنتم جميعاً دواه.
.
أطباء غزة
بأجسادكم تقفون أمام الردى
فنعلو ويعلو المدى
بإصراركم تحرجون البلاغة وهي تحاول تضميد بعض القصائد فينا
حملتم جبالاً من الألم المتكدس في الطرقات
تدوس الجنازير أرواحكم
ولكنكم تصمدون أمام الهلاك فرادى
ملاحمكم سدرة الابتداء
معاطفكم فوقكم سُتْرات السماء إذا ازدحمت بالدعاء
أياديكمُ بلسم الأنبياء.
.
أطباءُ غزة
أساطيرُها الخالدات
وأنهرُها الجاريات
ونخلاتُها الباسقات
سلامٌ عليكم وأنتم
تعيدون للموت سرَّ الحياة.
.
أحمد بشير العيلة
2 يناير 2025
Post Views: 17