مقالات
العروبة تجمعنا على ضوء العلاقة بين العرب والإسلام * بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-سوريا -

العروبة تجمعنا
على ضوء العلاقة بين العرب والإسلام *
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-سوريا –
البحث في الدور الاجتماعي والثقافي للعروبة،في البناء الاجتماعي العربي،بمستوياته الجهوية والوطنيّة والعربية، وهذا البحث،يبدأ بوضع تعريف للعروبة،كما وردفي المعجم الوجيز:(عرُبَ)-عُرُوباً،وعُرُوبَةً.وعُرُوبِيَة:فَصُحَ.
(أَعْرَبَ) الكلام بيَيَنهُ.و-طَبّقَ عليه قواعد النّحو-القاهرة-1992-
ص411″،وعلى ضوء هذا التعريف،نزعم بأننا بدأنا الدخول في المنهج-التفسير الثقافي،لمعنى العروبة تجمعنا،وذلك بالاعتماد،على حكاية،والحكاية لها حضورها في التفسير الأنثروبولوجي الثقافي للظواهر البنائية،لأنّ الحكاية الشعبية،مكون مهم من مكونات الفلكلور،التراث،واعتمدتها الدراسات الأدبية والأنثروبولوجية في العديدو ًالكثير من الموضوعات والدراسات الجادة.
حكى لي والدي أن وفدا يتكون من رجال الدين،من الأقطار العربية،قاموا بزيارة إلى الهند بدعوة من رجال الدين المسلمين الهنود،بداية العقد التاسع من الألفية الثانية،على ما أذكر، وكان من بينهم الشيخ أحمد مراد،من سكان طلعت الفراية،وروى له هذا الشيخ أن كثرة من الهنود المسلمين،كانوا يركضون على المشايخ العرب ويتمسحون بلباسهم،ويتبركون بهم،وتفسير الشيخ أحمد لهذه الظاهرة،لأنهم عرب، يمتون للرسول العربي
بقربى،وهم من أوصل لهم الإسلام للهند.
ماذا تدل هذه الحكاية:
-تدل على الارتباط الوثيق بين العروبة والإسلام
-تشير إلى دور العرب في نشر الإسلام في المخيال الشعبي،إضافة للتاريخ.
-توضح طابع النسب القرابي والانتماء المشترك بين الرسول العربي محمد(ص) والعرب العروبة.
-تبين هيبة العرب في الذهنية المجتمعية للشعوب المسلمة
ومن هذه الدلالات والإشارات نصل الى حقيقة ثقافية تاريخيّة وهي أواصر القربى المشتركة، بين الشعب العربي وهويته العربية،والتي تقول في نهاية الأمر،إن العروبة تشكل الملتقى بين الشعب العربي وعروبته،وهي التي تجمع العرب،تحت راية واحدة.
وقد قال التاريخ في صفحاته،وهو يتناول بالدرس والتحليل،دور العرب في نقل الإسلام إلى شعوب العالم،ويرى الدرس والتحليل المسجل في صفحات التاريخ،أن الفتوحات العربية،ماكان لها أن تتم،وتؤسس لها أمارات وحضارات عربية مثل الأندلس،لو أن الإسلام لو لم يكن رسالة دينية وثقافة وحضارية،ولم يكن في الوقت نفسه،مهمة ودوراً حضاريا ارتبط بهم من فجر الإسلام ،ومن حارات وضواحي ومساجد مكة والمدينة المنورة.
وبهذه العجالة التي قالتها،هذه المداخلة،عن العلاقة بين العروبة والإسلام،التي قالته الحكاية،عن تبارك المسلم الهندي بلباس رجال الدين العرب،التي لم يحظى بها من رجال الدين من غير العرب،في هذا الوفد الذي زار الهند.
فالعروبة تجمعنا نحن العرب،وتؤهلنا للقيام بالدور الحضاري،الذي شكل قدر هذه الأمة العربية من ظهور الإسلام،وحتى ظفر الأمة العربية برسالتها الخالدة،وبدورهاالحضاري.*
*تستحق هذه الدراسة مني أن استجمع ماكتب بأقلام عربية لها شأنها وحضورها،عن العلاقة بين العروبة والإسلام من الداعية الإسلامي محمد عمارة،إلى عصمت سيف الدولة،وإلى ماكتب بأقلام جزائرية ، مثل مدرسة ابن باديس الفكرية،ومالك بن نبي و أقلام تونسية وعراقية واردنية. و……..إلح لكن العمر حكمني أن اكتفي بهذا القدر.
* لاتحضرني في لحظة كتابة هذه المداخلة،كل ماكتبته عن العلاقة بين العروبة والإسلام،بدءا من مقالي ؛العروبة الجديدة-تحليل في المضامين،وكتاب عن ؛العروبة والإسلام في فكر ميشل عفلق-دار قدمس -سوريا لبنان-ط1-2011.
د-عزالدين حسن الدياب. ء