مقالات
أحاديث في العقوبات الأورو أمريكية على سوريا بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -دمشق سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -دمشق سوريا -
أحاديث في العقوبات الأورو أمريكية على سوريا
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -دمشق سوريا –
إذا أردت الحديث عن العقوبات الأورو أمريكة على سوريا،فعليك أن لا تراها بعين سورية فقط،وإنما عليك أن تنظر إليها بعين تريك هذّه العقوبات على مستوى الوطن العربي،وهذه الرؤية لابد أن تدلك مباشرة على الصراع العربي الصهيوني،لأنّ العقوبات استحدثت،أيام حمل التيار القومي العربي القوى التي أخذت على عاتقها تحرير فلسطين،من جمال عبد الناصر ،مروراً بسوريا العهد الوطني،ورفض الحلف الأورو -أمريكي تسليحها،فاتجهت إلى السوفييت، والعراق في عهد صدام حسين .ومن ثم ليبيا في زمن القذافي.
وأصبحت هذه العقوبات سنة وإجراء،كلما استجد جديد في موقف الدول العربية من الكيان الصهيوني تشهر هذه العقوبات ،وتمارس بكل أبعادها العسكرية والاقتصادية والسياسية.وأخذت هذه العقوبات شأنها،أثناء توغل إيران في سوريا،ليكون بوابتها لحضورها السياسي في مشروع الإمبراطورية الفارسية وواجهته حزب الله في لبنان.لكن لنلاحظ مهما كان موقف التيار القومي العربي الوحدوي من الموقف الإيراني الإشكالي في القضية الفلسطينية،وتشكيكه بهذا الموقف،واحتسابه،لصالح المشروع الإيراني الصفوي،فإن العلاقة الإيرانية السورية،وتوابعها غداة الانتفاضة الشعبية السورية،بداية من عام 2011،استدعت عقوبات أوروبية أمريكية
مخاتلة فيها ما يجعلك تطرح السؤال تلو السؤال،ترى لماذا أخذت العقوبات هذه الوجهة،علما أنها أخذت صيغة العدوان الأطلسي في العراق،وفي ليبيا أيضا،أسفرت عن تدمير هذا القطر العربي وذاك،بينما في سوريا،قفزت العقوبات من فوق الوجود الإيراني في سوريا،ومسألة تسليح حزب الله،لتغمض قوى العقوبات عينها عن استعمال الأسد للغارات القاتلة في جوبر وغيرها،وتترك أوباما أيضا ليغمض عينه عن استعمال الأسد للغازات،حتى جاءهم قيصر بِصِوره لتستر الصهيونية عورتها بعقوبات قيصر ،وهي مدركة هدفها وغايتها بوضوح لالبس فيه،أن هذه العقوبات لن تطول النظام،وإنما هو فرصة لإغراق الشعب السوري بفساد غير مسبوق،يطبع الشخصية العربية السورية بأمراض خلقية وسلوكية ووجدانية ففساد القضاء،وفي بلد يُفسد فيه القضاء،تذهب شخصيته الاجتماعية إلى المجهول .
وعن سؤال من طالت هذه العقوبات الصهيونية،والمدروسة نتائجها بذكاء عالي المسؤولية؟
من يدلني على أي مسؤول طالته هذه العقوبات،منّ الأسد إلى رؤساء الأجهزة الأمنية،والوزراء واعضاء قيادته الحزبية،الغارقة في الفساد إلى أعلى رأسها ألى بواب القصر،وتجار الرشوة والإتاوة التي كانوا يدفعونهاً من لقمة عيش الشغب،بغلاء المواد الغذائية وملحقاتها وتوابعها،من يدلني على واحد من كل هولاءيدرس أولاده في المدارس الحكومية،ومن يدلني على هولاء،ومن في حكمهم من الحرامية لاتوجد عنده كهرباء ،فخط الكهرباء الذهبي لهم وللفرقة الرابعة،وبقية الثرثرة من أصحاب النعم الحديثة.
إذا؛ عقوبات قيصر درست ونفذت لتجرد الشخصية العربية السورية من كل مقومات الفداء والتضحية والرجولة والكرامة،وتصبح هذه الشخصية سياحة نياحة تقول:هلا بالنتنياهو،.
وإلا لماذا لم تضع كل هذه العقوبات النظرةً إلى المجتمع السوري بدولته ومؤسساته،وجامعاته ومدارسه،ومنظماته المدنية .وحتى هذه اللحظة لو أنّ هذه العقوبات إخذت بعيدا عن الهوى
الصهيوني ،وادراكهم إنّ الشخصية الاجتماعية السورية مسكونة بالقضية الفلسطينية بوصفها قضيتهم الرئيسة،لأنها من قبل ومن بعد حجر الأساس في معركة المصير العربي . لكانوا غداة التغيير والفاتح من يوم الثامن من كانون الأول تعاملوا في عقوباتهم مع الدولة السورية الجديدة ومؤسساتها وما هوالمطلوب منها،لتبدأ في تحرير سوريا مما تركه حكم آل الأسد من خراب ودمار وهجرة وفساد وتبعيه،
لكن يبدو أن الصهيونية العالمية تريد من الشخصية الاجتماعية العربية السورية اكثر مما أوقعها به الحكم الذي صاغوا مهامه منذ عام 1970.؟حتى تبلغ ثأرها،والشخصيةالصهيونية شخصية ثأرية بحقد وبشاعة عنصرية.
وخاتمة الحديث الإطالة في عدم رفع العقوبات عن سوريا العروبة،له في جوانية يعقوب(جاكوب ) الكثير وماله حدود.قال لي صديقي سيقولون عما كتبته في هذا الحديث إنشاء فأجبته من لا يرى العقوبات بهذا البعد القومي،وبمستوياته الوطنية، فلن يرى مضارها بوصفها السلاح الأمضى في معركة تحرير فلسطين.وما أطلبه من طلابي ومعارفي وأصدقائي محاكاة هذا الحديث بمسؤولية عربية.
د-عزالدين حسن الدياب.