مقالات
سوريا والوعد المستحق ببلوغ الشرعية الشعبية بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -سوريا –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -سوريا -
سوريا والوعد المستحق ببلوغ الشرعية الشعبية
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -سوريا –
آن لسوريا العربية ثقافة وتاريخاً وأرضاً وبشراً أن تنعم بالهدوء واليسر في العيش،وبأمن وسلم اجتماعي،ترى فيه وحدتها الوطنية،وحياة سياسية تتوفر فيها التنوع الفكري والعقائدي،والتمثيل الذي يعكس اتجاهات مكونات المجتمع السوري،بعيدا عن التدخل الأمني والعصبوي،الذي يفسد العملية السياسية،ويذهب بها بعيداً عن مصالح الناس،ووازعهم الوطني،فقد ملّ الشعب السوري خلال نصف قرن من ألفاظ ومفاهيم التي تمجد وتقدس الحاكم الفرد،الذّي بهذه المفاهيم،يلغي دور الشعب،ويؤسس لحكم الشطار والزعار،ومن في معيتهم من النطاطين ،الذي يجيدون فتح الدكاكين،لباعة الضمير والناموس،هؤلاء يشرعون بتسهيل الفساد،ووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب،وحرمان الكفاءات الوطنية من أن تظفر بمكانها ومكانتها،في سلّم الأولويات والكفاءات التّي تحتاجها الحياة السورية،لبلوغ التقدم،والظفر بتنمية مستدامة،التي تؤهل الشعب السوري لاستعادة دوره في معركة المصير العربي،هذا الدور الذي شكل هاجس الأمة العربية،منذ أن كلفها تاريخها ونضالها القومي،برسالتها الخالدة ودورها الحضاري الإنساني .
سوريا اليوم، وغداة التغيير الذي تم في صباح أيام كانون الأول من العام الماضي،تريد أن ترى نفسها في هذا التغيير،وأن ترى فيه ترجمة لهمومها الوطنية القومية،وتلاق مع ماضيها الذي عرفت فيه تاريخياً،ومنذ أن اعتلى قيادتها شخصيات اختارهم الشعب بإرادته ورؤيته لمستقبله،في أعقاب الاستقلال الذي حظي به الشعب السوري بجهاده ونضاله،فرأى نفسه في اختياراته وتوجهاته،واستبصاره لمستقبل أجياله.
سوريا اليوم،تريد أن تطوي صفحة الاستبداد،وتزوير التاريخ،صفحة الفساد الذي طال كل مناحي الحياة السورية،فما فشلت به الصهيونية العالمية في فتحت هوات في الثقافة السورية،تركن إليها،في ساعات الغفلة من إجل تفكيك بنية البناء الاجتماعي السوري،تحت تعلاّت،وولاءات دون الوطنية نقول :ما فشلت به الصهيونية العالمية،نجحت به هذه الأسرة،بدءاً من ماسمي”التصحيح”الذي كان حصيلة الغدر الذي قامت به الزمرة الشباطية.حتى يوم التغيير.
سوريا بما لاقت من هوان بكل وجوهه ومشاهده وعناوينه تريد اليوم أن يتحول حلمها،إلى حقائق تتعين على الأرض في نظام وطني علاماته ومؤشراته،وحدة وطنية،تغلق الأبواب أمام العدوانية الغربية الأمريكية،التي تشكل ذراع الصهيونية العالمية،حاملة معها،مفهومها التآًمري(الأقليات)مستندة إليه،حتى لايأخذ التغيير وجهته الصحيحة،التي تتجاوب مع هموم المجتمع السوري،بالخروج من النفق المظلم،الذي وضعت فيه ،بقوة الاستبداد ووسائله الوحشية المخالفة لحقائق التاريخ السياسي الاجتماعي السوري،ويبقى منطق
الأقليات يعشعش،في عقول أذرع الصهيونية العالمية،على لسان وزير خارجية فرنسا وألمانيا،ووفود أورو-أمريكية مستنبتة في إوكار الصهيونية العالمية.ومن أولى التعينات وتموضعها في الحياة السورية غداة التغيير
حياة نيابية على غرار ماكانت تعرفه في الخمسينات من تاريخها في الألفية الثانية،ورئيس تأتي به انتخابات مباشرة،بعيدا عن التضليل الذي كان سائدا في العهد الأسدي الذي سقط.وجيش وطني ترى فيه سوريا أمنها وسلامتها الوطنية،ودستور يستحضر دستور 1950،ليكون قاعدة وعتبة لدستور جديد،لايخرج عن
مسلمات ذلك الدستور،الذي جلب السلامه الوطنية،وحرية تأسيس الأحزاب،بما بينها من مشتركات يرى فيه التنوع الفكري والعقائدي نفسه،بوضوح لا لبس فيه.يراعي حقائق التاريخ والثقافة والإنسان المحسوبة على أمة عربية لاتزال تعيش معركة مصيرها العربي.وثمة ملحقات لهذه التعينات والتموضعات،تطرحها الحياة السورية في اختياراته وتجاربها التي تعيشها،على ضوء معطيات العصر ومستجداته .
وعلى هذا الأساس،فقد بات على أحمد الشرع بعد أن بات رئيساً لسوريا بحكم التعيين الذي فرضته وسوغته قوى التغيير إن يخاطب الشعب السوري ببيان يقدم فيه برنامجه الرئاسي، وشرعيات تعيينه في هذا المنصب،ومسوغاته الوطنية،المقرون بشرعيات التغيير،تمهيداً للانتقال من الشرعية”الثورية”إلى
الشرعية الشعبية،التي يريد الشعب السوري أن يحياها ويتناولها في حياته اليومية بدءاً من يوم حظي الشرع بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية،والشعب السوري على موعد أن يعيش حياته الديمقراطية بأقرب الأوقات.ويبقى على الرئيس الشرع،إن لايعاند التاريخ،كما عانده بشار الأسد،،فالتاريخ لايعاند إبداً،ولنا في تاريخنا السوري والعربي،الدروس المستفادة،فهل نتعلم منها؟
د-عزالدين حسن الدياب ء