غزة وطن الشعب الفلسطيني والوطن لا يباع ولا يشترى بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
![](https://sawtoroba.com/wp-content/uploads/2024/12/MARWAN-SULTAN-1.jpg)
غزة وطن الشعب الفلسطيني والوطن لا يباع ولا يشترى انما يفتدى واهل غزة اهل الفداء ، غزة ليست مزرعة للديك الرومي يتم افراغها على مذبح عيد الشكر الامريكي.
بقلم مروان سلطان. فلسطين 🇵🇸
10.2.2025
——————————————-
منذ فجر التاريخ غزة كانت وطن الفلسطينيين وارضها نبع المحبة والحنان لتاريخ عريق وحضارة نسجت خيوطها شمسها وبحرها لترسم ذلك الوجه الجميل للحضارة الكنعانية على ارض فلسطين. غزة ليست مزرعة للديك الرومي ، تباع وتشترى بصفقات تجارية، غزة وطن لشعب. والاوطان ليست كلمات او ارقام بلا معنى ، انها قصة عشق الانسان لترابه ونشاته وذاكرته. انها العلاقة الابدية بين الانسان والمكان. كيف يفهمها من فقد معناها، لان الاوطان لا توجد مقاييس لتلك العلاقة المحورية ويقيس الامور بصفقة هنا او صفقة هناك، والاوطان لا تباع وانما تفتدى.
في الولايات المتحدة اصحاب العقارات الخاصة لا يرف لهم جفن في اطلاق النار على اي شخص غريب يقتحم ممتلكاتهم وبالقانون، وهذا الامر يعلمه الامريكان، والقانون لا يعاقبهم، مما ساهم في نشر ثقافة منع التعديات على الملكيات الخاصة. وهل لي ان اذكركم ان غزة وطن للغزيين وهي ملكهم وحدهم ، والوطن يا سيادة الرئيس لا يباع ولا يشترى. غزة امال وطموحات وذكريات وعشق الفلسطيني وليست مزرعة ينتج فيها الديك الرومي ، تفرغونها متى شئتم، عندما يحل عيد الشكر ، وتطبخ الديوك في الافران. وليس الشعب الفلسطيني لعبة شطرنج ودمى تحركونها لرغبات النظام العنصري والابرتهايدي لهؤلاء الذين يرغبون ان يصحوا من نومهم ويرون ان البحر قد ابتلع غزة!.
تصريح الرئيس الامريكي ترامب هو تصريح عجيب وغريب ما هي اسبابه وما هي دواعيه تخفى على اهل الارض جميعا. ما رشح من معلومات هو ما يتداوله الرئيس افراغ غزة ونقل سكانها الى اماكن لجوء جديدة لدواعي انسانية. صاحب الاقتراح هم من المؤسسات الامريكية البحثية في حل النزاعات ، من الصعب ان يفهم من في راسه شئ من العقل والفهم ، كيف انهم توصلوا الى مثل هذا الاقتراح المشؤوم لنقل شعب يبلغ تعداده على ما يربو مليوني شخص، من ارضه ووطنه الى مكان جديد، انه شئ جديد في العلوم السياسية والانسانية، مبني على اساس الكراهية والعنصرية . ان هذا الاقتراح يا سيادة الرئيس يوحي وكانه جريمة حرب يتم تنفيذها ، وسوف تتسم بها ، وصدقني ستجد ان من تخدمهم ستهربون من تلك الجريمة ويقولون انه ترامب من اوعز بها ، ولا اعتقد انك تريد هذا المسمى محرم حرم مع من ارتكب هذه الجرائم ولوث تاريخه وتاريخ شعبه ودولته.
كيف يمكن لنا ان نلوم من لا يعرف معنى ارض لشعب ومعنى وطن، وما هي علاقة الانسان بمسقط راسه، وفي ذكرياته معها الما ، وفرحا، وعشقا ، وتاريخا. الاعلان عن شراء غزة هو تصريح غريب عجيب، لم تدونه كتب وعلوم السياسة. لم يرد في كتب التاريخ مثل تلك الواقعة ان هناك من اشترى وطنا ليستثمر فيها ويعرض اجزاء اخرى لاشخاص او دول للاستثمار فيها وتهجير اهلها الى منافي الارض . السؤال البديهي الذي يتبادر الى ذهن السامع اولا ، ممن يريد الرئيس ترامب ان يشتري غزة؟ ، بمعنى من هو المالك ؟ ، الذي يملك هذه القطعة التي تقدر مساحتها ثلاثماية وخمسون كيلو متر مربع؟ من هو البائع ؟ وهل يملك احد بيعها! ؟ ،
ولو قمنا بعكس السؤال ، بمعنى ان الفلسطينيين او بعضهم يريد ان يشتري احدى الولايات الامريكية، قل مثلا نيويورك، هل من الممكن ان نشتريها ، ونحن نعلم ان المالك هو الشعب الامريكي. وما هي الاجراءات لشراء تلك الولاية، وماذا يترتب على شراء تلك الولاية. بمعني هل يحق لنا على سبيل المثال لا الحصر نقل مبنى الامم المتحدة اذا ما اشترى الفلسطنيون نيويورك؟ وهل يمكن للرئيس ترامب او لاي من الامريكان ان يزور الولاية مثلا ؟ بعد ان يتملكها الفلسطينيون، وما هي الية الدخول اليها الجديدة؟ هذا يفتح الباب لاسئلة لا حصر لها؟ واهمها اذا قرر المالك الجديد افتراضا بطرد سكانها الى خارج حدود الولاية او منحهم حق اللجوء الانساني؟ ! . اليس هذا هو الواقع وما ينتج عنه يهدد الامن القومي الامريكي ….. الخ. انه هذا ما يعنيه من دخول وتورط الولايات المتحدة 🇺🇸 في قطاع غزة وباي صورة من الصور. على كل هذا الذي نسمعه هو درب من دروب الخيال والجنون الذي تفتئت به العبقرية في مراكز الابحاث والدراسات الامريكية، ولهذا الموضوع نتائج سوف تسبب التوترات في كل المنطقة.
هنا لا شك لا بد ان نوضح بان هذا التصريح فتح الباب على مصراعيه في منطقة الشرق الاوسط امام تحديات خطيرة تهدد الامن القومي العربي كله ، وتحديدا المصري والاردني منها بحكم موقع الجوار لفلسطين. فمثلا مصر التي لها حدود مع قطاع غزة برا وبحرا وجوا، ترى في ذلك بانه تهديد للامن القومي المصري ، وان تبعيات ذلك هو حصار لمصر يهدد امنها القومي ، لما تم الحديث فيه عن اطماع صهيونية في اراض مصرية لضمها الى ارض اسرائيل. وما يهدد مصر بالتالي هو تهديد لامن السودان وليبيا وتونس من الوهلة الاولى لحدوث عمليات التهجير الى مصر 🇪🇬 ، وهذا سيسبب ايضا انعكاسات في قضايا تشكل تهديدا وتحديا خطيرا مثل قضايا تجارة المخدرات والسلاح وربما البشر ، بمعنى ان هذا الموضوع سيفتح الباب امام صفقات مشبوهة تهدد الامن القومي للمنطقة العربية..
ان الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة ونتاج هذا الاحتلال ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية نتج عنها اول الاشارات الصادرة عن المنطقة في رفع وتيرة التوتر السياسي في المنطقة العربية ، والذي حدى بمصر اتخاذ اجراءات واستعدادات عسكرية وقائية
وما ذكرناه عن موضوع غزة فان الموضوع يتم استنساخه في الضفة الغربية وتتاثر به الاردن وفاقا ، وعليه ايضا فقد ارتفعت وتيرة التوتر في الاردن سياسيا وعسكريا ايضا ، وسمعنا التصريحات الملكية الاردنية من على المنابر الدولية، وارتفعت وتيرة التنسيق بين الاردن ومصر وباقي الدول العربية مع السلطة الوطنية الفلسطينية حول مواضيع التهجير والتغير الديموغرافي والجغرافي في اطار الشرق الاوسط الجديد.
لقد قال شاعرنا الكبير محمود درويش ” على هذه الأرض ما يستحق الحياة: على هذه الأرض سيدة الأرض، أم البدايات، أم النهايات. على هذه الارض سيدة الارض كانت تسمى فلسطين 🇵🇸 ، صارت تسمى فلسطين”. وهي غزة فكانت تسمى غزة وصارت تسمى غزة، وعلى ارض غزة ما يستحق الحياة، ولا مكان للغزيين الا غزة.