رئيسيالافتتاحيه

فوز اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف في  الانتخابات الألمانية والتداعيات المتوقعة

فوز اليمين بشقيه المحافظ والمتطرف في  الانتخابات الألمانية والتداعيات المتوقعة

بقلم رئيس التحرير 

فاز التحالف المسيحي المحافظ، بزعامة فريدريش ميرتس، في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في ألمانيا، متقدما على حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف الذي حقق أفضل نتيجة له في تاريخه، وفق تقديرات أولية غير رسمية ، ويتكون التحالف المسيحي المحافظ من حزبين: الحزب المسيحي الديمقراطي، بزعامة فريدريش ميرتس وهو الحزب الأكبر، وشقيقه الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، بزعامة ماركوس زودر.

ووفق رأي محللون إن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في المشهد السياسي الألماني والأوروبي ، داخل الحكومات أو المعارضة ، يؤدي إلى خلق تحديات كبيرة للديمقراطيات في أوروبا.

ويشير المحللون إلى أن اليمين المتطرف في أوروبا أصبح قادرا على التأثير على وحدة وتماسك الاتحاد الأوروبي وصنع سياسات متشددة تؤثر على عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالأزمات والقضايا الدولية. وقد تصبح وحدة الاتحاد الأوروبي مهددة للانقسام وانسحاب دول جديدة من دول الاتحاد الأوروبي.

وعلى نطاق أوسع، فإن صعود اليمين المتطرف في أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بمثابة علامة تحذير حول كيف يمكن للإصلاح المتوقف لقواعد الهجرة والمشاكل الاقتصادية ومعدلات التضخم المرتفعة – فضلاً عن التنفيذ المكلف للسياسات الخضراء في الاتحاد الأوروبي – أن يعزز الأحزاب الشعبويه  والمناهضة للمؤسسة.

ويؤكد محللون أنه تنبغي على الأحزاب الألمانية التقليدية إعادة مراجعة سياساتها والأخطاء التي أفقدتها ثقة الناخب منعاً من سقوط المجتمعات الأوروبية في بؤرة لا تنتهي من التطرف لصعود اليمين المتطرف.

وقد  أثار النجاح الانتخابي الكبير الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف في انتخابات البرلمان الألماني، يوم الأحد، صدمة واسعة داخل الجالية اليهودية في ألمانيا ، حيث عبّر قادتها عن قلقهم العميق إزاء تنامي التأييد لحزب وصفوه بأنه يميني متطرف يرتبط أيديولوجيًا بالنازية الجديدة.

وقال جوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، في تصريحات لصحيفة “فيلت” الألمانية: “على الرغم من أن هذه النتيجة كانت متوقعة بناءً على استطلاعات الرأي، إلا أنني ما زلت أشعر بالصدمة هذا المساء من النجاح الانتخابي لحزب البديل، الذي ضاعف حصته من الأصوات في غضون ثلاث سنوات فقط”.

وأضاف شوستر أن ارتفاع نسبة التأييد لحزب البديل إلى أكثر من 20% من أصوات الناخبين يعد أمرًا خطيرًا، مشيرًا إلى أن الحزب “يتلاعب بمخاوف الناس ولا يقدم لهم سوى حلول ظاهرية”.

كما حذر من أن الحزب بات يشكل تهديدًا للاستقرار السياسي في ألمانيا، متوقعًا صعوبة في تشكيل الحكومة الجديدة، وناشد الأحزاب الديمقراطية تحمل مسؤوليتها في تشكيل حكومة مستقرة تقدم حلولًا حقيقية للمشاكل التي تواجه البلاد.

من جهتها، وصفت شارلوته كنوبلوخ، رئيسة الجالية اليهودية في ميونخ وبافاريا العليا، نتائج الانتخابات بأنها نقطة تحول خطيرة في تاريخ ألمانيا الحديث ، وقالت كنوبلوخ: “هذه إشارة خطيرة. ألمانيا دولة مختلفة اعتبارًا من اليوم”.

وما يطرح من تساؤلات ؟؟؟؟ عن  دلالات التقدم التاريخي الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف؟

تعتبر نسبة 20 % أو أكثر بقليل التي حققها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، نتيجة تاريخية منذ الحرب العالمية الثانية. الحزب ضاعف حصته داخل البوندستاغ وأصبح القوة السياسية الثانية، معتمدا على أصوات المتذمرين من قضايا الهجرة واللاجئين وانكماش الاقتصاد نتيجة تداعيات حرب أوكرانيا وجائحة كورونا.

هنالك نسبة هامة من الشباب صوتوا لهذا الحزب الذي استطاع أيضاً استمالة قطاع من الناخبين ذوي الأصول المهاجرة، علماً بأن نسبة كبيرة منهم من أصول روسية. نتائج الحزب ستضع الأحزاب الألمانية من جديد في مواجهة مسألة جدار حماية الديمقراطية المتوافق عليها منذ الحرب العالمية الثانية ضد اليمين المتطرف والنازية الجديدة. أخيراً، سواء بقي حزب البديل في المعارضة أم داخل الحكومة، فسيظل في ظل النتائج الجديدة معادلة رئيسية في المشهد السياسي وفي قرارات البوندستاغ.

 

في ظل تشتت الخارطة السياسية في البوندستاغ التي أفرزتها الانتخابات، ما هي الخيارات المتاحة أمام المستشار المقبل فريدريش ميرتس؟

الفوز بنتائج ضعيفة يضع المستشار المقبل فريدريش ميرتس في وضعية أو في مهمة صعبة لتشكيل حكومة جديدة. ذلك أنه يعني وضع نسبة 28 % زائد بقليل تقتضي منه البحث عن شريك أو شركاء في البوندستاغ لتحصيل الأغلبية المطلقة. الحزب الوحيد الذي يمتلك هذه النسبة هو حزب البديل اليميني المتطرف. وهذه معادلة صعبة أمام ميرتس الذي تعهد مجدداً بالتزام جدار حماية الديموقراطية ضد اليمين المتطرف. الخيارات الأخرى تعتمد على حزبين على الأقل مع استبعاد حزب أقصى اليسار. سيكون أمام ميرتس التفاوض مع حزب المستشار أولاف شولتس أو حزب الخضر أو حزب سارة فاغنر، وهو حزب يساري شعبوي رافض للهجرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب