توماس فريدمان: الشيء الغريب في خطاب ترامب أمام الكونغرس هو مخاطبته بوتين وليس أوكرانيا

توماس فريدمان: الشيء الغريب في خطاب ترامب أمام الكونغرس هو مخاطبته بوتين وليس أوكرانيا
إبراهيم درويش
علق الكاتب في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان على بعض ما ورد من تعليقات وجدها غير مريحة في خطاب الرئيس الأمريكي الذي يعتبر الأطول في خطابات الرؤساء الأمريكيين أمام جلسة مشتركة للكونغرس ليلة الثلاثاء.
وقال فريدمان: “عندما تحدث الرئيس ترامب عن أوكرانيا هناك شيء غير طبيعي، شيء مفقود، يجعلك تتساءل عما يخطط له حقا”، ولم تكن تصريحاته القصيرة بشأن أوكرانيا في جلسة ليلة الثلاثاء استثناء، فقد بالغ بشكل جنوني في مدى مساهمة الولايات المتحدة في جهود الحرب الأوكرانية مقارنة بما قدمه الحلفاء الأوروبيون. وعندما تحدث عن الخسائر البشرية للحرب، حزن أولا على “الشباب الروسي” ثم “الشباب الأوكراني” – وكأن كلاهما أصيب بنيزك، أحدهما قبل الآخر”. وأعلن أنه تلقى “إشارات قوية” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يريد السلام، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.
أعلن ترامب أنه تلقى “إشارات قوية” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يريد السلام، لكنه لم يقدم أي تفاصيل
ويقول فريدمان: “إذا كان هناك شيء واحد تعلمته في الصحافة فهو أنك عندما لا تسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية، فلسبب، فأنت تخفي شيئا ما، بعض الدوافع، بعض النوايا”. ولكن كيف نفسر هذا في حالة ترامب؟
فقد يكون المفاوض الغربي الأكثر طواعية ضد أعداء الحرية منذ نيفيل تشامبرلين، حيث يقدم التنازلات للمعتدي قبل بدء المحادثات، أو أنه يفضل في الواقع صداقة بوتين على الحلفاء الأوروبيين والديمقراطيين الأوكرانيين الشجعان.
ذلك أن إدارة ترامب الآن بطرق تزعج العديد من الأمريكيين الوطنيين، أي أنه ضرب سكينا في ظهر أمة تناضل من أجل الحرية، وهي أوكرانيا، بقطع إمدادات الأسلحة الأمريكية الحيوية عنها ومحاولة ابتزازها للتخلي عن معادنها، وحتى قبل أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار.
تخيل لو كان ترامب يحاول بيع برج يحمل ماركته لرجل أعمال روسي، لنسميه جدلا، فلاديمير، وجلب ترامب معه مموله. فماذا سيكون موقفه لو قال له مموله وقبل أن تبدأ المفاوضات: “دونالد، ليس معك أوراق، لقد أوقفنا للتو حساب الائتمان الخاص بك، وقبل أن نسمح لك حتى بالبدء في التفاوض لبيع هذا المبنى، عليك الحصول على رهن عقاري ثان عليه وتوفير كل الأموال”.
هذا هو بالضبط ما فعله ترامب مع فولوديمير زيلينسكي. ويعلق فريدمان قائلا “هناك شيء غير صحيح في هذه القصة، لا أعرف أين تنتهي، لكنني أعتقد أنني أعرف من أين تبدأ: عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الحرية، لا يشارك الرئيس ترامب قيم أفضل أسلافه الأربعة والأربعين. وإذا كان هذا صحيحا، فلن يشتري الأوكرانيون في النهاية ما يبيعه ترامب ولن يشتريه حلفاؤنا الأوروبيون أيضا”. ولن يشتريه سوى فلاديمير بوتين الذي قال ترامب إنه مستعد لعقد سلام و”عليك التحدث مع الطرفين” كما قال، وعنى بذلك بوتين، ولكن عليك أن تبدأ بحلفائك، فهم لا يفهمونك، فقط بوتين هو الذي يفهمك.
– “القدس العربي”: