غزة تنزف من جديد ..

غزة تنزف من جديد ..
بقلم / علي او عمو.
كاتب من المغرب.
• عندما أنهت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس عشر و لم يُحقّق الكيان الصهيونيّ أيّاً من أهدافه المُعلَنة،التي تتجلّى في القضاء على حماس و استرجاع الأسرى بالقوة، مما دفع أمريكا للضغط على قطر و مصر من أجل الدخول في وساطة تفضي إلى تبادل الأسرى و مواصلة المفاوضات حول وقف إطلاق النار و السماح لدخول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة المُحاصَرين منذ سنوات.. • تمّ الاتفاق و بدأ تبادل الأسرى و المحبوسين في سجون الاحتلال على أمل أن يتمّ ذلك على مراحل، إلّا أنّ الكيان قد عرقل مسار المفاوضات و تنصّل من كل ما اتُّفق عليه. •
و ها هي إسرائيل تعود ثانية إلى استئناف الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دون أن تُعير أيَّ اهتمام
لصفقة الرهائن التي تعهّدت بها، و بدأت بشن الشوط الثاني من حربها الشعواء على المدنيّين الأبرياء العزّل، تقوم بقصف
عشوائي للسكان و المباني السكنية و تدمير مُمنهج لكلمقومات الحياة، تستهدف المواطنين في الخيام و المآوي و في الشوارع كما تستهدف بالطائرات و قذائف الدبابات و المدافع المستشفيات و سيارات الدفاع المدني و الطواقم
الطبيّة و المرضى و المصابين. كما شدّدت حصارها على القطاع و منعت دخول المساعدات الإنسانية و عملت على
تجويع الفلسطينيّين الذين يعانون من انعدام الأغذية و مياه الشرب و الأدوية و الوقود لإنقاذ أرواح من بقيَ منهم على
قيد الحياة…
• قامت الإدارة الأمريكيّة الجديدة بإعطاء الضوء الأخضر من جديد لإسرائيل لاستكمال إبادتها الجماعيّة للمواطنين في
غزة، رغبةً منها في تحقيق أهدافها التي لم تُحققها في المرحلة الأولى من حربها الهمجيّة، و المتجلية في قتل
الفلسطينيّين و القضاء على حركة حماس، سعياً وراء طمس القضية الفلسطينيّة إلى الأبد..
• مجازر جديدة تُرتَكب على مرأى و مسمع المجتمع الدولي و الصمت الرهيب للأمة الإسلامية و العربيّة، لا أحد يتحرك
لإجبار الكيان الإسرائيلي على وقف عدوانه على شعب لا يسعى سوى إلى تحرير أرضه من مُحتلّ غاشم جاثم على
رقاب المواطنين الأصليّين منذ أكثر من سبعة عقود….
لقد انخرطت قطر و مصر في مساعي الوساطة بين حماس و الكيان الصهيوني، دون جدوى جراء تعنُّت و غطرسة
الكيان و إصراره على المضي قدوما في حربه الفاشية على شعب أعزل..
و السؤال المطروح و بإلحاح، هو لماذا وقف الوُسطاء العرب عاجزين على إرغام الكيان الإسرائيلي على الالتزام
بالصفقة التي قبل بها و لم يفِ بتنفيذها؟؟