ثقافة وفنون

مُوجـــــز فكـــرةُ الوجـــــود

مُوجـــــز فكـــرةُ الوجـــــود

عمر أبو الهيجاء

أن تنامَ وحيداً
أمرٌ عادي جدا
الأرضُ أمكَ
وأنتَ ابنها في ظلمة التراب
لا لستَ وحيداَ حينَ يذكُرونَ
أخوتكَ على مائدة الدم
تشرقُ بهم
نائمون.. مكائدهم تعلو..
يتقلبون على جرحكَ الذي ينزُّ من عروق الأرض
نائمونُ .. نائمونْ
البلادُ وحدها في جُبّ الوقت تئنُ
لا وقتَ للوقت على أرضُ الأنبياء
أنا أبنكُ الواضحُ في اللغة يا أرضُ
كنعانيُّ الهوى والنوى
يعزفُ ناياً مذبوحَ الأصابع
ساردا خيطَ الكلام
على تراب الميتين
متعمدا رائحةَ الرصاص واللحظة المارقة
حلمتُ أكثرَ مما يحلمُ به الأطفالُ
أصغي للريح حينَ تعبرُ لفمي
وأنا الذي باتَ يُصلي في أتون الحروب
خيمةٌ وظلُ جنازة معي
وفي أقصى الخراب العميم
عربةُ خيل تمرُ
جثثُ مبتسمة
صوت ملائكة منزلين
على سهوا نمرُّ على الديار
ديار لم تعدْ ديارا
لم نر على جدران البيوت
غير صور ناقصة في ذاكرة المكانْ
في مخيم الشاطئ
كلّ شيء يتنفسُ العتمة والغبار
رأيتُ البحر يركضُ بطيئا خلفَ امرأة
لم تنلْ بعدُ
امرأةٌ تستلُ من جرح شهيد بسملتها
وتُصلي مشفوعة بالتراتيل
امرأةٌ تستظلُ تنامُ مستباحةً في المدن
تسردُ حكايةُ أرض مريضة بالمارقين
بارود يلهو بأطفال دير البلح
ها أنت كما أنت تنام وحيدا
تسكنك العزلة والعدم
تسكنك رغبة عارمةٌ في كنس وسخ التاريخ
أمر عادي أن تنام وحيدا
الأرضُ أمكَ
ابنها أنت في ظلمة الترابْ
لستَ وحيدا في العزلة
مُتفردٌ في الغبار والنار
مُتفردٌ في التشكل والصعود في موجز الأرض
مزدحمٌ أنتَ باليقظة
وفكرةُ الوجود
ثوبكَ الأرضُ
ومعراجك الأخير لسماء
….. ثامنة

شاعر أردني/ فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب