مقالات

هل الحرب على غزة تم استعمالها بالونات اختبار لقياس التقنيات الحديثةبقلم مروان سلطان -فلسطين

بقلم مروان سلطان -فلسطين

هل الحرب على غزة تم استعمالها بالونات اختبار لقياس التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي واستعمال القنابل الذكية والموجهة والمشعة واختبار قدرات الامم على مدى الصبر والتحمل لهذه الحروب ؟

 

 

بقلم مروان سلطان.    فلسطين                                16.4.2025

——————————————-

الحروب في هذا الزمن هي ليست كالحروب التي قرانا عنها وسمعنا عنها في كتب التاريخ والحكايات ، ومجموعة عنترة بن شداد، واساطير الهند وغير ذلك من الحكايات الحربية، حتى الحرب العالمية الاولى والثانية التي ذهب ضحايا بالملايين ، هي نقطة في بحر الحروب التي دارت في عصرنا الحاضر ، ابتداءا من حرب الخليج ومرورا بحرب افغانستان ، واكرانيا ‘ وانتهاء بالحرب على غزة.  من النطع والسيف والرمح الى حرب باستعمال الاقمار الصناعية، والمسيرات ،  والطائرات بانواعها ، والقنابل الذكية باشكالها. 

الحرب في غزة كشفت عن امر غاية في الاهمية الا وهو، ان الدمار والخراب والقتل والدماء الغزيرة الذي جرى ويجري على ارضها وفي وديانها، سببه استخدام اسرائيل لاسلحة ذات تقنية عالية ، تصيب اهدافها بدقة وعالية التدمير والقتل. لا شك ان قدرات الاسلحة التي وردتها اسرائيل من الولايات المتحدة وخاصة القنابل ذات الاوزان العالية والتي يطلق عليها القنابل الذكية هي عينة لتلك الاسلحة التي تم استخدامها في قطاع غزة ، وكان لها اثر تدميري كبير، وقتل الالاف من الناس.  

اسرائيل استثمرت في البرامج والتقنيات العسكرية، وكانت احد المصادر الهامة لبيع تلك التقنيات الهامة في مجال التجسس والتتبع التقني الاليكتروني مثل منظومة بيغاسوس التي تم بيعها الى معظم دول العالم. وقد تم الكشف عن منظومات تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل منظومة الطائرة المسيرة  البشارة التي تمكن الجيش من رصد مائة هدف يوميا وتتعامل معهم ومنظومة مصنع النار، واستخدام منظومة الطائرة المسيرة الشرارة التي تم تطويرها في مراكز التابعة لوحدة الاستخبارات الاسرائيلية وتمكن القوات عبر مراكز القيادة والسيطرة من تتبع ما لا يقل عن خمسين هدفا مرة واحدة ، وتهاجمهم. استخدام تلك التقنيات اتاح لاسرائيل مهاجمة اهداف متعددة وواسعة في حربها على غزة، يفتقد اليها الخصم في هذه المعركة. ويتفق الخبراء العسكريين جميعا ان حجم الخسائر التي اصابت الفلسطينيين في غزة ، كانت بسبب استعمال الذكاء الاصطناعي.

التقارير العسكرية افادت ان اسرائيل استخدمت الاف الاطنان من الذخيرة المدمرة  التي دمرت بها قطاع غزة على غرار مدينتي هيروشيما  ونغازاكي في اليابان، باستعمال القنبلة النووية وقتلت ما يزيد عن سبعون الف شهيد ، واصابت بالجراح والاعاقات مايزيد عن مائة وخمسون الف جريح. كل السياسات السياسية والعسكرية التي نفذت في غزة ، تشير ان غزة تحولت الى مختبر للتجارب ، لاستخلاص العبر والنتائج عن اثر استخدام كل تلك التقنيات الحديثة المدعومة بالذكاء الصناعي على البشر. وكل تلك السياسات تحقق احد اهداف الاحتلال الاسرائيل في تخفيض عدد سكان غزة من خلال الاعداد التي تموت وتسلم روحها الى بارئها. وهنا ياتي السؤال الاخلاقي ، هل غزة اضحت بالون اختبار بشري لاستخدام الذكاء الاصطناعي والذخائر التي صنعتها احدث المصانع العالمية والذكية والغبية لقياس مدى تحمل الفلسطيني في المختبرات الميدانية التي صبت من خلالها الاحتلال حممه على الشعب الفلسطيني في غزة؟

في كل حربٍ هناك خاسرون، لكن في حروب التكنولوجيا، أحياناً تكون الشعوب بأكملها هي الحقل، وهي الهدف، وهي من يُراد اختبارها قبل أي سلاح. وهنا، تصبح المعركة أكثر خطورة، لأن العدو ليس فقط ما يُرى، بل ما يُجرب ويُراقب ويُحلل في صمت

لك الله يا غزة!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب