أكسيوس: أمريكا وإسرائيل تقتربان من الاتفاق على إدخال مساعدات إلى غزة

أكسيوس: أمريكا وإسرائيل تقتربان من الاتفاق على إدخال مساعدات إلى غزة
رائد صالحة
واشنطن- : قال مسؤولان إسرائيليان ومصدر أمريكي مطّلع إن الولايات المتحدة وإسرائيل وممثلين عن مؤسسة دولية جديدة باتوا على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن آلية لاستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، دون أن تقع تحت سيطرة حركة حماس، وفق ما كشفه موقع أكسيوس الإخباري.
وبحسب ما ورد، أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية من غذاء وماء ودواء إلى قطاع غزة، منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار قبل شهرين، ما فاقم الأزمة الإنسانية بشكل حاد.
أكسيوس: ستُدار عمليات الإغاثة عبر مؤسسة دولية تُشرف عليها دول مانحة وجهات خيرية، ويرأسها فريق إنساني بمجلس استشاري من شخصيات دولية بارزة
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن مخزون الغذاء في القطاع سينفد خلال أيام، فيما تزعم مصادر إسرائيلية أن الإمدادات قد تنفد تمامًا خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع. وأدى تعليق المساعدات واستئناف الغارات الإسرائيلية إلى نزوح آلاف المدنيين الفلسطينيين، في ظل حالة من الفوضى والنهب وانهيار النظام العام في القطاع المحاصر.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، إنه حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السماح بإدخال الغذاء والدواء إلى غزة المنكوبة. وأضاف ترامب للصحافيين على متن طائرة “إير فورس وان” أن “علينا أن نكون جيدين مع غزة. هؤلاء الناس يعانون. هناك حاجة ماسة إلى الغذاء والدواء، ونحن نعمل على ذلك”، وفق ما نقله موقع أكسيوس.
وزعم مسؤولون إسرائيليون أن حركة حماس استحوذت خلال الهدنة وما قبلها على الجزء الأكبر من المساعدات التي دخلت غزة، حيث باعت جزءًا منها واستخدمت العائدات في تمويل جناحها العسكري، بينما وزّعت الباقي على السكان لتعزيز سيطرتها على القطاع. وتعتقد إسرائيل أن الآلية الجديدة ستُضعف حماس من خلال حرمانها من الموارد وتقليص اعتماد السكان عليها.”
وأفاد الموقع بأن مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة، إلى جانب ممثلين عن مؤسسة إنسانية دولية وشركات خاصة، أجروا خلال الأسابيع الماضية مشاورات مكثفة لوضع آلية بديلة لتوزيع المساعدات. وقد قاد الجهود المزعومة من الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وأطلع نتنياهو الرئيس ترامب على سير المناقشات خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي.
ونقل أكسيوس عن مصدر مطّلع أن الآلية الجديدة تحقق هدف ترامب في إدخال المساعدات دون أن تصل إلى حماس، بما يتماشى مع قرار الحكومة الإسرائيلية.
مسؤول أمريكي: الرئيس ترامب والوزير روبيو يتوقعان من جميع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الالتزام بإطار الآلية لضمان عدم وصول الموارد الحيوية إلى حماس
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن هذه الخطوة تُعد إنجازًا نتج عن مباحثات بين إسرائيل والمؤسسة الدولية، بدعم إدارة ترامب.
وأضاف المصدر أن “الآلية ستضمن وصول المساعدات لمن يحتاجونها، وفق مبادئنا: نحن ندعم تدفق المساعدات الإنسانية مع ضمانات تمنع تحويلها أو نهبها أو استخدامها من قبل جماعات إرهابية كحماس والجهاد الإسلامي”. وأكد أن “الرئيس ترامب والوزير روبيو يتوقعان من جميع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الالتزام بإطار الآلية لضمان عدم وصول الموارد الحيوية إلى حماس”.
ووفقًا لما نشره أكسيوس، ستُدار عمليات الإغاثة عبر مؤسسة دولية تُشرف عليها دول مانحة وجهات خيرية، ويرأسها فريق إنساني بمجلس استشاري من شخصيات دولية بارزة. وستُنشأ عدة مجمّعات توزيع في مناطق محددة من غزة، حيث يتمكن المدنيون الفلسطينيون من الذهاب مرة أسبوعيًا لاستلام حصة مساعدات تكفي الأسرة لسبعة أيام.
ونقل الموقع عن مصادر مطّلعة أن إسرائيل تعهدت بتمويل وتنفيذ الأعمال الهندسية الضخمة لبناء البنية التحتية اللازمة لتلك المجمّعات الآمنة، في حين ستتولى شركة أمريكية خاصة مهمة تسليم المساعدات وضمان الأمن داخل المجمّعات وفي محيطها. وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك في عمليات التوزيع، ولن يتواجد داخل المجمّعات، لكنه سيوفر الحماية في المناطق المحيطة.
ويسعى المسؤولون الإسرائيليون لجعل هذه الآلية جاهزة قبل توسيع العمليات البرية في غزة، والتي قد تُستأنف في وقت لاحق من هذا الشهر إذا استمرت المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في طريق مسدود. ومن المتوقع أن يجتمع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغّر الأحد المقبل للمصادقة على تعبئة المزيد من قوات الاحتياط، والموافقة على خطط التوسع العسكري.
كما ذكر أكسيوس أن واشنطن وتل أبيب تسعيان لجعل الآلية فعّالة قبل زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة في غضون أسبوعين، حيث من المتوقع أن يزور السعودية في 13 مايو/ أيار الجاري، ثم يتوجه إلى قطر والإمارات، دون أن تشمل زيارته إسرائيل حتى الآن.