مقالات

تفعيل وتعطيل مالم نحتسب له   بقلم الاستاذ الدكتور عبدالخالق الختاتنة -استاذ جامعي –

بقلم الاستاذ الدكتور عبدالخالق الختاتنة -استاذ جامعي -

تفعيل وتعطيل مالم نحتسب له  

بقلم الاستاذ الدكتور عبدالخالق الختاتنة -استاذ جامعي –

ليس سراً ان ما نراه شراً و مخيفاً ، قد يكون مقدمات ضرورية ، لما ياتي من أحداث ، نكتشف انها غير ما حسبناه، او الذي كنا نخشاه ، و ان نتائجها التي اعتقدناها سالبةً ، قد جاءت لنا بالخير، من المحركات السالبة المخيفة، ان الوعي الظاهري، الذي يعتمد على ربط الظاهر بالظاهر في الاحداث السياسية و التاريخية ، ليس كافياً للاستدلال و الحكم ، لما سوف تفضي اليه الاحداث و الامور، لان جزءاً كبيراً من التمنيات و العواطف، في الحسابات السياسية والتاريخية ، قد تكون متعاكسة و غير قابلة للتحول إلى واقع ، و واقع الامور مرتبط بعوامل الحضور و التأثير و التفعيل و عوامل التعطيل ، واذا ما تم الاحتكام إلى واقع ألعرب الراهن ، بما يعلوه من تشظي و خذلان ، و بما يحكمه من فقدان و توهان و ضعف و استكانة ، فان جميع عمليات الاستدارة في التحليل ، قد ينطبق عليها الف سيناريو معقد ، و معظم هذه السيناريوهات المعقدة سرعان ما يتم التخلي عنها ، و اضافة سيناريوهات جديدة ، غير مستحضرة سابقاً ، لان جميع راسمي السيناريوهات للمشهد العربي ، يقعوا فريسة تضليل المعلومة ، وجزء كبير يحتكم إلى منهج الرغبة والتمنيات ، مع ان منهج الرغبات و الامنيات منهجاً مشروعاً، لكنه لا يصلح ، إلا في حالة امتلاك عناصر القوة و القدرة و التأثير ، وهي بحد ذاتها غير كافية، مالم تخضع للتخطيط والتدبير ، ومع افتقاد الواقع العربي إلى عوامل القوة والتأثير و التدبير ، التي تعطي مساحات شاسعة للمناورة في الاحداث ، و تحويل الأحداث إلى ممكنات مفيدة عربياً ،يبقى الواقع العربي مفتوحاً على كل السيناريوهات الهزيلة، التي تتحكم بالمشهد العربي الميئوس منه ، ميئوس منه في غزة و سوريا و العراق ، و ميئوس منه في الوحدة والكرامة ، و ميئوس منه في الرضى عن الواقع ومواجهة التحديات ، امام هذه الحالة من فقدان الوعي والسيطرة ، نبقى ننتظر الاحداث الخارجة عن ارادتنا ، و قد تكون الاحداث و المصادر الخارجية هي المنفذ الوحيد ، مع العلم انها لا تضع رغباتنا و اهدافنا في الحسبان ، لا بل تحقق مكاسبها على حساب مشروعيتنا حتى في الوجود ، و امام الغاء مشروعية المشهد العربي ، المتبعثر و والمتلاشي ، بلا تدبير و بلا تخطيط ، هناك ماهو اعمق و اقوى، لم يتم الاحتساب اليه ، قد يحول الغلبة في ومضة عين ، وهو عائد إلى التناقضات الداخلية التي تحملها المشاريع الكبرى الخارجية ، التناقضات التي تتتفاعل داخلها ، و لا تكون في حسبان احد ، الانهيارات الكبرى وقائع تاريخية ، حدثت وسوف تحدث ، والتغيرات التاريخية العظيمة جاءت من حيث لا يعتقد و يتوقع الناس ، معظم الاحداث و الثورات الكبرى التي غيرت وجه التاريخ البشري ، كانت خارج الحسابات ، وخارج نطاق العقل على الاعتقاد و التصديق ، ، العرب قبل الإسلام كانت تتقاسمهم استغلالاً كل الإمبراطوريات المجاورة ، كان ضعفهم يوغل الإمبراطوريات فيهم ، قبل الإسلام في ذي قار هزمت بعض القبائل العربية الإمبرطورية الفارسية القاتلة، على الرغم من قلة حيلتهم ، و عندما تقاسم الفرس و البيزنطيين السيطرة على معالم العرب الحياتية، بالمشاركة و التناوب ، وثب رجل من العرب   ووحد قبائل العرب المتناحرة ، و حولهم إلى قوة قهرت و غيرت العالم ، هزم العرب الإمبراطورتين معاً ، و بذات الجيش، قوى المغول فلت في معركة لم تكن في المخيلة، بريطانيا العظمى التي لم تكن الشمس تغيب عنها ، غابت شمسها ، امريكا التي تحكم العالم لان تحكم نفسها ، حكام طوائف العرب سوف يصبحون نسياً منسيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب