الصحافه

هآرتس.. بعد “خيبة الأمل”.. هل تأتي زيارة ديرمر “المفاجئة” لواشنطن تحسباً لـ “مفاجأة ترامب”؟

 هآرتس.. بعد “خيبة الأمل”.. هل تأتي زيارة ديرمر “المفاجئة” لواشنطن تحسباً لـ “مفاجأة ترامب”؟

حصل نتنياهو أمس على مفاجأة أخرى من مدرسة أجندة “أمريكا أولاً”. حسب الرؤية التي تقول إن ما لا يحدث في بث حي ومباشر وكأنه لم يحدث قط، أعلن الرئيس الأمريكي بأنه سيوقف الهجوم الأمريكي ضد الحوثيين مقابل تعهدهم بـ “عدم مهاجمة السفن” في البحر الأحمر. في الواقع، لإسرائيل فائدة من عدم مهاجمة السفن، لأن أسعار الإرساليات إلى البلاد ارتفعت كثيراً بسبب خوف السفن من عبور قناة السويس. ولكن لا يجب أن يكون المرء خبيراً في شؤون الشرق الأوسط ليلاحظ أن هجمات الحوثيين الجوية على إسرائيل غابت من الإعلان الأمريكي.

تفاجأت إسرائيل أمس من الإعلان الأمريكي، بالتراجع عن الهجوم بدون أن تشمل الصفقة اليمنية إسرائيل أيضاً، بالتحديد في وقت تدفع فيه ثمناً اقتصادياً باهظاً يتمثل في إلغاء الرحلات الجوية إلى المطار الدولي الوحيد فيها. المتحدث غير الرسمي باسم رئيس الحكومة، يعقوب بردوغو، أكد أمس في إحاطة بثتها النشرة الرئيسية في القناة 14، أن الإعلان وبحق فاجأ إسرائيل، وأنه لم ينسق معها. ظهر ترامب متلهفاً للإعلان عن إنجازات إزاء ضائقته في الجبهة الداخلية وأزمة الجمارك التي جلبها لنفسه. وحتى لو كان 99.9 في المئة من الأمريكيين لا يعرفون مكان اليمن على الخارطة، يمكن بيعهم نجاحاً.

الآن، بقيت إسرائيل وحدها مع العلكة الحوثية التي التصقت بحذائها ولا تريد النزول، ولا يهم ما يحاولون فعله. ولكنه ليس سوى تمهيد لما سيأتي من أحداث الأسبوع القادم، عند زيارة تاريخية لترامب إلى الشرق الأوسط ووصوله إلى الدوحة وأبو ظبي والرياض. لم يصل أي رئيس أمريكي إلى قطر منذ بوش الأب في 2003، ولم يتواجد أي رئيس أمريكي في أبو ظبي منذ العام 2008.

 في الفترة الأخيرة، يبذل نتنياهو جهوداً كبيرة لهبوط ترامب هنا، لا من أجل مقابلة رمزية تلمح بأن إسرائيل ما زالت ذات صلة فحسب. حتى أمس، لا ينوي ترامب الوصول إلا إذا كانت هناك انعطافة سياسية حقيقية في المجال الغزي، تؤدي إلى انعطافة في المجال السعودي.

في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع رئيس حكومة كندا، مارك كارني، أمس، أعلن ترامب قبل زيارته أن هناك إعلاناً دراماتيكياً لا أحد يعرف طبيعته. وفي إسرائيل، لا أحد يملك فكرة عما يريده. يجب التذكر بأن الأمر يتعلق بمخادع في تعريفه، من النوع الذي يعلن أولاً بأنه يبني برجاً جديداً ثم يقول للبلدية: “أنا بعت شققاً للناس، أعطوني الرخصة”. إسرائيل تخاف من أن الأمر يتعلق بتصريح حول تفاهمات أولية مع إيران قبل الاتفاق النووي، “الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط”. إسرائيل خائبة الأمل؛ لأنها خارج المفاوضات مع إيران، لكن يبدو أن ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لا ينويان السماح لنتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بإنهاكهما في تفاصيل صغيرة، ستطيل التوصل إلى الاتفاق إلى ما لا نهاية. من ناحية الإدارة الأمريكية، تم توضيح قوة ترامب، ولن يتجرأ الإيرانيون على اللعب معه والسعي للحصول على القنبلة من خلف ظهره.

مصر تضع على طاولة حماس اقتراحاً تلو الآخر، ولكن بدون أي نجاح حقيقي حتى الآن. وقطر تجري اتصالات خاصة بها مع الأمريكيين، حيث تفاصيل صغيرة فيها لست أعرفها. الفكرة أن ترامب سيضع على الطاولة اقتراحاً مدعوماً بدعم تحالف من دول النفط والغاز، السعودية والإمارات وقطر. قد يقدم الاقتراح حلاً لموضوع المخطوفين، وحلاً إنساناًي لسكان غزة، وأسساً متفقاً عليها للمفاوضات من أجل إنهاء الحرب، التي تشمل انسحاب إسرائيل وإبعاد حماس عن الحكم.

هذا تكتيك معروف في دبلوماسية ترامب: إظهار خلافات من خلال الاعتقاد بأن الرأي العام في الداخل سيهزم الزعيم الرافض. ربما يكون الاقتراح هو “الاقتراح الأخير” الذي سيقترحه على حماس، والذي إذا لم توافق عليه فسيدخل الجيش الإسرائيلي غزة بكل قوة، إلى درجة ألا يبقي بيتاً قائماً. ربما يصل ديرمر اليوم إلى واشنطن لإجراء لقاءات حول هذا الأمر في البيت الأبيض، على أمل التوصل إلى اتفاق متبلور، بدلاً من فرض الخطة على نتنياهو بشكل مفاجئ في اللحظة الأخيرة.

حاييم لفنسون

 هآرتس 7/5/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب