بتضخيمه قوة حماس.. نتنياهو: رسمنا خطة للانتقام من “العماليق”

بتضخيمه قوة حماس.. نتنياهو: رسمنا خطة للانتقام من “العماليق”
المسلمة الوحيدة التي تربط كل أجزاء الجمهور، تنص على أن الحرب ضرورية لمواصلة بقاء التنظيم الإجرامي الذي يسمى حكومة إسرائيل ومن يترأسها. على الرغم من ذلك، هذه المسلمة تثير نقاشاً ساخناً، مشوهاً وكاذباً، حول الطريقة الأنجح لمواصلة الحرب التي لا نهاية لها بدلاً من النقاش حول أهميتها وإمكانيتها.
القصف الذي يسوي المباني بالأرض، ووقف إدخال المساعدات الإنسانية والتجويع حتى الموت، ونقل مليوني شخص، واحتلال بلا حدود زمنية، أو أي فكرة إجرامية أخرى تنتهي بشعار “هزيمة حماس”… كل ذلك ليس أكثر من اقتراحات تفصيلية لكيفية مواصلة الحرب وتأجيجها. أما الأسئلة الثانوية مثل “ما مصير المخطوفين، وكم عدد الجنود الذين سيقتلون، ومن الذي سيوزع الغذاء على سكان غزة”، ليس بذي صلة. المبدأ الأساسي والرؤية والمثل الأعلى هي التي لا خلاف عليها: استمرار الحرب بأي ثمن، وطوال الوقت، وبدون ذلك ستتوقف الكرة الأرضية.
لكن إذا كانت الحرب تعد آلة تنفس للحكومة، فيجب أن نفهم أيضاً أنه محظور هزيمة حماس. ولكن عرض الحرب على أنها ضرورة سياسية بحتة، ينطوي على شحنة متفجرة قوية قد تعمل على تخريب وجود الحكومة. هذا الأمر يثير جدالاً خطيراً، ويثير التساؤل ما إذا كان الجيش هو جيش الحكومة أم جيش الشعب، وهو التساؤل الذي شغل الحكام الديكتاتوريين في الدول العربية. يجب أن تمر الحرب في مرحلة أيديولوجية لتصبح مقدسة، ومجرد تفكير بإنهاء الحرب يعتبر كفراً؛ لأن أي حرب غير أبدية ستقتضي مناقشة لليوم التالي لها – وهو أمر لا يجوز حتى التفكير فيه.
هذا الاعتقاد يحول مسألة الثمن، ليس إلى مسألة هامشية فحسب، بل إلى مسألة استفزاز، من بنات أفكار الذين لديهم القليل من الإيمان، وحتى إلى فكرة خيانية. منذ أجيال يتم قتل اليهود من أجل تقديس الله وتحقيق الوعد الإلهي بإعطائنا الأرض، وتسألون هل تجوز التضحية بالـ 24 مخطوفاً؟ هل نرسل الجنود إلى وادي القتل في رفح وخان يونس؟ ما هو كل ذلك مقارنة مع قدسية الانتقام من العماليق؟ لأنه حتى لو انهارت الدولة بسبب هذه الحرب، فعلينا تهيئة أنفسنا لذلك. لن يكون موتها عبثاً، بل ستموت ببطولة للجهاد اليهودي، وليس على يد الأشخاص الرخويين في الشتات.
ولتكون الحرب أبدية، يقتضي تعريف آخر: “حماس” مفهوم محدود وضيق جداً، وليست جديرة بوصف حرب مقدسة من أجل مصير الدولة والشعب اليهودي. خلافاً لحزب الله والحوثيين والمليشيات الشيعية، التي يمكن لإسرائيل التسليم ببعضها، فإن حماس مجبرة على أن تكون فكرة وليس مجرد تنظيم إرهابي، الذي يتحدى الجيش الأقوى في الشرق الأوسط.
حماس ليست 20 – 30 ألف مسلح يتجولون بين الأنقاض في القطاع، وليست 2 مليون فلسطيني، بينهم مئات آلاف الأطفال الذين يموتون جوعاً ومرضاً، بل تمثل حرب العوالم، وجوهر العدو الخالد وكل الشعب الفلسطيني، وكل من يكفر بحق وجود إسرائيل. لأن هذا التعريف وحده يمكن أن ثقة الجمهور بقدسية الحرب ويضمن خلودها. هنا يكمن النصر المبجل والمطلق للحكومة على مواطنيها.
تسفي برئيل
هآرتس 7/5/2025