بإصداره 50 ألف أمر.. زامير يلقي قنبلته “إما التجنيد أو العقوبة”: ما رد الحريديم؟

بإصداره 50 ألف أمر.. زامير يلقي قنبلته “إما التجنيد أو العقوبة”: ما رد الحريديم؟
أطلق رئيس الأركان أيال زامير، أمس، قنبلة أخرى قد تؤثر في الساعات والأيام القريبة القادمة على المجتمع الإسرائيلي، وعلى السياسة الإسرائيلية، وعلى بقاء حكومة إسرائيل.
فقد وجه زمير تعليماته لرئيس شعبة القوى البشرية لإصدار خمسين ألف أمر تجنيد آخر للحريديم، إضافة إلى نحو 20 ألف أمر صدر حتى الآن. يضاف إلى هذا قراره في أن يتلقى كل فتى ابن 16 ونصف تلقائياً أمراً أول، وفور ذلك أمراً ثانياً، ومن لا يمتثل يعدّ فاراً – مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى.
يعمل زامير انطلاقاً من أن الجيش الإسرائيلي الآن دون الخط الأحمر في كل ما يتعلق بمستوى القوة البشرية. ينقص الجيش أكثر من 10 آلاف جندي في النظامي – 7 آلاف مقاتل، و3 آلاف داعم للقتال.
تجنيد الاحتياط الواسع يستهدف تحريك ألوية نظامية من حدود لبنان ومن منطقة الفصل في سوريا، وكذا ألوية وكتائب من الضفة، في صالح حشد الجهد في قطاع غزة. يمتنع الجيش الإسرائيلي عن إجراء مناورات تدريبية، ويصعب عليه صيانة وإصلاح آليات عملياتية. بسبب عبء القتال ومهام القوات التي تعمل اليوم في 7 جبهات، فهي تخفق في خلق تواصل للانتعاش وحرف القوات إلى التدريبات وإلى خطوط أكثر هدوءاً من ناحية العبء العملياتي.
كل مقاتل في الجيش يشعر بهذه الأعباء: إجازة واحدة كل بضعة أسابيع، وبقاء أطول في ميدان القتال، ما يتطلب منهم البقاء في تأهب عملياتي مدة طويلة. وهذا يؤدي في النهاية إلى تآكل متسارع، ومس بالحدة واليقظة العملياتية، وكذا إلى حوادث عملياتية أيضاً ومواضع خلل ومشاكل أخرى.
الجيش واع أيضاً لتآكل رجال الاحتياط الذين يصعب عليهم العودة إلى أنماط الحياة. وهذا يقضم من مبنى المجتمع الإسرائيلي في النهاية. نتائج العبء على مجموعة سكانية واحدة سنراها في سياق الطريق، بعد سنوات. أما الآن فلا نرى إلا نتائج فورية محدودة، وسيستغرق ترميم هذه المجموعة في المجتمع الإسرائيلي سنوات. وهناك من لا يعود إلى دائرة الحياة التي خطط لها قبل 7 أكتوبر.
شاؤوا أم أبوا، على الحريديم أن يعوا بأنهم جزء من الدولة. وملزمون بالدخول تحت الحمالة. عليهم أن يفهموا أن حاخاماتهم ومتفرغيهم السياسيين ممن يعارضون كل خطوة تجنيد، إنما يقودونهم إلى مسار بلا مخرج. ثمة واقع أمني يستوجب تجنيد عشرات آلاف الحريديم. وإذا اعتقدوا أنها مناورة سياسية فسيرتكبون خطأ جسيماً.
وفق ما نراه الآن، لا يريد الجيش أن يتراجع، بل وصل إلى نقطة لم يعد يستطيع فيها أن يتخلى عن أي حريدي.
آفي أشكنازي
معاريف 7/5/2025