رئيسيالافتتاحيه

✍️ الحرب الإسرائيلية على إيران وحرب غزة… انعكاسات مشروع الشرق الأوسط الجديد وخيار الصحوة العربية

 

الحرب الإسرائيلية على إيران وحرب غزة… انعكاسات مشروع الشرق الأوسط الجديد وخيار الصحوة العربية

بقلم رئيس التحرير 

تشهد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أخطر المراحل السياسية والعسكرية في تاريخها المعاصر، في ظل تداخل الحروب والصراعات والمشاريع الإقليمية والدولية التي تستهدف إعادة صياغة المنطقة وفق رؤية إسرائيلية مدعومة بشكل مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.

الحرب الإسرائيلية على إيران، بالتزامن مع العدوان المستمر على غزة، ليست حروبًا معزولة عن السياق العام، بل هي جزء من مشروع أشمل يستهدف تفكيك البنية الإقليمية، وتكريس واقع جديد تحت عنوان “الشرق الأوسط الجديد”، الذي يسعى نتنياهو لفرضه، بدعم كامل من واشنطن، ويقوم على دمج إسرائيل في المنظومة الإقليمية على حساب الحقوق الفلسطينية والمصالح العربية.

أولاً: الحرب الإسرائيلية على إيران… ما وراء الأهداف العسكرية

التصعيد العسكري ضد إيران يتجاوز الأهداف النووية المعلنة، ليصل إلى محاولة إضعاف أي قوة إقليمية قد تشكل توازنًا استراتيجياً أمام إسرائيل.

الحرب ليست صراعًا ثنائيًا بين إسرائيل وإيران، بل هي خطوة ضمن استراتيجية أشمل تهدف إلى تفكيك معادلة الردع الإقليمي، وتحويل إسرائيل إلى القوة المهيمنة بلا منازع في الشرق الأوسط.

الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب تمنح إسرائيل الغطاء السياسي والدعم العسكري الكاملين، في إطار هندسة واقع إقليمي جديد يتماشى مع رؤية اليمين الإسرائيلي.واليمين المسيحي المتصهين

ثانياً: حرب غزة… الوجه الآخر لمشروع الشرق الأوسط الجديد

العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يتجاوز في طبيعته الأبعاد العسكرية ليصل إلى محاولة إخضاع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته، تمهيدًا لشطب القضية الفلسطينية من المعادلة الإقليمية.

استمرار المجازر في غزة، وتدمير البنية التحتية، واستهداف المدنيين، هو جزء من خطة منهجية تهدف إلى:

إضعاف الشعب الفلسطيني على طريق إنهاء القضية الفلسطينية وتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

فرض حلول قسرية تتناسب مع رؤية صفقة القرن واتفاقات أبراهام.

إعادة تعريف الأولويات العربية بعيدًا عن فلسطين، لصالح تحالفات أمنية واقتصادية مع إسرائيل.

ثالثاً: مشروع الشرق الأوسط الجديد… بين نتنياهو وترامب

المشروع يقوم على إعادة هندسة المنطقة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا بحيث تصبح إسرائيل القوة المركزية في الإقليم.

جوهر المشروع يقوم على:

إدماج إسرائيل في تحالفات أمنية وعسكرية مع الدول العربية، فيما يسمى بـ”ناتو شرق أوسطي”.

تحويل الصراع في المنطقة من صراع مع الاحتلال إلى صراعات مع قوى إقليمية أخرى، وعلى رأسها إيران ومحورها

استنزاف الموارد العربية لخدمة أمن إسرائيل واقتصادها.

ما يجري اليوم من حروب، سواء على غزة أو إيران، هو التطبيق العملي لهذا المشروع الذي يتقاطع مع مصالح اليمين الإسرائيلي ومخططات الهيمنة الأمريكية.

رابعاً: الصحوة العربية… ضرورة وجودية وليست خياراً سياسياً

في مواجهة هذا المشهد الخطير، بات من الواضح أن الرد العربي يجب ألا يقتصر على البيانات والمواقف الخطابية، بل يتطلب إعادة تعريف الأمن القومي العربي بصورة شاملة.

العرب ليسوا عاجزين عن حماية أمنهم القومي، لكن التحدي يكمن في:

استعادة القرار السياسي المستقل.

إسقاط اتفاقات أبراهام التي شكلت غطاءً لهذا المشروع.

رفض أي تحالف عسكري أو أمني يُدمج إسرائيل في المنظومة العربية.

تفعيل ميثاق الدفاع العربي المشترك، وإنهاء الصراعات البينية التي تمزق الجسد العربي.

خامساً: البوصلة… القدس وفلسطين عنوان الصراع

القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية شعب تحت الاحتلال، بل هي البوصلة التي تحدد اتجاه الصراع الإقليمي.

أي محاولة لتجاوز فلسطين أو تأجيلها أو القفز فوقها، هو خدمة مباشرة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يُصاغ على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية.

القدس هي مفتاح الاستقرار أو الانفجار في المنطقة. فإما أن تُبقى القدس وفلسطين في صدارة المشهد العربي، أو تُفتح الأبواب أمام مزيد من الفوضى والتفكك والتبعية

ونخلص للقول إن  المعركة اليوم هي معركة وجود… وليست معركة حدود

الحرب الإسرائيلية على إيران، وحرب غزة المستمرة، ليستا سوى أدوات تنفيذية في مشروع أكبر يستهدف المنطقة بأسرها.

إن ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد هو مشروع هيمنة وتفكيك وتطبيع قسري، يهدف إلى محو الهوية العربية، وإلغاء فلسطين من معادلة الصراع، وتحويل العرب إلى هامش في معادلة إقليمية تقودها إسرائيل.

لذلك، فإن الرد ليس خيارًا تكتيكيًا، بل قرارًا استراتيجيًا يبدأ بـ:

إسقاط اتفاقات أبراهام.

إفشال ناتو الشرق الأوسط الصهيوني.

إعادة الاعتبار لفلسطين والقدس كقضية مركزية للأمة.

آن أوان الصحوة العربية… آن أوان تصويب البوصلة نحو الصحوة العربية الحقيقية… آن أوان استعادة القرار العربي المستقل، بعيدًا عن مشاريع الهيمنة والتفكيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب